رأى العاهل الأردني، «عبدالله الثاني» أن الوجود الروسي على الأرض السورية أصبح أمرا واقعا وعلى الجميع التعامل معه، داعيا الشرق والغرب إلى تجاوز أزمة الثقة القائمة بينهما.
جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها معه محطة «يورونيوز الأوروبية»، وبث الديوان الملكي تفاصيلها في بيان نقلته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا).
وقال العاهل الأردني إن «حقيقة وجود الروس على الأرض في سوريا اليوم هو أمر واقع، وعلينا جميعاً التعامل معه».
واعتبر أنه بإمكان روسيا لعب دور محوري في إيجاد حل سياسي في سوريا؛ لكونها قادرة على توفير ضمانات للنظام السوري.
وأشار إلى وجود انعدام كبير للثقة بين الشرق والغرب، مضيفا: «لا زلنا نشهد للأسف عقلية الحرب الباردة، وعلينا أن نتجاوز هذا الواقع حتى نتمكن من التصدي للتحدي الجديد المتمثل في هذه الحرب العالمية الثالثة ضد الإرهاب، لذلك، بدأنا بخطوات لبناء الثقة، وأعتقد أن الفرصة مواتية لكي نضع خلافاتنا جانباً، ونعزز هذه العلاقة التي تربطنا جميعاً».
ويعتبر الأردن من الدول التي أبدت تقبلا للوجود العسكري الروسي في سوريا؛ وهو ما سبب توترا في العلاقات بينهما وبين دول غربية وعربية، بينها الولايات المتحدة والسعودية، التي ترفض بشكل قاطع التدخل الروسي في سوريا.
في سياق ذي صلة، قال العاهل الأردني تعليقاً منه على مستوى الضغط المترتب على بلاده من استقبال اللاجئين السوريين: «لقد تمكنا من تحمل هذا الضغط لعدة سنوات حتى الآن، والذي استنزف الحد الأقصى لقدراتنا، لدينا 1.4 مليون لاجئ سوري تقريباً، يشكلون نحو 20% من السكان. وربما يكون ذلك أقصى ما نحتمل».
وأضاف: «مع وجود الروس الآن في سوريا، وبحسب التطورات على الأرض، فهناك قلق من إمكانية تزايد أعداد اللاجئين الذين سيهربون نحو الجنوب؛ لذلك فإن قضية اللاجئين باتت تشكل تحدياً يومياً بالنسبة لنا، خصوصاً أن 10% فقط منهم يعيشون في الواقع في مخيمات اللاجئين، فيما البقية يوجدون في مختلف القرى والمدن في بلدنا».
وأوضح أن «معظم التقارير الدولية تشير إلى أن اللاجئين يمكثون على الأغلب ما معدله 17 عاماً؛ ولذلك علينا أن نخطط على المدى الطويل، وأن نجيب عن الأسئلة الآتية: كيف نستوعب العديد من هؤلاء اللاجئين في مجتمعنا؟ وكيف نضمن استدامة اقتصادنا في ظل هذا الواقع؟».
واعتبر العاهل الأردني أن بلاده تحملت عبئاً هائلاً نيابة عن أوروبا والعالم، مشيراً إلى أن «الأوروبيين قد بدؤوا للتو يتعرضون لجزء بسيط من التحدي الذي واجهناه خلال السنوات القليلة الماضية».