لأول مرة.. المغرب ينشر الدرك الحربي على حدوده مع الجزائر

الأحد 26 ديسمبر 2021 01:55 م

نشر المغرب وحدات من الدرك الحربي على طول الحدود الشرقية مع الجزائر، بعد تصاعد الخلافات بين البلدين.

ووفق مصادر تحدثت لموقع "عربي بوست"، فإن الرباط قررت في الأيام القليلة الماضية نشر وحدات الدرك الحربي انطلاقاً من شمال المحبس، وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط.

وذهبت المصادر إلى أن نشر الدرك الحربي جاء بعد صدور بلاغ الرئاسة الجزائرية، والذي هددت من خلاله بالرد على حادث مقتل 3 مواطنيها داخل الصحراء المتنازع عليه بين الرباط وجبهة البوليساريو الانفصالية.

وفي أقوى هجوم جزائري، أعلنت الرئاسة الجزائرية، الشهر الماضي، "مقتل 3 مواطنين جزائريين من طرف المغرب، كانوا بصدد نقل شحنات في إطار معاملات تجارية"، وأن "اغتيالهم لن يمر دون عقاب".

وحسب المصادر، فإن ظهور الدرك الحربي المغربي "يعد بمثابة الخطوة الأولى لنشر وحدات الجيش؛ إذ يُعد الدرك الحربي بمثابة طلائع متقدمة للجيش"، كاشفة عن توقعات مغربية لهجوم جزائري.

ويعد الدرك الحربي بمثابة جهاز أمني واستخباراتي يهدف إلى مراقبة الجيش كما يشرف على تحركاته.

وأفادت المصادر ذاتها، بأن الرباط ستقوم لأول مرة في تاريخ علاقاتها مع الجزائر بنشر هذا النوع من القوات، لا في منطقة الصحراء المتنازع عليها، بل على الحدود المغربية الجزائرية.

وأشارت المصادر إلى أن "المغرب دأب على نشر وحدات من الدرك الحربي على حدود إقليم الصحراء كلما كانت هناك توترات في المنطقة، ولم يسبق للرباط أن نشرتها على حدود الجزائر".

وذهبت المصادر إلى أن قرار نشر وحدات الدرك الحربي على الحدود مع الجزائر لم يتخذ رد فعل على تصريحات مسؤولين في "المرادية"، بل تفاعلاً مع تحركات على الأرض من بينها نشر صواريخ جزائرية على حدودها مع المغرب.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، كشفت وسائل إعلام إسبانية أن الجيش الجزائري قام بنشر مجموعة من منصات الصواريخ قرب الحدود مع المغرب، وذلك بعد اتهام الجزائر للمملكة باستهداف شاحنتين كانتا في طريقهما إلى موريتانيا ما أدى لمقتل 3 جزائريين.

ونشرت صحيفة "لاراثون"، الخميس، 3 نوفمبر/تشرين الثاني، صوراً تُظهر نشر الجزائر عدداً من منصات الصواريخ قرب الحدود مع المغرب، ولكنها لم تذكر من أين حصلت عليها.

وبالرغم من أنه لم يتسن التأكد مما ذكرته الصحيفة الإسبانية حتى الآن، فإن الخبر صادف صمتاً رسمياً جزائرياً، فيما أعادت وسائل إعلام جزائرية نشر الخبر.

وقالت "لاراثون" إن الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية تظهر نشر الجيش الجزائري لـ7 منصات متنقلة لإطلاق الصواريخ، لم يتم تحديد مداها.

وأضافت الصحيفة أن حادث استهداف الشاحنات ومقتل 3 سائقين جزائريين تسبب في حالة من "أقصى درجات التوتر بين البلدين، متساءلة عن حدوث حرب وشيكة على أبواب إسبانيا".

وتنتمي وحدات الدرك الحربي إلى مؤسسة الدرك الملكي، وهي خاضعة لقيادة القيادة العامة للدرك الملكي، المؤسسة الأمنية والعسكرية في المغرب.

وتم إحداث الدرك الحربي في 1973 بعد المحاولات الانقلابية  التي تعرض لها الملك السابق "الحسن الثاني"، وتورطت فيها وحدات من الجيش، ليتولى في مرحلة أولى مهمة رصد أي خرق لقانون العدل العسكري داخل الثكنات، أو في القواعد العسكرية المنتشرة في الصحراء.

كما يتولى الدرك الحربي المهام المسندة إلى الدرك الملكي من مرافقة الوحدات العسكرية في تنقلاتها في الصحراء أو إلى مدن الشمال، وإنجاز تقارير يومية عن الجيش ورفعها إلى قيادة الدرك التي تحيلها بدورها إلى المكتب الأول للقوات المسلحة الملكية.

وفي حالة وقوع حرب، يتولى الدرك الحربي قيادة فيالق ووحدات الجيش.

ويُقدر عدد عناصر الدرك الحربي في الصحراء بأزيد من 3200 عنصر لهم خبرة، وسبق أن شاركوا في مناورات عسكرية سواء داخل المغرب أو خارجه.

يتميز الدرك الحربي عن الوحدات الأخرى التابعة له بالشارة الحمراء على كتفهم الأيسر، ولا يتجاوز نفوذهم الثكنات القواعد، والمناطق العسكرية في الصحراء.

وخلال الفترة الأخيرة، تدهورت العلاقات بين الجزائر وجارتها الغربية أساسا بسبب قضية الصحراء الغربية. والعلاقات بين البلدين معقدة أصلا تقليديا.

وفي 24 أغسطس/آب، قررت الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط، ثم أعلنت بعد ذلك بشهر إغلاق المجال الجوي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

التوتر المغربي الجزائري المغرب الدرك الحربي الجزائر الصحراء البوليساريو

تراجع فرضية الحرب بين المغرب والجزائر

رئيس أركان الجزائر: فوز منتخبنا رد قوي على أعداء الأمس واليوم

إثر توتر مع الجزائر.. المغرب يبني قاعدة للدفاع الجوي قرب الرباط

في ظل توتر مع المغرب.. الجزائر تحذر مواطنيها من التجسس على هواتفهم