نددت دول خليجية وعربية ودولية، بالهجمات الصاروخية التي استهدفت مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان (شمالي العراق) فجر الأحد، ووقعت بالقرب من مبنى جديد للقنصلية الأمريكية قيد الإنشاء، وأسفر عن خسائر بشرية ومادية. 

وأفاد جهاز مكافحة الإرهاب في حكومة إقليم كردستان بتعرض أربيل، فجر الأحد، لهجوم بـ 12 صاروخا باليستيا أطلقت من خارج إقليم كردستان والعراق، فيما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أمريكيين أن الهجمات مصدرها إيران.

ولاحقا، أعلن الحرس الثوري الإيراني، في بيان، مسؤوليته عن الهجوم، مبيناً أنه استهدف "المركز الاستراتيجي للتآمر والشر الصهيوني" في إشارة إلي إسرائيل، حسبما ذكرت وسائل إعلام إيرانية محلية.

وعلى الصعيد الخليجي، أعربت كل من وزارتي الخارجية في السعودية والكويت في بيانين منفصلين عن إدانتهما واستنكارههما الشديدين للهجوم.

وأكدتا على على تضامنها ووقوفهما إلى جانب السلطات العراقية فيما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها، ورفضها لكافة أشكال العنف والتطرف والإرهاب.

 وعلى نفس المنوال، دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية "نايف الحجرف"، الأحد، الهجوم، معربا في الوقت ذاته عن تضامن المجلس مع العراق في محاربة الإرهاب وتعزيز أمن واستقرار أراضيه.

من جانبها، أعربت مصر عن إدانتها بأشد العبارات الهجوم على أربيل بصواريخ باليستية ووصفته بالإرهابي، مؤكدة في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، وقوفها التام بجانب العراق، ودعمه لما يتخذه من إجراءات لحماية أمنه واستقراره.

دوليا أدانت الولايات المتحدة الهجوم ووصفته بـ الإجرامي، وذلك في تصريح على لسان السفير الأمريكي لدى العراق "ماثيو تولر".

وقال "تولر": "لقد تبنّت عناصر للنظام الإيراني المسؤولية عن هذا الهجوم، ويجب أن تُحاسَب على هذا الانتهاك الصارخ للسيادة العراقية والهجمات الإرهابية على ممتلكات المدنيين الأبرياء".

فيما اتفق زعيم التيار الصدري "مقتدى الصدر" مع رئيس "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، "مسعود بارزاني"، على تشكيل لجنة "للتحقق من مزاعم وجود مقرات إسرائيلية في أربيل"، وفق بيان لمكتب الصدر.

ولم يصدر تعقيب فوري من السلطات الإسرائيلية حول أنباء وجود مقرات لها في أربيل، واستهدافها في الهجوم الإيراني.

وفي غضون ذلك، استدعت الخارجية العراقية السفير الإيراني في بغداد لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية بشأن هجوم أربيل، حسبما أوردت وكالة الأنباء العراقية.

وسبق الاستدعاء بيان حكومي عراقي أكد أن بغداد طلبت عبر المنافذ الدبلوماسية توضيحات واضحة من الجانب الإيراني بشأن هجوم أربيل، وينتظر موقفا من القيادة الإيرانية "برفض الاعتداء".

وعلى صعيد ذي صلة طالب الحزب  الديمقراطي الكردستاني كافة الأطراف بالسعي لتجنيب العراق أي صراعات إقليمية

ودعا الحزب للوحدة السياسية لحماية سيادة العراق، معتبرا أن الهجوم على أربيل اعتداء على السيادة العراقية، حسبما نقلت قناة "الحدث" السعودية.

وحث الحزب مجلس الأمن الدولي على اتخاذ موقف حازم من هجوم أربيل، نافيا الدوافع الإيراني وراء الاستهداف قائلا: "لا قواعد إسرائيلية في أربيل كما تزعم إيران".

وتتعرض المصالح الأمريكية وقواتها وقوات التحالف الدولي إلى هجمات متكررة في العراق منذ أشهر طويلة، وتتهم واشنطن فصائل عراقية مقربة من إيران بالوقوف وراءها.

وتزايدت وتيرة الهجمات التي تستهدف قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة منذ مطلع عام 2022 الجاري، وذلك بالتزامن مع تهديد فصائل عراقية مسلحة مقربة من إيران، باستهداف القوات الأجنبية بالبلاد، بعدما شككت في إعلان انسحابها وتحويل مهامهما لاستشارية.

 

على الصعيد الدولي، أدانت كل من واشنطن وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الأحد، الهجوم الصاروخي الإيراني 

وقال السفير الأمريكي لدى بغداد "ماثيو تولر"، في بيان: "تدين الولايات المتحدة الهجوم الإجرامي على أهداف مدنية في أربيل".

وأضاف "تولر" أن "عناصر النظام الإيراني تبنوا مسؤولية هذا الهجوم، ويجب أن تحاسب (طهران) على هذا الانتهاك الصارخ للسيادة العراقية والهجمات الإرهابية وعلى ممتلكات المدنيين الأبرياء". 

من جهتها، أدانت بعثة "الناتو" بالعراق، الهجوم الصاروخي الإيراني، معبرة عن وقوفها "مع نظرائها العراقيين في استنكار العدوان في أربيل".

وقالت البعثة في بيان، إن "أمن العراق مهم لجميع دول المنطقة، ونحن ملتزمون بضمان بيئة أمنية مستدامة في هذا البلد".

وتعقيبا على الهجوم، قالت حكومة إقليم كردستان في بيان، إن "أربيل تعرضت إلى هجوم جبان بذريعة ضرب قاعدة إسرائيلية بالقرب من القنصلية الأمريكية في أربيل".

وأضافت أن "الموقع المستهدف كان موقعاً مدنياً، وإن هذا التبرير يهدف لإخفاء دوافع هذه الجريمة الشنيعة، وإن مزاعم مقترفي الهجوم أبعد ما تكون عن الحقيقة".