عاد إلى عمان مستشار العاهل الأردني للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن «مشعل محمد الزبن»، بعد زيارة رسمية إلى روسيا، التقى خلالها الفريق أول «سيرغي شويغو» وزير الدفاع الروسي، بحث خلالها العلاقات العسكرية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها والأوضاع في المنطقة.

وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الأردنية «بترا»، فقد نقل «الزبن» تحيات الملك «عبدالله الثاني» إلى الرئيس «فلاديمير بوتين»، موضحا الدور الذي يقوم به الأردن في السعي لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، والأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن، نتيجة حالة عدم الاستقرار في المنطقة.

وأكد مستشار الملك أن القوات المسلحة الأردنية، ورغم شح الإمكانيات بذلت جهودا جبارة في المحافظة على أمن الأردن وحدوده، كأولوية أولى، وبنفس الوقت استعدادها وقدرتها على الدفاع عن أمن الأردن والتعامل مع أي تهديد للأمن الوطني الأردني.

من جهة أخرى، أكد وزير الدفاع الروسي تقدير بلاده للدور الذي يقوم به الأردن بقيادة الملك «عبدالله الثاني» في المحافظة على أمن الأردن، والمنطقة بشكل عام، والسياسة الحكيمة التي تنتهجها المملكة الأردنية، في التعامل مع مختلف التحديات التي تواجهها المنطقة.

من جانبها، اعتبرت الكاتبة الصحفية «فرح مرقة»، الزيارة وكأنها طلب من الأردن للكثير من الضمانات من الجانب الروسي، في المرحلة القادمة للبلاد.

وأشارت في مقال لها بموقع صحيفة «الرأي اليوم»، إلى أن «الصورة التي نشرت للقاء وتضمنت 7 شخصيات من الجانب الروسي، مقابل ثلاث من الجانب الأردني، يجعل التكهنات حول سبب الزيارة أكثر انحصارا في ضمانات ما بعد مدينة الشيخ مسكين، والمعركة التي جرت على الحدود الشمالية للمملكة الأردنية».

وأضافت: «عمان وبصورة علنية ومنذ بداية الأزمة، لم تعد تنتظر ضمانات من الجانب السوري وإن كانت أبقت على صلاتها المختلفة معه بالحد الأدنى، الأمر الذي فرضته بطبيعة الحال عدة عوامل موضوعية، تبدأ عند الاتهامات الدمشقية للأردن بتمويل وتهريب المتطرفين والإرهابيين لسوريا، ولا تنتهي عند الحديث عن شراكة الدولة الأردنية في المؤامرة الكونية ضد دمشق».

وتابعت «مرقة»: «الضمانات اليوم تحتاج مظلة أكبر وأوسع وأكثر استقرارا وقدرة على منح أي ضمانة بالأصل، خصوصا في ضوء متغيرين تستطيع عمان اللعب بأوراقهما، الأول مؤتمر جنيف 3، والذي من المفترض له أن يحمل تسوية بنيوية للأزمة السورية، ومؤتمر لندن الذي من المفترض أن يحمل ملف اللجوء السوري، وهما يعتبران فرصة للضغط من الجانب الأردني لانتزاع الضمانات المطلوبة، والتي بطبيعة الحال لا توفرها إلا مظلة موسكو».

وأشارت إلى أن العلاقات بين عمان وروسيا تكاد تكون في أفضل حالاتها، كما تظهر روسيا تقربا غير مسبوق مع الجانب الأردني على أساس مصالحي براغماتي عنوانه التنسيق الأمني والعسكري والمعلوماتي، الأمر الذي يجعل عمان «لا تتردد» قبل ترتيب زيارة سريعة للجنرال الزبن عقب أيام قليلة من استعادة النظام السوري للبلدة السورية الحدودية والتي تحمل بعدا استراتيجيا في المنطقة.

وقالت إن «وجود الجيش النظامي ليس الخطر الفعلي على الجانب الأردني، وإنما وبصورة أساسية، وجود حلفاء النظام من الجيش الثوري الإيراني وميليشيات حزب الله، والذين بطبيعة الحال لديهما اليوم ثأر ضمني من عمان تحت عنوان تصنيفهما كفصائل إرهابية، ضمن الوثيقة التي تمت صياغتها تحت اسم وزارة الخارجية الأردنية قبل اشهر، وأثارت سلسلة من النقاشات والمد والجزر بين طهران وعمان، لم تحل حتى بتسوية دينية من وزن زيارة وزير الأوقاف الأردني إلى مدينة قم الإيرانية».

وأشارت «مرقة»، إلى أن كل تحركات التقارب الأردني مع طهران تبدو عبثية عند الحديث عن تنسيق عسكري حدودي دون ضمانة روسية، الأمر الذي يفسر زيارة «الزبن» السريعة لموسكو.

واختتمت: «الأردن يبدو وقد أمن ضماناته مع عودة الزبن، إلا أن الخبراء العسكريين لا يزالون مصرين على أهمية التأهب الأقصى على الحدود الشمالية، مطالبين بالمزيد من الصرامة والحذر وعدم الذهاب بعيدا في الاطمئنان».

وتمكنت قوات الجيش النظامي السوري، الاثنين الماضي، بدعم من الطيران الحربي الروسي والسوري المشترك، من تحرير بلدة الشيخ مسكين الاستراتيجية في شمال درعا، على الحدود الأردنية.