السودان.. انقطاع الإنترنت يفاقم أزمة الاقتصاد ويهدد التجارة

الأربعاء 17 نوفمبر 2021 04:51 ص

أحدث انقطاع خدمة الإنترنت في السودان، خللا في مفاصل الحياة العامة، وأثر بصورة واسعة على الحركة الاقتصادية والتجارية بالبلاد، لا سيما تلك المرتبطة بعمليات التصدير والاستيراد.

ومضى أكثر من 20 يوماً، منذ أن عطلت السلطات خدمة الإنترنت على خلفية الإجراءات التي قام بها قائد الجيش السوداني "عبدالفتاح البرهان"، الشهر الماضي.

ولم تفلح الجهود الأهلية التي بذلتها الجمعيات التطوعية في إعادة الإنترنت للمشتركين، وعلى رأسها "الجمعية السودانية لحماية المستهلك"، التي رفعت دعوى قضائية ضد شركات الاتصالات لإعادة الخدمة بشكل فوري.

والخميس الماضي، أصدرت السلطة القضائية أمراً للشركات المشغلة للخدمة بإعادة الإنترنت للمشتركين، لكنها لم تستجب.

وتعمل 4 شركات في مجال تشغيل الإنترنت، وهي "زين" و"إم تي إن" و"الشركة السودانية للاتصالات" و"شركة كنار"، بإجمالي 13 مليون مشترك، وفقا لإحصائيات حكومية حديثة.

إلا أن "جهاز تنظيم الاتصالات والبريد" السوداني، المسؤول عن تشغيل خدمة الإنترنت، أصدر قراراً يوم الخميس الماضي، وجه فيه الشركات بعدم تنفيذ الحكم القاضي الصادر بحجة أن أمر الطوارئ يجيز ذلك.

وتتعالى شكاوى مُصدِّرين ومُستوردين من استمرار انقطاع خدمة الإنترنت، وكشفوا عن تكبدهم خسائر فادحة جراء ذلك.

وكشف "نصرالدين بابكر"، وهو مستورد للمواد الغذائية، عن توقف عمليات الاستيراد بشكل كامل قبل انقطاع الخدمة عن البلاد، بسبب إغلاق الموانئ والطريق القومي بين الخرطوم وبورتسودان.

وفي 17 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن "المجلس الأعلى لنظارات البجا"، وهو مجلس لتكوينات قبلية شرق السودان، إغلاق كل الموانئ على البحر الأحمر والطريق الرئيسي بين الخرطوم وبورتسودان.

ويحتج المجلس على "مسار الشرق"، ضمن اتفاقية السلام الموقعة في جوبا، بين الخرطوم وحركات مسلحة متمردة، إذ يشتكي من تهميش مناطق الشرق، ويطالب بإلغاء المسار وعقد مؤتمر قومي لقضايا الشرق، ينتج عنه إقرار مشاريع تنموية فيه. ومطلع الشهر الجاري، أعلن المجلس فتح الموانئ والطريق القومي لمدة شهر كامل، إلا أن انقطاع خدمات الإنترنت عطلت صفقات التصدير والاستيراد.

وقال "بابكر"، إن "طلبيات الاستيراد متوقفة تماما منذ أغسطس/آب الماضي، بسبب إغلاق المؤانئ ومن ثم انقطاع خدمة الإنترنت".

وأضاف: "نعتمد على الإنترنت في التواصل مع الشركات الخارجية التي نتعامل معها في استيراد المواد الغذائية، خاصة في تأكيد الطلبيات وإرسال المستندات".

وقال أيضاً: "تقدر خسائرنا بمليارات الجنيهات نتيجة هذا التوقف الطويل، وإذا استمر الحال على هذا المنوال، فسنعجز عن سداد التزاماتنا الداخلية".

وأكدت "سليمى إبراهيم"، التي تعمل في تجارة الملابس النسائية على مواقع التواصل الاجتماعي، أن عمل شركتها توقف على خلفية انقطاع خدمة الإنترنت.

ومثل "سليمى"، فإن عشرات آلاف التجار الذين ينفذون عمليات محلية عبر شبكات الإنترنت، والتي كان فيروس "كورونا" سببا في انتعاشها اعتبارا من الربع الأول من 2020.

وقالت سيدة الأعمال في مقابلة، إن تعطيل خدمة الإنترنت بشكل كامل، يحتمل أن يعرضها للمساءلة القانونية، جراء عدم التزامها بسداد المستحقات المالية للموردين، نهاية كل شهر حسب اتفاقها معهم.

واستثنت السلطات السودانية بعض التطبيقات المصرفية والتي تستقبل وترسل الأموال، من تقييد الخدمة لتسهيل التداول اليومي للنقود.

من جهته، أفاد "أحمد بابكر"، الذي يعمل في شركة "ترحال" وهي تطبيق للتنقل داخل العاصمة، بفتح التطبيق للعمل بعد توقفه 15 يوماً.

وقال: "هنالك عدد كبير من الشباب يعمل بالشركة لتحسين دخله، إلا أن الفترة التي قُطعت فيها الخدمة أثرت بشكل كبير عليهم".

وأشار إلى أن أغلب الشباب الذين يعملون في الشركة هم طلاب جامعات يمتهنون المهنة لسداد نفقاتهم الدراسية.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

السودان انقطاع الانترنت انقلاب السودان البرهان الاستيراد

السودان.. حميدتي يرفض تولي رئاسة لجنة مكافحة الفساد وإزالة التمكين

لجنة أطباء السودان: مقتل 10 متظاهرين بالرصاص الحي في الخرطوم

بلينكن: السودان سيحظى بدعم المجتمع الدولي مجددا حال عودة حكومة حمدوك

تجمع المهنيين السودانيين: 15 قتيلا مدنيا برصاص الجيش الأربعاء

محكمة سودانية تحبس مديري شركات الاتصالات لحين إعادة الإنترنت