طالب وزير الدفاع الأمريكي، تركيا والسعودية، بتقديم المزيد من أجل محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، في الوقت الذي قال رئيس أركان الجيش الأمريكي إن بلاده لا تريد فرض منطقة حظر طيران داخل سوريا، لاعتبارات سياسية وعسكرية.

وفي جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أعرب وزير الدفاع الأمريكي «آشتون كارتر»، الأربعاء، عن أمله في أن «تقدم دول الخليج العربية السنية وخاصة السعودية بالإضافة إلى تركيا المزيد في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية»، وقال إنه «تم الاقتراب من تأمين مساعدة قوات خاصة من الحلفاء العرب في الحرب ضد التنظيم».

ونقلت شبكة «CNN بالعربية»، عن «كارتر» قوله إن «استراتيجية الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق تحقق تقدما لكنها تحتاج إلى الوقت لتحقيق أهدافها».

وتابع: «الولايات المتحدة مستعدة لإمداد الجيش العراقي، بمزيد من القدرات الفريدة لمساعدته في استعادة الرمادي (مركز محافظة الأنبار)، بما في ذلك إرسال طائرات هليكوبتر هجومية، ومستشارين مرافقين إذا تطلبت الظروف ذلك، وإذا طلب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي».

وأقر «كارتر» بأنه لم يتم احتواء التنظيم في سوريا والعراق، مخالفا بذلك ما سبق وأعلنه الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» الشهر الماضي، لكنه قال إن «الولايات المتحدة تحشد زخما ضد التنظيم».

من جانبه، قال رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال «بول سالفا»، إن بلاده قادرة على فرض منطقة حظر طيران داخل سوريا، إلا أنها لا تقوم بذلك لاعتبارات سياسية وعسكرية.

جاء رد الجنرال الأرفع رتبة في الجيش الأمريكي الجنرال «سالفا»، على سؤال السيناتور الجمهوري «روجر ويكر»، عن إمكانية فرض منطقة حظر للطيران في سوريا، قائلًا، «لدينا القدرة العسكرية لفرض منطقة حظر الطيران، السؤال الذي نحن بحاجة أن نسأله، هو هل لدينا الظروف السياسية والاستراتيجية لفعل ذلك؟، وأنا لا أعني هنا حكومتنا بل الحكومات التي ستعترض على منطقة حظر الطيران»، دون أن يحدد هذه الحكومات.

وتابع «سالفا»: «إذا كان السؤال هو هل نستطيع تطبيقها؟، فالجواب نعم، لكن هل نحن مستعدين للدخول في اشتباك وصراع محتمل مع نظم الدفاع الجوية السورية، أو القوات السورية أو في أسوأ تقدير محتمل، مع الروس، إذا ما اختاروا أن يتحدوا منطقة حظر الطيران»، مشيرًا إلى أن الأسئلة المذكورة هي ما منعت بلاده من فرض منطقة حظر الطيران.

وشدد قائلًا، «لدينا القدرة العسكرية لفعل هذا «فرض منطقة حظر طيران»، لكننا لم ننصح بها، لأن الوضع السياسي على الأرض واحتمال حصول خطأ في الحسابات «الاصطدام مع روسيا»، وخسارة أرواح أمريكية في الجو، جراء محاولة الدفاع عن منطقة حظر الطيران، كلها لا تبرر وضع منطقة حظر طيران خاصة مع حقيقة أن القوات «البرية» ستظل قادرة على القتال من أجل المنطقة الآمنة على الأرض».

تعليقات «سالفا»، دفعت السيناتور الجمهوري «جون ماكين»، إلى مهاجمة رئيس أركان القوات الأمريكية قائلًا، «عليّ أن أخبرك أيها الجنرال، أن من أكثر التعليقات خزيًا التي سمعتها في حياتي من ضابط بالزي العسكري، هو قولك بأننا قلقين من رد فعل سوريا وروسيا بدلًا من الحفاظ على الآلاف من أرواح السوريين، الذين يتم قصفهم بالبراميل، حيث تم قتل أكثر من 240 ألف شخص حتى الآن».

وجاءت جلسة الاستماع بعد يومين من تصريح رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة جوزيف دانفورد» بأن حلفاء الولايات المتحدة اقتربوا من إرسال قواتهم الخاصة للمساعدة في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، في سوريا والعراق، مضيفا أنه لا يمكنه كشف أسماء تلك الدول الآن لأن المناقشات لا تزال جارية.

وترفض روسيا إقامة منطقة حظر جوي في سوريا بناء على اقتراح تركيا، لكن مصادر تركية رسمية أكدت في وقت سابق أن قيام المنطقة الآمنة في الشمال السوري «مسألة وقت لا أكثر».