ضم سقطرى.. احتلال إماراتي إسرائيلي هو الأهم منذ حرب 1967

الخميس 7 أكتوبر 2021 03:08 ص

بعد مرور سنة على تخلي الإمارات عن الفلسطينيين عندما طبعت العلاقات مع إسرائيل في أغسطس/آب 2020، أضفت أبوظبي وتل أبيب الطابع الرسمي على أول مشروع استعماري مشترك بينهما في الشرق الأوسط، في جزيرة سقطرى اليمنية.

ووفقا لتقرير نشرته "وكالة أنباء أهل البيت" (ابنا) الإيرانية في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، توصلت إسرائيل والإمارات إلى اتفاق لتشارك السيطرة على الجزيرة المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو بغرض توسيع عملياتهم الاستخباراتية العسكرية المشتركة في مطار سقطرى الأكبر في الجزيرة.

منصة عمليات مشتركة

ونقلت وكالة "ابنا" عن مصادر مطلعة أن مؤسسة "خليفة" الإماراتية والهلال الأحمر الإماراتي أبرمتا عقدًا مع الشركات الإسرائيلية "يوسي أبراهام" و"ميفرام" لتوسيع مطار "حديبو" الذي تستخدمه الإمارات والقوات الأمنية الإسرائيلية في عمليات الاستخبارات البحرية والجوية.

وقد أيدت وكالة الصحافة اليمنية هذا التقرير.

واستولت الميليشيات المدعومة من الإمارات، والمعروفة بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" على سقطرى في يونيو/حزيران الماضي من القوات المتحالفة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وهي نفس الهيئة الحاكمة التي يفترض أن التحالف السعودي الإماراتي غزا اليمن لحمايتها من قوات الحوثيين.

ودفعت الطبيعة المتناقضة لأفعال الإمارات المراقبين لوصف ضم أبوظبي للجزيرة باعتبارها "حربًا أهلية داخل حرب أهلية".

فقد أجرمت الإمارات بشكل كبير في دعم "المجلس الانتقالي الجنوبي"، كما سيكون الأذى المحتمل من شراكتها مع الجيش الإسرائيلي كبيرًا.

أطماع إمبريالية إماراتية

تقع سقطرى في موقع استراتيجي في مدخل خليج عدن، وتطل على مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بكل من خليج عدن وبحر العرب، وبالتالي فإن السيطرة عليها ستكمل سيطرة الإمارات على الموانئ في الصومال وجيبوتي وإريتريا والسودان.

وفي سباق السيطرة على البحر الأحمر، تتقدم الإمارات بوضوح، ويبدو أنها قررت ضم حليفتها الأحدث؛ إسرائيل.

ويضيف ضم الإمارات لسقطرى إلى 78 من محطاتها التشغيلية البحرية والموجودة على الجزر التي تمتلكها في 40 دولة، عبر 6 قارات.

وقال الباحث "روهان أدفاني" من مركز الدراسات "ذا سينشري فونديشن": "عبر الاختباء وراء شركة موانئ دبي العالمية الموجودة في الإمارات والمملوكة للقطاع الخاص، تسعى الإمارات لتحقيق تطلعاتها في البحر الأحمر والقرن الأفريقي".

وأضاف: "مشاريع البنية التحتية الإماراتية الخاصة في القرن الأفريقي ليست مشاريع اقتصادية بحتة، وإنما ترتبط هذه الموانئ والطرق السريعة والمنشآت الأمنية ومرافق المياه والصرف الصحي بشكل وثيق بالسياسة الخارجية الإماراتية، وهي آليات مهمة لتوسيع كل من رأس المال والنفوذ الإماراتي، وهذا التوسع إمبريالي في جوهره، وهو زواج بين الطموحات الاقتصادية والسياسية".

تغيير موازين القوى

تمنح الشراكة الأمنية بين إسرائيل والإمارات فرصة هائلة لتل أبيب تتمثل في عمليات مراقبة وقدرات غير مسبوقة خارج حدودها في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي، وهذا غالبًا ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "بنيامين نتنياهو" ليرحب بسفير الإمارات "محمد الخاجة" في وقت سابق من هذا العام قائلًا: "نحن نغير الشرق الأوسط. نحن نغير العالم".

وعلاوة على ذلك، فإن القاعدة العسكرية والاستخباراتية المشتركة في سقطرى تمنح كلا البلدين نفوذًا غير مسبوق أمام أعدائهما وخصومهما المشتركين، إيران وتركيا.

وبالنسبة لإيران، هناك شعور متزايد بالتطويق الاستراتيجي وفقدان العمق الاستراتيجي بسبب الاتفاقيات بين الإمارات والبحرين وإسرائيل، بعد أن ظلت طهران تعمل بنشاط لفترة طويلة، على تطويق إسرائيل استراتيجيا في غزة ولبنان وسوريا.

وقد وضعت "اتفاقات إبراهيم" إسرائيل في الخليج على بعد أميال من إيران كما يهدد ذلك طموحات تركيا في ليبيا والسودان واليمن.

وليس من المستغرب أن يرى ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" إسرائيل أفضل شريك استراتيجي لبلاده، فهو لا يحصل بهذا على تحالف فقط مع القوة العسكرية الأكبر في المنطقة وإنما ينشئ روابط أوثق بواشنطن، ويجد شريكا ضد إيران وجماعات الإسلام السياسي، خاصة "الإخوان المسلمون" من خلال النظام الصهيوني.

وقد سمح هذا الحلف للحاكم الفعلي الإماراتي بوضع مسافة دبلوماسية وعسكرية بين الإمارات وقريبتها الجيوسياسية السعودية أيضا، حيث توفر إسرائيل لأبوظبي مظلة أمنية أوسع مما قد تحلم الرياض بتقديمه.

وبالنسبة لـ"بن زايد"، كانت "اتفاقات إبراهيم" هي الكنز الذي يتدفق بالمزيد من الهدايا.

وبخلاف طائرات "F-35" الأمريكية، فإن ضم سقطرى هو أعظم هدية من بينهم جميعًا، فهي لا توفر فقط للإمارات "السيطرة الكاملة على نطاقات الأرخبيل الجوية والبحرية"، كما ذكر "مختار الرحبي"، مستشار وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، ولكن أيضا الوصول دون عوائق إلى موارد الجزيرة الطبيعية، مثل النباتات والمعادن النادرة والأحجار الكريمة.

وعلى هذا النحو، فإن الضم الإماراتي الإسرائيلي لسقطرى هو النصر العسكري الاستراتيجي الأكثر أهمية في المنطقة منذ انتصار إسرائيل الساحق على الجيوش العربية في عام 1967، لكنه لا يتلقى الاهتمام الكافي بعد.

وفي ضوء النتائج المدمرة لتدخل الإمارات في اليمن، يجب مراقبة التطورات المستقبلية لهذا الاحتلال المشترك باهتمام.

المصدر | سي جي ويرليمان/ إنسايد أرابيا - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإمارات إسرائيل سقطرى اتفاقيات أبراهام اليمن

التحركات الأخيرة للإمارات في اليمن تهدد بتعميق الخلاف مع السعودية

المتحري.. برنامج لـ"الجزيرة" يكشف أطماع الإمارات في سقطرى اليمنية منذ 1997

مع تصاعد حرب اليمن.. سقطرى وميون في قلب الصراع الإقليمي والدولي

سُقَطّرى.. جزيرة يمنية منسية تبحث عن الاهتمام والاستثمارات

صحفي يمني: قوات إماراتية إسرائيلية تحتل جزيرة في سقطرى لإنشاء قاعدة عسكرية

الحوثيون يتهمون التحالف بتحويل إحدى جزر سقطرى لقاعدة عسكرية