أفادت وكالة "إنترفاكس" الروسية بأن أعضاء البرلمان وافقوا، الإثنين، على مشروع قرار يعترف بـ"استقلال" إقليمي "دونيتسك" و"لوهانسك" عن أوكرانيا، مشيرة إلى أن المشرعين الروس أحالوا المشروع إلى الرئيس "فلاديمير بوتين" لإقراره.

يأتي ذلك فيما تتصاعد حدة الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، تزامنا مع تعهد وزراء مالية دول مجموعة السبع، في بيان، الإثنين، بفرض عقوبات اقتصادية ومالية ذات عواقب هائلة وفورية على الاقتصاد الروسي، حال شن هجوم عسكري على أوكرانيا.

والأحد، قالت الولايات المتحدة إن روسيا قد تغزو أوكرانيا في أي وقت وتخلق ذريعة مفاجئة لشن هجوم.

وتعد الأزمة الحالية الأكبر منذ نهاية الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفياتي، وأدت إلى زعزعة في أسواق البورصة الأوروبية خوفا من أعمال عسكرية وشيكة.

وكشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الإثنين، معالم خطة موسكو للسيطرة على مدن أوكرانيا من الداخل بعد شن غزو عسكري، مشيرة إلى أن لندن رصدت حشد روسيا لأكثر من 135 ألف جندي على الحدود.

وذكرت الصحيفة أن مسؤولين بريطانيين يعتقدون أن وكالة الاستخبارات الروسية القوية (جهاز الأمن الفيدرالي)، المعروف اختصار بـ "FSB"، جرى تكليفها بـ"هندسة انقلابات في المدن الأوكرانية الرئيسية"، في أعقاب أي غزو عسكري.

ويتوقع المسؤولون أن الهجوم سيشهد قيام روسيا بضرب أهداف عسكرية أولاً، ومن ثم تطويق العاصمة كييف ومدن رئيسية أخرى، مع ترجيح إقدام عناصر من "FSB" على محاولة تثبيت قادة موالين لروسيا في الداخل الأوكراني.

وسبق أن سلطت صحيفة "بيلد" الألمانية الضوء على سيناريو خطة روسيا متعدد الخطوات لغزو أوكرانيا، في وقت سابق من هذا الشهر، بناء على مصدر بمخابرات أجنبية، مشيرة إلى أن "روسيا ستسعى إلى تعيين برلمان موال للكرملين واعتقال المسؤولين الأوكرانيين وقادة المعارضة".

وتقع المسؤولية عن الملف الأوكراني داخل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي على عاتق الوحدة الخامسة، المسؤولة عن العمليات الاستخباراتية في دول الاتحاد السوفيتي السابق.

ويتزعم تلك الوحدة "سيرجي بيسيدا"، الذي تم وضعه على قوائم عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عام 2014.

وكان "بيسيدا" مطلوبًا من قبل أوكرانيا لاستجوابه في أعقاب ثورة شعبية مناهضة لروسيا في فبراير/شباط 2014، باعتبار "أنه كان جزءًا من محاولة فاشلة" للسيطرة على الجهود العنيفة لقمع الاحتجاجات الشعبية.

لكن موسكو قالت إن "بيسيدا" كان موجودا هناك للمساعدة في ضمان حماية السفارة الروسية خلال فترة عدم اليقين التي كانت تشهدها أوكرانيا.