اعتبر محللون أنه هناك رغبة متبادلة وحوافز قوية بين دول الخليج والصين؛ لتعميق التعاون وتوطيد العلاقات، وذلك في ظل مساعي بكين لتأمين استقرار إمداداتها من الطاقة والتغلل بالمنطقة، وتوتر العلاقات الخليجية الغربية ولاسيما الولايات المتحدة.
واستشهد المحللون بتعهد الصين ودول الخليج، مؤخرا، بإحياء محادثات تعثرت منذ أكثر نحو عقدين، لإبرام اتفاقية تجارة حرة، خلال زيارة وزراء خليجيين للصين.
والسبت، قال وزير الخارجية الصيني "وانج يي"، لنظيره الإماراتي، "عبدالله بن زايد"، إن بكين ترغب في تسريع مفاوضات إنشاء منطقة تجارة حرة، لمنح تعزيز العلاقات مع مجلس التعاون الخليجي دفعة جديدة.
وتعتبر تصريحات الوزير الصيني، بمثابة تأكيد لما قاله الأسبوع الماضي، عندما زار وزراء خارجية السعودية والكويت وسلطنة عمان والبحرين، إلى جانب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الصين، لإجراء محادثات حول الأمن والتجارة.
وفي السياق ذاته، أكد الوزير الصيني والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي" نايف الحجرف"، بعد اجتماعها الأسبوع الماضي، أن الجانبين يعتقدان أن "الظروف مواتية لتأسيس اتفاقية شراكة استراتيجية بين الصين والمجلس الخليجي، وأن بكين تتطلع إلى تقاسم فرص سوقها الضخم مع الخليج.
وأوضح بيان صادر عقب الاجتماع، أن الطرفين اتفقا على "مساعدة دول مجلس التعاون الخليجي، على أن تصبح مراكز شحن وخدمات لوجستية تقود المناطق المجاورة، وجذب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية والتكنولوجيا إلى منطقة الخليج".
وقال "توربيورن سولتفيدت" محلل شؤون الخليج في شركة استشارات المخاطر العالمية ( Verisk Maplecroft)، إنه يرى أن"كلا الطرفين لديهما حوافز قوية" لتجديد هذه المحادثات.
وأضاف "سولتفيدت"، في تصريحات لموقع "ميدل إيست أي"، أنه "ربما يكون هذا هو الوقت المناسب للمضي قدماً في المحادثات ولرؤية بعض التقدم الحقيقي".
يأتي ذلك فيما رأي محللون أنه من المعقول أن تعزز دول الخليج علاقاتها مع بكين في وقت تتوتر فيه العلاقات الأمريكية الخليجية، وتقلل واشنطن اعتمادها على واردات الطاقة الخليجية.
وإضافة إلى ذلك، قال "يين جانج"، الباحث في معهد دراسات غرب آسيا وأفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن دول الخليج تشعر بأن هناك حاجة ملحة لتوطيد علاقاتها مع الصين من خلال توقيع معاهدات ووثائق، لمواجه بكين في عام 2021 اتفاقية تعاون شامل مع طهران مدتها 25 عاما لتعزيز التعاون الشامل.
وذكر محللون أن الصين من جانبها، تريد تقوية علاقاتها بدول الخليج؛ من أجل ضمان استقرار إمداداتها من الطاقة في وقت تلف فيه الضبابية الأسواق العالمية، وفي ظل الاضطرابات التي تشهدها كازاخستان، وهي من الدول المهمة التي تزوِّد بكين بالطاقة.