قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" يستعد للصراع المحتمل حال غزو روسيا لأوكرانيا، بالبحث فى الخيارات المتاحة أمام واشنطن فى هذا الصدد، والتي من بينها إرسال قوات عسكرية لدعم كييف. بينما تسعى عواصم غربية أخرى لتشكيل جبهة موحدة لمواجهة موسكو.

والثلاثاء، أفادت تقارير بهبوط طائرة أمريكية تحمل عتادا عسكريا وذخائر في كييف، وهي الشحنة الثالثة ضمن حزمة أمنية أمريكية قيمتها 200 مليون دولار لدعم أوكرانيا في الوقت الذي تستعد فيه لمواجهة هجوم عسكري روسي محتمل.

وقال وزير الدفاع الأوكراني "أوليكسي ريزنيكوف" للصحفيين قبل هبوط الطائرة: "شركاؤنا يزيدون من حجم المساعدة العسكرية. واليوم تصلنا الطائرة الثالثة من حكومة الولايات المتحدة كجزء من هذه المساعدة".

وفي السياق ذاته، أفادت تقارير أمريكية بأن "بايدن" ينوي توجيه كلمة للأمريكيين بشأن الوضع في أوكرانيا بالتزامن مع الإعلان عن وضع 8500 جندي أمريكي في حالة تأهب. 

والإثنين، أعلن المتحدث باسم البنتاجون "جون كيربي" أنه تم وضع ما يصل إلى 8500 جندي أمريكي على أهبة الاستعداد لأوامر بالانتشار، حيث تتواجد القوات الروسية على الحدود الأوكرانية.

وأضاف أنه بتوجيه من الرئيس "جو بايدن"، أصدر وزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن" الاستعداد لأوامر الانتشار.

وقال "كيربي" إنه لم يتم اتخاذ أي قرارات لنشر قوات أمريكية في الوقت الحالي.

وقالت شبكة "سي إن إن" إن إدارة "بايدن" في المراحل الأخيرة من تحديد الوحدات العسكرية لإرسالها إلى دول البلطيق وأوروبا الشرقية لتعزيز وجود القوات الأمريكية في محاولة لردع روسيا.

وأضافت أن "بايدن" ناقش  الخيارات المختلفة مع كبار المسؤولين العسكريين في "كامب ديفيد" خلال عطلة نهاية الأسبوع. 

من جانبه قال نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي "جون فاينر" إن تحالف شمال الأطلسي هو من سيتخذ القرارات بشأن تغيير وضع القوات وتعديله ولكن القوات الأمريكية مستعدة للانتشار حال صدور الأوامر. 

وأضاف "فاينر": لن ننشر قواتنا خارج أراضي حلفائنا في الناتو في الوقت الحالي.

وقالت "الجارديان" إنه فى الوقت الذي يدرس فيه "بايدن" الخيارات المتاحة أمام واشنطن للصراع الأوكراني الروسي المحتمل، فإن العواصم الغربية الأخرى تسعى لتشكيل جبهة موحدة لمواجهة روسيا، فيما يلوح بعض قادتها باللجوء إلى فرض عقوبات غير مسبوقة على الأخيرة حال غزوها لأوكرانيا بدلا من إرسال قوات لدعم كييف ضد موسكو. 

وفي هذا الصدد، قال  رئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون" إن دول الناتو لن ترسل أي قوات إلى أوكرانيا حال تعرضها لـ"عدوان من قبل روسيا"، لكنه توعدها بعقوبات غير مسبوقة حال قيامها بذلك.

وصرح "جونسون" في كلمة ألقاها أمام البرلمان الثلاثاء، ردا على سؤال حول ما إذا كان من الممكن أن يرسل الحلف قوات إلى أوكرانيا رغم أنها ليست عضوا فيه: "علي أن أقول إنه لا يوجد في الوقت الحالي أي عضو في الناتو مستعد لإرسال مجموعة كبيرة من القوات إلى أوكرانيا من أجل التصدي للعدوان الروسي".

 وتعهد "جونسون" بأن تواجه روسيا عقوبات غربية "أشد من أي أمر قمنا به من قبل" إذا غزت أوكرانيا، مضيفا: "لا يمكننا المساومة على رؤية لأوروبا موحدة وحرة.. لأن روسيا أشهرت مسدسا على أوكرانيا".

وتدعي السلطات في كييف والإدارة الأمريكية وحلفاؤها بإصرار أن روسيا تحشد قوات كبيرة تجاوز تعدادها 100 ألف عسكري قرب الحدود أوكرانيا "تمهيدا لشن عملية غزو جديدة" للأراضي الأوكرانية. 

وأكدت روسيا مرارا أنه لا نية لها لشن أي عملية على أوكرانيا، مشددة على أن كل التقارير التي تتحدث عن ذلك كاذبة والغرض من هذه الادعاءات يتمثل في تصعيد التوتر في المنطقة وتأجيج الخطاب المعادي لروسيا استعدادا لعقوبات اقتصادية جديدة وتبرير توسع الناتو شرقا، الأمر الذي تعارضه موسكو بشدة قائلة إنه يهدد الأمن الروسي.