1500 يورو شهريا.. حملات تجنيد عبر فيسبوك لأنصار الأسد للقتال مع روسيا

السبت 12 مارس 2022 03:44 م

1500 يورو والعديد من الإغراءات المادية ووعود بالإعفاء من الخدمة الإلزامية.. هكذا انتشرت دعوات علنية للقتال مع روسيا ضد أوكرانيا على نطاق واسع بين الموالين لنظام "بشار الأسد" في سوريا، وذلك بعد إعلان الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" عن فتح الباب أمام من وصفهم بـ"المتطوعين"، للانضمام إلى جيشه في أوكرانيا. 

وعقب إعلان "بوتين"، تحول موقع "فيسبوك" إلى محطة إعلانية لمن يرغب من سوريا في القتال لجانب الجيش الروسي.

ونشرت صفحات كبيرة موالية للنظام إعلانا يشرح كيفية "التطوع" والتقديم للقتال إلى جانب الروس، وتضمن الإعلان بنداً يتحدث عن الحصول على الأموال "مقابل التطوع". 

وتداولت العديد من الصفحات المنشور نفسه الذي يدعو للقتال بجانب الروس، وحددت عدداً من الخطوات من بينها، التوجه إلى "مراكز شعب التجنيد بسوريا، وتقديم طلب للقتال هناك".

يزعم الإعلان أيضاً أن "الحكومة الروسية ستقدم مبلغ 1500 يورو شهرياً كبدل للتطوع"، إضافة إلى تكفلها بـ"بمصاريف اللبس والطعام والطبابة، وتقديم تعويض لمن يُصاب". 

ولم توضح الصفحات الموالية للنظام من الجهة التي وضعت هذه المطالب، إلا أن منشوراتها حظيت بتفاعل وكتب مستخدمون موالون الكثير من الأسئلة حول القتال في أوكرانيا بجانب الروس.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت عن 4 مسؤولين أمريكيين أنّ روسيا التي بدأت غزو أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، باشرت في الأيام الأخيرة تجنيد مقاتلين سوريين لاستخدامهم في السيطرة على مناطق حضرية في أوكرانيا. 

وصرّح أحد هؤلاء المسؤولين للصحيفة أنّ بعض المقاتلين السوريين موجودون بالفعل في روسيا ويستعدّون للانضمام إلى المعارك في أوكرانيا، من دون مزيد من التفاصيل.

وكشف موقع "دير الزور 24"  أن روسيا فتحت باب التسجيل في مناطق سورية لـ "السفر إلى أوكرانيا والعمل كحراس" برواتب تتراوح بين 200 و300 دولار.

وأفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن ميليشيا "جيش التحرير الفلسطيني" وبعض الفصائل الفلسطينية الموالية للنظام وما يسمى بـ"كتائب البعث"، بدأت بتسجيل أسماء عناصر للذهاب إلى أوكرانيا والقتال إلى جانب القوات الروسية

وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن المسؤول المباشر عن تجنيد العناصر "المرتزقة" للقتال في أوكرانيا هم مسؤولين وقادة ضمن ما يسمى "كتائب البعث" التابعة لـ "الحزب الحاكم في سوريا" في قوات النظام وبإشراف "شعبة المخابرات العسكرية".

وتم تقديم وعود اشتملت على "كل من يقاتل في أوكرانيا إلى جانب القوات الروسية سيلقى مبلغ مادي لقاء ذلك بالإضافة إلى إعفائهم من الخدمة الإلزامية بعد عودتهم إلى سوريا، ومن باب رد الجميل للقوات الروسية التي ساندت وقدمت كل الدعم للجيش السوري في حربه ضمن سوريا"، وفقا للمرصد.

كما أكدت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان أكدت بأن مسلحين سوريين يتبعون للفرقة 25 بجيش النظام التي يقودها سهيل الحسن أبدت استعدادها لإرسال مرتزقة للقتال في الصف الروسي، حيث تتواصل عملية تسجيل الأسماء للراغبين في التوجه للمشاركة في الحرب الروسية على أوكرانيا.

وفي مجموعات فيسبوك بدت الدعوات للقتال مع الجيش الروسي ضد أوكرانيا أكثر تنظيما.

ونشرت حسابات عروضا حول الذهاب لأوكرانيا وطلبت من الأشخاص الذين يستفسرون عن "التطوع" التحدث عبر الرسائل الخاصة. 

إحدى أبرز المجموعات التي تضمنت إعلانات للقتال في أوكرانيا لجانب الروس تُسمى "فرصة عمل مع الأصدقاء الروس"، وتوجد بداخلها حسابات لأشخاص كتبوا أسماءهم بلغة روسية لكنهم يكتبون بالعربية.

أحد هذه الحسابات شخص كتب بالروسية اسم "علي محمد"، وطلب بأن يتم التوجه إلى السفارة الروسية في دمشق للتقديم على طلب "التطوع" للقتال بأوكرانيا. 

شارك هذا الحساب مع الآخرين عنوان السفارة الروسية في دمشق ونشر خريطة من موقع "جوجل ماب" يُظهر مكانها، وتحدّث عن أن "الفيلق الخامس" في جيش النظام عادة ما يقدم الأموال للمنتسبين من الأموال الروسية، بحسب زعمه. 

وعرض حساب آخر باسم "محمد المصري"، على أعضاء المجموعة عملاً مع القوات الروسية في أوكرانيا لحماية المنشآت هناك. 

وزعم الحساب أن المقاتل سيحصل على "1800 دولار"، وأن مدة العقد 6 أشهر، وأن على المتقدمين أن يكونوا بين سن 20 إلى 48 عاماً، وأن يكون لديهم خبرة في حمل السلاح.

وكان رئيس النظام السوري "بشار الأسد" اعتبر أن روسيا تدافع عن نفسها والعالم ومبادئ العدل والإنسانية، وقال إن "ما يحصل اليوم هو تصحيح للتاريخ وإعادة للتوازن إلى العالم الذي فقده بعد تفكك الاتحاد السوفييتي"، مشيرا إلى أن "الهستيريا الغربية تأتي من أجل إبقاء التاريخ في المكان الخاطئ لصالح الفوضى التي لا يسعى إليها إلا الخارجون على القانون".

وأضاف، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي "فلاديمير بوتين" أن سوريا تقف مع روسيا انطلاقاً من قناعتها بصوابية موقفها، ولأن مواجهة توسع الناتو هي حق لروسيا لأنه أصبح خطراً شاملاً على العالم، وتحول إلى أداة لتحقيق السياسات غير المسؤولة للدول الغربية لضرب الاستقرار في العالم.

أما على صعيد المعارضة، أدان الائتلاف الوطني السوري، في بيان، ما سماه بـ"الغزو" الروسي لأوكرانيا، ودعا دول العالم للتصدي له بحسم، قائلاً "لا يريد الشعب السوري أن يشهد المزيد من الإجرام الروسي المقترن بخذلان دولي في أي جزء جديد من العالم، بعدما عانى ولا يزال يعاني من مجازر روسيا وجرائمها في سوريا".

وفي اجتماع للمجلس القومي الروسي، رحب "بوتين" باقتراح وزير الدفاع "سيرجي شويجو"، بالسماح للمتطوعين الراغبين في القتال إلى جانب موسكو بالمشاركة.

وقال "شويجو: "هناك 16 ألف متطوع في الشرق الأوسط مستعدون للقتال مع القوات المدعومة من روسيا"، فيما علّق "بوتين" على المقترح قائلا: "أنا أؤيد هذه الفكرة".

وأضاف "بوتين" خلال الاجتماع: "يجب علينا الترحيب بالمتطوعين الذين يودون القتال لجانبنا ومساعدتهم على الوصول لمناطق القتال".

وتابع: "نحن نرى كيف يتوجه المرتزقة من مختلف مناطق العالم للقتال في أوكرانيا بشكل علني".

والجمعة، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية "دميتري بيسكوف"، الجمعة، إن الحديث لم يدر حول إرسال مواطنين روس عندما اقترح وزير الدفاع الروسي إرسال متطوعين إلى أوكرانيا، بل دار الحديث عن متطوعين من دول الشرق الأوسط.

وأضاف في حديث له مع الصحفيين: "سيرجي شويجو في الأساس كان يتحدث عن الراغبين ومن طلبوا ذلك من دول الشرق الأوسط ومن سوريا، الحديث لم يدور عن مواطنينا".

وفي 7 من مارس/أذار، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية، أن روسيا تجند مرتزقة سوريين وأجانب آخرين للقتال في أوكرانيا.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سوريا روسيا نظام الأسد الحرب الروسية الأوكرانية مرتزقة سوريين

موقع: روسيا تجند سوريين لإرسالهم للقتال بجانبها في أوكرانيا

بتهمة التطرف.. حظر فيسبوك وإنستجرام في روسيا

بوتين يتيح لعديمي الجنسية الالتحاق بالجيش الروسي