واشنطن بوست: السيسي أظهر نفاق بايدن حيال حقوق الإنسان

الخميس 11 نوفمبر 2021 03:24 م

رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن مضي الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" قدما في نهجه القمعي المتزايد منذ وصوله للحكم بانقلاب عسكري، ومواصلة البيت الأبيض التعامل معه بل والإشادة بالجنرال السابق، يظهر مدى نفاق الرئيس الأمريكي جو بايدن وحنثه بوعوده في تنبي مواقف متشددة ضد انتهاكات النظام البوليسي في الدولة العربية.

وذكرت الصحيفة أن "بايدن" وعد خلال حملته الانتخابية بجعل حقوق الإنسان "مركز" سياسته الخارجية في تعامله مع الحلفاء والأعداء على حد سواء.

وقال الرئيس الأمريكي الحالي تحديدا إنه لن تكون هناك "شيكات على بياض" لمصر الحليفة القديمة للولايات المتحدة، والخاضعة منذ عام 2013 لحكم ديكتاتوري بقيادة "السيسي".

وخلق تلك التصريحات توقعات بنهج سياسي مختلف عن التي كانت يتبناها الرئيس السابق "دونالد ترامب" الذي وصف "السيسي" ذات يوم بـ"ديكتاتوري المفضل"، لكن لسوء الحظ، هناك إشارات عن عدم وفاء إدارة بايدن بالتوقعات التي رفعتها.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في ظل حكم "السيسي" لا يزال النظام المصري يقمع حرية التعبير، ويقيد عمل منظمات العمل المدني، ويعتقل آلاف المعتقلين السياسيين ويمارس التعذيب وكل هذا باسم مكافحة الإرهاب.

ورغم هذا السجل السيء، قالت الصحيفة إن وزير الخارجية "أنتوني بلينكن" وقف إلى جانب وزير خارجية "السيسي"، الإثنين وأشاد بالعلاقة القوية والآخذة بالتوسع مع مصر.

وفيما يبدو أنه نفاق واضح، انتهز "بلينكن" الفرصة وهاجم اعتقال إيران مواطنين أمريكيين، وهو إثم متهمة به مصر من خلال اعتقالها من فترة 18 مواطنا أمريكيا، مع أنها أفرجت عنهم عام 2021، باستثناء واحد، وهو مصطفى قاسم الذي مات في المعتقل.

ولم يكتف وزير الخارجية الأمريكي بذلك بل رحب بالصخب المصري التجميلي في معظمه متمثلا في "استراتيجية حقوق الإنسان" (أعلنها السيسي) والتي يشير اسمها إلى أن الانتهاكات الممنهجة غير مصرح بها وليست نتاجا لسياسات المسؤولين المصريين.

وأعلن "السيسي" في الفترة الأخيرة رفع قوانين الطوارئ ثم أعاد فرضها بطريقة أخرى من خلال البرلمان الذي يسيطر عليه.

وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة تتمتع بنفوذ على مصر من ربط الكونجرس تقديم 300 مليون من الدعم العسكري لها بناء على سجل حقوق الإنسان.

وتستحق الإدارة الإشادة بأنها قررت في سبتمبر/أيلول حجب 130 مليون دولار بشكل أرسل رسالة "واضحة" حول ما يجب على مصر عمله كي تحصل على الأموال.

وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من تأكيد مسؤولين أنه من شأن دبلوماسية هادئة كالتي تنتهجها إدارة "بايدن" حيال النظام المصري أن تحقق بعض النتائج.

لكن في المقابل يرى كثيرون أن القاهرة قد تفسر الخطوة على أنها مشابهة لنفس الخطوة التي اتخذتها إدارة "ترامب" عندما حجبت 195 مليون دولار في 2017 ثم أفرجت عنها في العام التالي.

وترى الصحيفة أن الإدارة كانت ستظهر دعمها للناشطين المحاصرين في مصر من خلال تعليق 300 مليون دولار بناء على معايير واضحة لتحسين سجل حقوق الإنسان، كالإفراج عن المعتقلين السياسيين والإصلاحات الأخرى التي دعت إليها رسالة مفتوحة لـ "مجموعة العمل لمصر" التي يدعمها الحزبان.

وأقرت الصحيفة بأن الولايات المتحدة لديها، حسب المتحدث باسم وزارة الخارجية علاقات متعددة الوجوه مع مصر. وهي بحاجة للتعاون معها في القضايا الإقليمية مثل غزة والسودان. وفي الأخيرة قاد الضباط الانقلاب بعد التشاور مع "السيسي".

وسيكون من غير الحكمة تجاوز هذا الواقع. إلا أن اعتماد مصر على الولايات المتحدة في الدعم العسكري والمساعدات الأخرى يعطي واشنطن القوة والحق والواجب للطلب من "السيسي" احترام الحقوق الأساسية لشعبه.

 

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

عبدالفتاح السيسي جو بايدن حقوق الإنسان

فورين بوليسي: لهذه الأسباب يتظاهر الديكتاتور السيسي بالالتزام بالقانون

"مكافأة للسيسي على قمعه".. رايتس ووتش تنتقد استضافة مصر كوب27

شيكات بيضاء جديدة.. هل أصبح السيسي ديكتاتور بايدن المفضل؟

خلاف وشيك بين إدارة بايدن والكونجرس بسبب مساعدات مصر العسكرية

تقرير أمريكي: السيسي يصعد من إجراءاته ضد المعارضة لمنع أي ثورة جديدة