قال وزير العدل اللبناني "هنري خوري"، إن قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت "طارق البيطار"، هو سيد الملف، و"يحق له استدعاء من يريد".
جاء موقف "خوري"، خلال وقفة احتجاجية نفذتها مجموعة من النساء قرب منزله، للمطالبة بوقف الضغوطات على المحقق "البيطار"، حيث التقى الوزير بالمجموعة قرب مدخل منزله.
وأضاف "خوري"، أن صلاحياته محدودة ولا سلطة له للاطلاع على التحقيقات، ولا حتى إبقاء المحقق العدلي أو تنحيته.
كما لفت إلى أن القرار في هذا الملف يعود إلى مجلس القضاء الأعلى (أعلى هيئة قضائية في البلاد).
يأتي ذلك، في وقت أكد أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، على ثقتهم بـ"البيطار".
وأصدر الأهالي بيانهم، السبت، عقب ظهور المتحدث باسمهم "إبراهيم حطيط" في وقت سابق بمقطع فيديو يطلب فيه من "البيطار" التنحي، وإفساح المجال أمام محقق عدلي آخر، متهما تحقيقاته بـ"التسييس".
إلا أن ناشطين وصحفيين عبروا على مواقع التواصل الاجتماعي عن استغرابهم من موقف "حطيط" المعروف بمواقفه السابقة الداعمة للقاضي "البيطار"، واصفين الأمر بالـ"مريب".
وقال ذوو الضحايا والجرحى في بيانهم: "نحن أهالي أكثر من 200 شهيد وضحية وآلاف المصابين ومئات آلاف المتضررين، وضعنا ثقتنا بالقاضي البيطار، ومن ضمننا إبراهيم حطيط، الذي كان خطابه على الدوام يصب بهذا الاتجاه".
وأضاف البيان: "إنما يبدو أن ظروفا مستجدة أدت به (حطيط) إلى إصدار بيانه الأخير المستغرب باسم عائلات الضحايا، علما أن هذا الموقف لا يمثلهم ولا يمثلنا أبدا".
وأكد الأهالي أن "قضيتهم أعلى وأسمى من زجها في التجاذبات السياسية والطائفية والسلطوية"، مؤكدين "ضرورة مثول كافة المطلوبين إلى العدالة أمام التحقيق".
وتحدث "حطيط" في شريط الفيديو الذي ظهر فيه وهو يتلو كلمة مكتوبة عن محاولات خبيثة لتشويه صورة "المقاومة" (حزب الله)، مؤكدا أن لديه كل الثقة بالأمين العام لحزب الله "حسن نصرالله".
كما وجه "حطيط"، في مقطع الفيديو الذي ظهر فيه يقرأ بيان مكتوب تحية إلى جماعة "حزب الله" و"حركة أمل"، ويتبنى اتهامهما لـ(القوات اللبنانية) في أحداث الطيونة بالعاصمة بيروت.
ولاحقا، أعلن "حطيط"، انسحابه من لجنة الأهالي.
والإثنين الماضي، اتهم "نصرالله"، المحقق "البيطار" بـ"تسييس قضية مرفأ بيروت"، وبأنه "لا يريد الوصول الى الحقيقة".
وكان "البيطار" ادعى، في 2 من يوليو/تموز الماضي على 10 مسؤولين وضباط، بينهم نائبان من "حركة أمل" هما "علي حسن خليل" و"غازي زعيتر"، ورئيس الحكومة السابق "حسان دياب".
ووقعت الخميس، مواجهات مسلحة في منطقة الطيونة الواقعة بين منطقة الشياح ذات الأغلبية الشيعية ومنطقة (عين الرمانة – بدارو) ذات الأغلبية المسيحية، وأسفرت عن مقتل 7 أشخاص وجرح 32 آخرين.
واتهمت جماعة "حزب الله" و"حركة أمل" مجموعات مسلحة تابعة لحزب القوات اللبنانية (مسيحي) بزعامة "سمير جعجع"، بقتل وجرح مؤيدين لهما خلال تظاهرة منددة بقرارات "البيطار"، وهو ما نفته الأخيرة ووصفت الاتهامات بـ"الباطلة".