في أعقاب تدشين عدد من الشباب السعودي لوسم بعنوان «اطردوا السوريين من السعودية»، كرد فعل على أنباء عن كون مختطف الفتاة الصغيرة في الرياض سوري الجنسية، وأنه قد تم القبض على 48 شخصا سوريا خلال الـ9 أشهر الأخيرة، يخططون لأعمال «إرهابية» في المملكة، فقد اشتعلت مواقع التواصل السعودية، وقوبلت هذه الدعوات بانتقادات شديدة، وتم تدشين حملة مقابلة تحت شعار «بل أنتم أهل الدار».

وفي غضون ساعات قليلة من تدشين الهاشتاج المسيء للاجئين السوريين في السعودية، تحول الهاشتاج الذي أطلقه أحد المغردين على موقع تويتر للمطالبة بطرد السوريين من المملكة إلى تظاهرة حب وتكاتف مع الشعب السوري فيما يتعرض له وتأكيد على المبادئ الإسلامية في أُخوة الدين. حيث انتقد مغردون نظراءهم المطالبين بطرد السوريين ومعللين ذلك بأن الأخطاء التي قد يرتكبها السوريون في السعودية ما هي إلا أخطاء فردية ولا يجب محاسبة جميع السوريين عليها.

وزعم بعض داعمي هذا الوسم أن وجود اللاجئين السوريين في السعودية يهدد أمن البلاد ويفسد أخلاقيات الشباب في السعودية، وهو ما أنكره الكثيرون الذين رأوا أن المطالبة بطرد السوريين من السعودية يخدم هدف إثارة الفتن بين الشعبين.

وغرد أحد النشطاء السعوديين بالقول: «نحن رجال لا نطرد الضيف ونأمن الخائف ونطعم الجائع»، وأكد أن «السعودية ترحب بجميع العرب والمسلمين»، وطالب أخر بـ«إنشاء مخيمات للاجئين السوريين في السعودية»، مشابهة لتلك الموجودة في اليونان وإيطاليا.

وقال المغرد «عبد الله»: «بل هم أهل الدار ونحن الضيوف، أما ذاك الشخص (يقصد الذي دشن الوسم) فهو نكره لا يمثل إلا نفسه. أسال الله أن يفرج عن أهل الشام».

وغرد آخر بالقول: «كيف نطرد شعباً اختار خالد بن الوليد رضي الله عنه أن يُدفن بِأرضهم؟ مرحباً بالسوريين وبأهل الشام جميعا».

وسوم مجهولة لتفريق العرب

وكان وسم «اطردوا السوريين من السعودية» قد صار هو الأكثر تداولاً في السعودية ومصر، وأطلقه أشخاص مجهولون، على خلفية خطف طفلة سعودية تدعى «جوري» من قبل أحد السوريين في السعودية، غردوا بعبارات تشجع على طرد السوريين المقيمين في المملكة العربية السعودية، ولكن بعد وقت قصير جداً، تحول الوسم إلى حملة واسعة من قبل المغردين السعوديين، وكذلك السوريين ضد فكرة الطرد، وأصبح مكاناً لتعزيز الروابط بين الشعبين.

وأعلنت شرطة الرياض العثور علي طفلة في السعودية تدعى «جوري الخالدي»، 3 سنوات، جري خطفها من مستوصف في الرياض قبل أسبوعين تقريبا، وأظهرت الكاميرات صورة المختطف اللي ظل يلعب مع الفتاة حتى أخذها وقت انشغال الأب عنها وهو يتابع كشف الام لدي الطبيب.

وقد رصد أهلها مكافأة 100 ألف ريال لمن يدلي بمعلومات توصلهم للطفلة المخطوفة، ووصلت المكافأة إلى مليون ريال، وقامت شرطة الرياض بحملات عديدة وتفتيش للعثور عليها حتى أعلنوا العثور على الطفلة بحالة جيدة بعد ما قص الخاطف شعرها وحاول تغيير ملامحها.

وذكر موقع «تواصل» أنه عند مداهمة رجال الأمن للشقة الواقعة في أحد أحياء شرق الرياض، تم العثور على الطفلة مع خادمة إثيوبية، ولكن «خالد المطرفي» المدير السابق لقناة العربية، قال إن خاطف «جوري» هو سوري الجنسية، ويخضع حالياً للتحقيق من جانب رجال الأمن.