قمة جلاسكو للمناخ.. السعودية والصين تقفان أمام أي اتفاق يعارض الوقود الأحفوري

السبت 13 نوفمبر 2021 05:56 ص

تسعى السعودية والصين، إلى منع أن يتضمن اتفاق الأمم المتحدة بشأن المناخ لغة تعارض دعم الوقود الأحفوري.

وكشفت مسودات للاتفاق، تم التفاوض عليها خلال الأسبوعين الماضيين، طلب بعض الحكومات وقف الدعم المالي للوقود الأحفوري، الذي يقول علماء إنه أحد أسباب التغير المناخي.

لكن مصدرين قريبين من المفاوضات الجارية في قمة الأمم المتحدة للمناخ، في جلاسكو، قالا إن الصين والسعودية، ضمن دول أخرى، تضغطان لحذف هذه الإشارة.

فيما تضغط دول غربية أخرى من بينها أعضاء الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، للإبقاء على الإشارة إلى إلغاء دعم الوقود الأحفوري.

وتعد الصين أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم، كما أنها منتج مهم للنفط والفحم.

وتحدثت الصين في الأسبوع الماضي عن التوصل لاتفاق مشترك مع الولايات المتحدة في قمة غلاسكو، لتعزيز طموحاتها لمكافحة تغير المناخ، بما في ذلك عن طريق تسريع التخلص التدريجي من الفحم هذا العقد، والحد من انبعاثات الميثان.

أما السعودية فهي منتج رئيس للخام، والرئيس الفعلي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك".

وأبلغ وزير الطاقة السعودي الأمير "عبدالعزيز بن سلمان آل سعود"، المؤتمر، الأسبوع الماضي، أنه يجب ألا يستهدف اتفاق مكافحة تغير المناخ أي مصدر معين للطاقة، قائلاً إنه يمكن خفض الانبعاثات بوسائل أخرى.

من جانبه، قال المبعوث الأمريكي الخاص للمناخ "جون كيري"، للمشاركين بالقمة، الجمعة، إن محاولة كبح ظاهرة الاحتباس الحراري في الوقت الذي تنفق فيه الحكومات مئات المليارات من الدولارات على دعم الوقود الذي تسبب في ذلك هو "جنون".

كما ندد الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، بالوعود "الفارغة" في عالم لا يزال يعتمد على الوقود الأحفوري، رغم بعض المؤشرات المشجعة.

وقال في كلمته خلال المؤتمر: "تبدو الوعود فارغة عندما تستمر صناعة الوقود الأحفوري في تلقي تريليونات الدولارات من الدعم (...) أو عندما تواصل دول بناء محطات طاقة تعمل بالفحم"، معترفًا في المقابل بصدور "إعلانات مشجعة" منذ بداية (كوب-26) في 31 أكتوبر/تشرين الأول.

والتزمت حوالى 20 دولة وضع حد بحلول نهاية عام 2022 لتمويل مشاريع الطاقة الأحفورية في الخارج، ونشرت حوالى 40 دولة إعلان الانتقال من الفحم إلى الطاقة النظيفة.

والخميس، أطلقت عدة دول تحالفًا للخروج من النفط والغاز، وأشادت العديد من المنظمات غير الحكومية بهذا التقدم مع تشديدها على غياب الدول المنتجة الرئيسية.

والشهر الماضي، كشفت وثائق مسربة كيف سعت دول إلى تعديل تقرير علمي عن كيفية التعامل مع التغير المناخي.

وأشارت الوثائق إلى أن السعودية واليابان وأستراليا، من بين دول أخرى، طلبت من الأمم المتحدة التقليل من شأن الحاجة إلى التخلي سريعا عن الوقود الحفري.

وكشفت التسريبات أن عددا من الدول والمنظمات ترى أن العالم ليس بحاجة إلى التقليل من استعمال الوقود الحفري بالسرعة التي توصي بها مسودة التقرير الحالي.

وأظهرت الوثائق أن دولا اعترضت على توصيات الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات من أجل المناخ.

وفي أحد الوثائق، طالب مستشار في وزارة النفط السعودية، بشطب عبارات مثل "الحاجة إلى إجراءات عاجلة ومتسارعة على جميع الأصعدة" من التقرير.

وفق الوثائق، فقد طلبت السعودية، من علماء الأمم المتحدة شطب خلاصتهم بأن "جهود إزالة الكربون في قطاع الطاقة ينبغي أن تركز على التحول سريعا إلى الصفر، والتخلي تدريجيا عن الوقود الحفوري".

يشار إلى أن المفاوضين في قمة الأمم المتحدة (كوب26) يواصلون المحادثات، سعيا للتوصل إلى اتفاق عالمي لتسريع خفض انبعاثات غازات الدفيئة ومساعدة الدول الفقيرة في مواجهة الكوارث والحد من استخدام الوقود الأحفوري، فيما تشتد الخلافات بشأن صيغة مسودة بيان ختامي.

ويشدد العلماء على الحد من متوسط الارتفاع في درجة حرارة العالم إلى أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل التصنيع وبذل الجهود كي لا يتجوز الارتفاع 1.5 درجة مئوية.

وقد التزمت الدول بهذا الطموح في قمة مماثلة في باريس عام 2015، أما الهدف الكبير لتجمع غلاسكو هو إعادة تأكيد هذا التعهد وتشديده.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية الصين كوب26 الوقود الوقود الأحفوري قمة المناخ

بي بي تتوقع تراجعا تاريخيا للطلب على الوقود الأحفوري بسبب كورونا

إيران غير راضية عن مشروع اتفاق قمة المناخ حول الوقود الأحفوري

قمة كوب 26.. اتفاق على مكافحة الاحتباس الحراري

الوقود الأحفوري وانتهاكات حقوق الإنسان.. تساؤلات حول استضافة مصر كوب 27

نهج السعودية في التعامل مع تغير المناخ يهدد بقاء المنطقة

ماذا تعني درجة حرارة 60 مئوية للشرق الأوسط؟