اتصالات وزيارات شهدتها الساعات الماضية من جانب مسؤولين أوروبيين وأمريكيين لبحث التوتر الذي بلغ ذروته على خلفية مخاوف الغزو الروسي لأوكرانيا.

ووصل المستشار الألماني "أولاف شولتز"، الإثنين، إلى كييف للتباحث مع الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلنسكي" حول التهديد باجتياح روسيا للبلاد.

وعقد "شولتز" و"زيلنسكي"، في ختام قمتهما، مؤتمرا صحفيا، الثلاثاء، يتوجه بعده المستشار إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، على خطى الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" الذي زارها الأسبوع الماضي.

وشددت ألمانيا المتهمة بالتساهل كثيرا حيال روسيا، لهجتها الأحد.

وقال الرئيس الألماني "فرانك-فالتر شتاينماير": "نحن أمام خطر اندلاع نزاع عسكري، حرب في أوروبا الشرقية، وروسيا هي من تتحمل المسؤولية".

بدوره، حذر "شولتز" من أن العقوبات الغربية ستكون "فورية" على روسيا إذا اجتاحت أوكرانيا.

وقال مصدر في الحكومة الألمانية إن الوضع بلغ مرحلة "حرجة"، مضيفا: "ازداد قلقنا (...) نعتقد أن الوضع حرج، خطِر جدا".

تحرك يوناني

من جانبه، قال المتحدث باسم حكومة اليونان "يوانيس إيكونومو"، إن وزير خارجية بلاده "نيكوس ديندياس" سيتوجه إلى موسكو في 18 فبراير/شباط؛ لإجراء محادثات مع نظيره الروسي "سيرجي لافروف".

وذكر المتحدث، أن هدف الزيارة المساعدة في العثور على حل للنزاع في أوكرانيا.

وسئل "إيكونومو" عن الموقف الذي سيتخذه وزير الخارجية اليوناني خلال الحديث مع "لافروف"، في ظل تصريحات الجانب الروسي واستيائه من نقل القوات العسكرية الأمريكية والناتو عبر ميناء مدينة ألكسندروبوليس اليونانية نحو أوكرانيا.

وقال: "بشأن الأزمة في أوكرانيا، تقوم اليونان بالتنسيق مع حلفائها وشركائها، من ناحية أخرى نحافظ على قنوات الاتصال مفتوحة لأنه من المفيد دائما التفاوض مع جميع الأطراف. تتمتع اليونان بمصداقية عالية وهناك ثقة كبيرة تجاهها فيما يتعلق بعلاقاتها ومفاوضاتها مع الجانب الروسي. هدفنا سيكون دائما المساهمة في الحل السلمي للنزاع القائم هناك".

عواقب خطيرة

وتوافق الرئيس الأمريكي "جو بايدن" ونظيره الأوكراني "فولوديمير زيلنسكي" خلال مكالمة هاتفية، الأحد، على مواصلة نهجي "الدبلوماسية" و"الردع" حيال روسيا.

ودعا "زيلنسكي" نظيره الأمريكي إلى زيارة كييف، لإظهار دعم واشنطن لبلاده في مواجهة خطر غزو روسي.

كما أكد وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن"، دعم بلاده القوي لأوكرانيا في مواجهة التهديد الروسي "الذي تتزايد حدته"، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني، "ديمترو كوليبا".

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "نيد برايس"، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للوزارة - إن "بلينكن" تحدث مع "كوليبا"، "لإعادة التأكيد على دعم الولايات المتحدة القوي لأوكرانيا في مواجهة التهديد الذي تتزايد حدته والمتمثل في المزيد من العدوان الروسي المحتمل".

وبحسب البيان، شدد "بلينكن" على أن "أي عدوان روسي على أوكرانيا سيقابل بعواقب سريعة وخطيرة وموحدة".

ويعتزم رئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون" زيارة بلدان شمال أوروبا ودول البلطيق، هذا الأسبوع؛ لمواصلة جهوده الدبلوماسية.

وقال متحدث باسم داونينج ستريت: "لا تزال هناك فرصة لخفض التصعيد وللدبلوماسية، وسيواصل رئيس الوزراء العمل بلا كلل إلى جانب حلفائنا لجعل روسيا تبتعد عن حافة الهاوية".

ويتهم الغرب الكرملين بالتحضير لغزو أوكرانيا، مع نشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدود هذا البلد المقرب من الغرب.

وتنفي روسيا ذلك، مؤكدة أنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت تعتزم واشنطن إرسال تعزيزات من ثلاثة آلاف عسكري إلى أوروبا الشرقية.