قمة العشرين.. مباحثات مكثفة حول سوريا وتعهدات بالقضاء على «الدولة الإسلامية»

الاثنين 16 نوفمبر 2015 05:11 ص

تختتم قمة العشرين اجتماعاتها في أنطاليا التركية اليوم الإثنين، وسط تعهدات بالقضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» لا سيما بعد هجمات باريس الدامية، كما شهدت القمة مباحثات ثنائية مكثفة بين عدد من زعماء دول العالم حول الأزمة السورية.

وبرز على هامش القمة المحادثات «غير الرسمية» بين الرئيسين الأمريكي «باراك أوباما» والروسي «فلاديمير بوتين»، فيما أكد الأول خلال لقائه نظيره التركي «رجب طيب أردوغان» أولوية محاربة «الدولة الإسلامية» وإنهاء الظروف التي أدت إلى ظهوره.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن «أوباما» و«بوتين» بحثا في الجهود المبذولة لإنهاء الصراع في سوريا خلال لقائهما الأول منذ سبتمبر/أيلول الماضي، وقالت مصادر روسية إن الرئيسين اجتمعا «على انفراد» ثلاثين دقيقة، من دون حضور مستشارين أو مساعدين.

وكانت تقارير نقلت عن الكرملين أن لأمريكا وروسيا أهدافا استراتيجية متشابهة في الحرب على الإرهاب لكن هناك اختلافات في الأساليب.

«أوباما» و«بوتين» والانتقال السياسي في سوريا

وقال مسؤول في البيت الأبيض للصحفيين عقب لقاء «أوباما» و«بوتين» إنهما «اتفقا على الحاجة إلى عملية انتقال سياسي يقودها السوريون تسبقها مفاوضات برعاية الأمم المتحدة بين المعارضة السورية والنظام، إضافة إلى وقف لإطلاق النار».

واستبق الرئيس الأمريكي لقاءه نظيره الروسي أمس، بالإشارة إلى اتفاق فيينا الذي حض على وقف النار في سوريا بداية العام المقبل.

وأضاف «أوباما»: «سنضاعف الجهود مع الأعضاء الآخرين في الائتلاف (ضد الإرهاب) لضمان انتقال سلمي في سورية والقضاء على داعش كقوة يمكنها أن تسبب الكثير من الألم والمعاناة للناس في باريس وأنقرة وأنحاء العالم».

ونقلت وكالات الأنباء الروسية، عن كبير مستشاري السياسة الخارجية في الكرملين «يوري أوشاكوف» القول، إن روسيا وأوكرانيا احتلا الجزء الأكبر من المحادثات غير الرسمية بين الزعيمين.

وقال «أوشاكوف» إن «هناك تطابقا تاما بين الولايات المتحدة وروسيا في الأهداف الاستراتيجية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، لكن هناك خلاف حول أسلوب تحقيق تلك الأهداف».

أنقره وأزمة اللاجئين

وبدا أن أنقرة لم تنجح في استغلال الجدل حول «أخطار» تدفق المهاجرين إلى أوروبا في ضوء اعتداءات باريس، لتسويق دعوتها إلى إقامة منطقة آمنة شمال سوريا لإيوائهم، خصوصا بعدما كشفت التحقيقات أن أحد منفذي مجزرة باريس نجح في التسلل بين اللاجئين إلى أوروبا، لكن قادة الدول العشرين اعترفوا بأن أزمة اللاجئين مشكلة عالمية تقتضي تعاونا لمساعدة تركيا وأوروبا، بحسب صحيفة «الحياة» اللندنية.

وأكد الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي أن أنقرة شريك فاعل في التحالف لمحاربة التنظيم الإرهابي، فيما شدّد «أردوغان» على أن الإرهاب «خطر جماعي»، وزاد: «نواجه إرهابا بلا وطن أو دين».

وكشف «أوباما» أنه ناقش مع نظيره التركي مسألة تشديد الرقابة على الحدود السورية لمنع تسلّل إرهابيين، فيما طالبت فرنسا خلال قمة أنطاليا بـ «تدابير ملموسة» لوقف تمويل الإرهاب.

الملك «سلمان» يلتقي «أوباما» و«أردوغان» و«ميركل» و«فابيوس»

إلى ذلك، التقى العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» في بداية جلسة غداء عمل قمة دول الـ20 أمس رئيس الوفد الفرنسي للقمة وزير الخارجية «لوران فابيوس»، وقدم باسمه واسم حكومة وشعب المملكة التعازي لحكومة وشعب فرنسا ولأسر ضحايا الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس، مؤكدا وقوف المملكة مع فرنسا والجهود الدولية لمحاربة الإرهاب.

كما التقى العاهل السعودي أمس الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية، وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وأوجه التعاون بين البلدين الصديقين، إضافة إلى عدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس».

والتقى العاهل السعودي أيضا، مستشارة ألمانيا الاتحادية «أنغيلا ميركل»، كما التقى، رئيس وزراء تركيا «أحمد داوود أوغلو».

وفي ذات السياق، أجرى الملك «سلمان»، محادثات ثنائية مع «أردوغان»، تناولت الملف السوري.

ودعا الرئيس الروسي إلى «توحيد جهود المجتمع الدولي لتعزيز فاعلية مواجهة التهديد الإرهابي ومساعدة اللاجئين». ووجه رسالة إلى المجتمعين في أنطاليا ركّز فيها على «الهجوم المروع» في باريس، مشدّدا على أن التغلّب على الإرهاب ومساعدة ملايين من اللاجئين «ممكنان فقط إذا وحدنا الجهود في إطار ميثاق الأمم المتحدة وعلى أساس القانون الدولي مع احترام سيادة كل الدول ومصالحها».

وحض نائب وزير الخارجية الروسي «سيرغي ريابكوف» الحلف الأطلسي على «إعادة النظر في تحديد أولوياته بعد هجوم باريس، وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح عبر تقديم أولوية مكافحة الإرهاب في شكل جماعي».

وكانت مسودة بيان قمة العشرين، دعت قادة المجموعة إلى تعزيز تمويل المنظمات الدولية التي تساعد اللاجئين - كما طلبت أوروبا - وأكد على مواجهة الأسباب الأساسية للهجرة مثل الحرب في سوريا.

وجاء في مسودة بيان القمة، أن المشاركين سيتفقون على أن اللجوء مشكلة عالمية لا بد من التعامل معها بطريقة منسقة وهو ما يعد نصرا دبلوماسيا لتركيا وأوروبا.

وسيتفق القادة وفقا للمسودة على أن جميع الدول يجب أن تشارك في مواجهة أزمة المهاجرين من خلال قبول أعداد منهم وتقديم الإغاثة لهم، بحسب ما نقلته «رويترز».

ويتوقع أن يبلغ عدد اللاجئين من الشرق الأوسط وأفريقيا مليون مهاجر هذا العام وحده.

وضغطت تركيا وأوروبا اللتان تأثرتا أكثر من غيرهما بأزمة اللاجئين من أجل أن تعترف المجموعة التي تضم أقوى 20 اقتصادا في العالم بعالمية المشكلة وأن تساعد في مواجهتها ماليا رغم معارضة من الصين وروسيا والهند.

ويتعين أن تقر جميع دول المجموعة مسودة البيان لينشر اليوم الإثنين.

وتستضيف ولاية أنطاليا التركية قمة مجموعة العشرين، يومي الأحد والإثنين، ويتناول المشاركون عددا من القضايا الاقتصادية والسياسية خاصة المتعلقة منها بمنطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها الأزمة السورية.

  كلمات مفتاحية

قمة العشرين الدولة الإسلامية أزمة اللاجئين الملك سلمان سوريا أوباما بوتين أردوغان

الملك «سلمان» يعقد لقاء مغلقا مع «داود أوغلو» على هامش قمة العشرين

مسودة بيان قمة العشرين تدعو لمواجهة أسباب أزمة اللاجئين خاصة الحرب في سوريا

«أردوغان» يلتقي الملك «سلمان» في أنطاليا قبل قمة العشرين

موسكو: الملك «سلمان» يلتقي «بوتين» على هامش قمة العشرين في أنطاليا

قمة العشرين هذه تهمنا أكثر

الملك «سلمان» يدعو إلى مضاعفة الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب

الملك «سلمان» يبحث الأزمة السورية مع «بوتين» في أنطاليا

«رويترز»: «الدولة الاسلامية» ينقل الحرب لعقر دار أعدائه بعد هزائمه بساحة المعركة

«أردوغان» يحذر من الخلط بين أزمة اللاجئين وهجمات «الارهاب»

قادة قمة العشرين: سنتعامل مع موجهات الهجرة واللجوء بخطة طويلة الأمد

«جاويش أوغلو» و«كيري» يبحثان في الصين الأوضاع في سوريا