استضافت قناة إماراتية محافظ عدن اليمنية الجديد، مستعرضا بعلم الانفصال، في الوقت الذي وصفت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام)، مسؤول يمني سابق، بأنه رئيس اليمن الجنوبية، وهو ما عزز رأيا لأستاذ علوم سياسية قال إن هناك طرفا يسعى إلى تقسيم اليمن.

واستضافت قناة «أبوظبي» الإماراتية الرسمية، أمس الثلاثاء، العميد «عيدورس قاسم الزبيدي» محافظ عدن الجديد، مستعرضا بعلم الانفصال.

وظهر «الزبيدي»، في المقابلة، على مكتبه، واضعا أمامه علم الانفصال اليمني.

ويشبه علم الانفصال العلم اليمني، غير أنه يضاف إليه مثلث أزرق على الجانب، به نجمة خماسية حمراء، وكان علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية «اليمن الجنوبي» قبل الوحدة بين الشطرين عام 1990.

وهذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها علم الانفصال، حيث ظهر في عدن خلال الأسابيع الماضية، مع لافتات كتب عليها بالإنجليزية «نريد الحرية» و«الجنوب الحر».

وكان «خالد بحاح» نائب الرئيس اليمني رئيس مجلس الوزراء، نشر في أكتوبر/تشرين الأول، صورة له أثناء زيارته لباب المندب، يظهر فيها مبتسما وهو يصافح جنودا شاركوا في عملية سيطرة الجيش الوطني والمقاومة مسنودين بالتحالف العربي على باب المندب، ويظهر في الصورة علم الانفصال، على إحدى آليات الجيش الوطني.

وتزامنت مقابلة «أبوظبي» مع وصف وكالة الأنباء الإماراتية «وام»، أمس الثلاثاء، «علي سالم البيض» بأنه «رئيس اليمن الجنوبي السابق»، في حين أن آخر منصب لـ«البيض» هو نائب رئيس الجمهورية اليمنية الموحدة، وهو المنصب الذي تبوأه عقب قرار الوحدة عام 1990، وذلك قبل فراره من اليمن عقب الحرب الأهلية التي اندلعت بين قواته وقوات الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح» عام 1994.

وقالت «وام» إن وزير الدولة للشؤون الخارجية «أنور بن محمد قرقاش» استقبل، الثلاثاء، بمكتبه في وزارة الخارجية «علي سالم البيض رئيس اليمن الجنوبي السابق»، الذي يقوم بزيارة للإمارات.

وقد عزز ظهور «الزبيدي» بعلم الانفصال، ووصف «البيض» باعتباره رئيس اليمن الجنوبي، على وسائل إعلام إماراتية رسمية، ما قاله المفكر الكويتي «عبدالله النفيسي» أستاذ العلوم السياسية، إن طرفا في التحالف الذي تقوده السعودية لإعادة الشرعية في اليمن، يدعم مع إيران فكرة تقسيم اليمن.

وقال «النفيسي» في تغريدة له في موقع «تويتر»: «إن خلاصة المعلومات، أن هناك طرفا في التحالف يريد تحويل عاصفة الحزم من تحرير اليمن من الحوثي والمخلوع، إلى حرب استنزاف للتحالف».

وأضاف: «إيران والطرف يدعمان فكرة تقسيم اليمن من جديد، ويدعمان كل القوى التي تنادي بالتقسيم».

واعتاد «النفيسي» ذكر كلمة «الطرف»، بدلا من ذكر «الإمارات»، حيث أوضح سابقا أنه لا يذكرها بالاسم؛ تجنبا للمساءلة من قبل القضاء الكويتي.

ولم يخف «النفيسي» تشاؤمه من الوضع المقبل لليمن، قائلا: «تقسيم اليمن بوابة واسعة لتغلغل إيران من جديد في اليمن والجزيرة العربية، والتعيينات الأخيرة تخدم فكرة التقسيم للأسف».

وكانت آخر التعيينات التي شهدتها اليمن تعيين «عيدروس الزبيدي»، والذي ظهر بعلم الانفصال، محافظا لعدن.

كما اتهم «النفيسي»، دولة الإمارات العربية المتحدة دون تسميتها، بالتنسيق مع الرئيس اليمني المخلوع «علي عبد الله صالح»، والميليشيات الحوثية.

وغرد «النفيسي» عبر حسابه في موقع «تويتر» سؤالا لقيادة التحالف في اليمن: «إلى متى السكوت عن الدور المدمر والمشبوه الذي ينشط به عضو في التحالف يؤخر تحرير اليمن؟».

ولم يتسن الحصول على تعقيب من السلطات الإماراتية، حول مايثيره الإعلام الإماراتي، غير أن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية «أنور قرقاش»، رد على «النفيسي»، قائلا عبر حسابه الرسمي على «تويتر»، إنه من الصعب أن يتقبل الدكتور «النفيسي» أن الإمارات وضمن التحالف الذي تقوده الرياض غيرت مجرى التمرد في اليمن، مشيرا إلى أن «النفيسي» يكرر في تحليلاته سيناريوهات المؤامرات وتأثيره في دائرة «الإخوان» ومحازبيهم، على حد تعبيره.

وأضاف أن «الإخوان ومن خلال غمزهم ولمزهم وإنتهازيتهم الإسطورية أولويتهم ليست تحرير تعز بل التطاول على الإمارات، والنفيسي طرحه في هذا السياق»، وفق قوله.

وتقود السعودية تحالفا يضم الإمارات ودولا أخرى، لإعادة الشرعية في اليمن، بعد الانقلاب الذي نفذه الحوثيون بالتعاون مع الرئيس المخلوع «على عبدالله صالح»، في سبتمبر/أيلول من العام الماضي.

وشهدت الأسابيع الماضية، خلافات سعودية-إماراتية حول تقاسم النفوذ في اليمن، لا سيما بعد التدخل البري المباشر للقوات الخليجية والإماراتية، ما عرقلت تقدم قوات التحالف في مدينة تعز، بعد أن رفضت الإمارات إرسال قوات برية بسبب قيادة الإخوان المسلمين للمقاومة هناك، ورفض السعودية إرسال الإمارات مرتزقة أفارقة إلى المدينة.