سرب صحيفة «وطن يغرد خارج السرب» الإلكترونية، ومقرها الولايات المتحدة، ما قالت إنها محادثتا ماسنجر عبر «جوجل بلس» بين الشيخ «عبد الله بن زايد»، وزير الخارجية الإماراتي، و«نور الدين بوشيحة»، مدير مكتب «محمود جبريل»، حزب «تحالف القوى الوطنية»، زاعمة أنها حصلت عليهما من ناشطين في مجال الاختراق الإلكتروني.
المحادثتان، اللتين لم يتسن لـ«الخليج الجديد»، التأكد من صحتهما، عكست تآمر إماراتي مفترض لتأجيج الأوضاع في ليبيا، والتأثير على مسار الأحداث، بالتنسيق مع بعض السياسيين الليبيين.
وبعد السلام بين «عبد الله بن زايد» و«نور الدين شيحة» - حسب محادثة بتاريخ 11 فبراير/شباط 2015 - يسأل الأول إن كان وصل الدعم الإماراتي إلى الجيش الليبي فيجيبه «بوشيحة»: «نعم وصل عدد المدرعات 77 ممتازة جداً جداً، ولكن دعم الذخيرة هي اللي ناقصة عند الجيش»، فيرد «بن زايد»:«أبشر الخير جاي إن شاء الله».
ويعاود «بن زايد» السؤال متفقدا تقدم الجيش على الأرض في إشارة إلى قوات الجيش التي يقودها الجنرال «خليفة حفتر»، والموالية للحكومة المنبثقة عن برلمان طبرق، فيجيب«بوشيحة»: «أيوا (نعم) تقدم كبير جدا في (مدينة) بنغازي (شمال شرقي ليبيا)، نسبة سيطرة الجيش على بنغازي 95%».
ويختتم «بن زايد» محادثته مع «بوشيحة» قائلا: «ما شاء الله بالتوفيق للجميع إن شاء الله، أنا الآن سوف أدخل اجتماع، نتحدث وقت لاحق سيد نور الدين، تحياتي إلى اللقاء الآن».
وفي المحادثة الثانية، وهي بتاريخ 11 يونيو/حزيران 2015، يسأل «بن زايد» «بوشيحة» عن الجديد بخصوص الحوار الليبي في المغرب؟
ويرد «بوشيحة» مبديا قلقه من «برناردينو ليون»، المبعوث الأممي لدى ليبيا، ويضيف قائلاً: «أنا كنت على اتصال بالسيد معين شريم (رئيس المكتب السياسي لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا)، وتحدثت معه عن إمكانية استلام ليون (العمل) مديراً للأكاديمية الديبلوماسية (في دولة الإمارات)، وكان رد شريم أن ليون يسأل عن المرتب الشهري، والإقامة على حساب من، كما إنه يريد أن يتحدث معك –أي مع عبد بن زايد- شخصياً، هل أعطي إيميلك له شيخ عبد الله».
بدوره يهدئ «بن زايد» «بوشيحة» قائلا له: «لا تقلق نورالدين»، ويتساءل: «هل قلت له يجب تعيين (فايز) السراج رئيس للحكومة قبل كل شيء»، مبديا موافقته على إعطاء إيميله لـ«ليون».
وحتى الساعة، لم يصدر تعليق من «بن زايد» أو «بوشيحة» يؤكد أو ينفي صحة المحادثتين المنسوبتين لهما.
لكن مراقبين سياسيين سبق أن اتهموا حكومة الإمارات بلعب دور مشبوه في التأثير على اتجاهات الثورة الليبية من خلال التدخل العسكري، وشراء ذمة المبعوث الدولي، وأخيرا استضافة الفريق الليبي المعادي للثوار مثل «محمود جبريل» و«عارف النايض» على أرض الإمارات واتخاذها مقرا لإدارة الصراع.