بينيت: واشنطن تنوي إزالة الحرس الثوري من قائمتها للإرهاب.. والثمن باهظ

الأحد 20 مارس 2022 04:56 م

انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينيت"، ما وصفه بعزم واشنطن على المضي قدما في إزالة الحرس الثوري الإيراني من قوائم المنظمات الأجنبية للإرهاب، مشيرا إلى أن تلك الخطوة إضافة لاستعادة الاتفاق النووي، ستكونان "باهظتا الثمن".

جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها "بينيت" عبر حسابه على موقع "تويتر"، الأحد، أعرب فيه عن قلق تل أبيب من الخطوات الأمريكية المحتملة ومخاطرها على حلفاء واشنطن في المنطقة.

وقال "بينيت": "نحن قلقون للغاية بشأن نية الولايات المتحدة الاستجابة للمطلب الإيراني، وإزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية".

واتهم "بينيت" الحرس الثوري بأنه "أكبر منظمة إرهابية وأكثرها دموية في العالم"، مضيفا بأنه "على العكس من تنظيم الدولة الإسلامية، أو غيرها من المنظمات، فإن الحرس الثوري مدعومة من قبل دولة (إيران)".

وعقّب محذرا: "هذه ليست مشكلة إسرائيلية فقط، بل أيضا مشكلة بلدان أخرى، من بينها حلفاء واشنطن في المنطقة".

وذكر أن قوات الحرس الثوري الإيراني أطلقت خلال السنوات الأخيرة صواريخ على دول مسالمة، وأرسلوا طائرات بدون طيار باتجاه إسرائيل ودول أخرى، بما في ذلك القوات الأمريكية.

وتابع "بينيت": "إلى الآن يحاول الحرس الثوري وقوات تابعة له قتل إسرائيليين وأمريكيين حول العالم". 

ومضى قائلا: "لكن لسوء الحظ، نرى تصميمًا (من جانب أمريكا) على توقيع الاتفاق النووي مع إيران بأي ثمن تقريبًا، وإضافة إلى ذلك اعتبار أكبر منظمة إرهابية في العالم (الحرس الثوري الإيراني) إنها ليست منظمة إرهابية. لكن هذا الثمن باهظ الثمن".

وأضاف: "من المهم بالنسبة لي أن أقول - حتى لو تم اتخاذ هذا القرار المؤسف- ستستمر دولة إسرائيل في معاملة الحرس الثوري كمنظمة إرهابية".

وأكد "بينيت": "سنظل نتعامل على أساس أن الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وسوف نستمر في العمل ضدهم كمنظمة إرهابية. وكالعادة، ما سيحدد مستقبلنا هو أفعالنا وليس أقوالنا".

تحريك الكونجرس 

وقبل ساعات قليلة من نشر "بينيت" لتغريداته المنتقدة لإدارة "جو بايدن"، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أن الحكومة الإسرائيل ستعمل على تحريك الكونجرس بشكل غير مباشر للوقوف ضد إحياء الاتفاق النووي، ورفع الحرس الثوري من القائمة الأمريكية للإرهاب.

وأوضحت الصحيفة أن مساعي "بينيت" في هذا الصدد، لن تجرى عبر عقد لقاءات مع أعضاء الكونجرس؛ من أجل إقناعهم بالعمل ضد الاتفاق النووي ورفع الحرس الثوري، ولكن ستأتي عبر مواصلة توجيه الانتقادات العلنية لإدارة "بايدن".

وذكرت أن "بينيت " سوف يستهدف من خلال ذلك التأثير على موقف الكونجرس بشكل يسهم في دفعه لإفشال القرارين المحتملين من قبل إدارة "بايدن".

ولفتت إلي أن "التقديرات السائدة في إسرائيل تفيد بأن تعاظم الانتقادات الموجهة إلى إدارة بايدن ستدفعها إلى التراجع عن توجهها لإخراج الحرس الثوري من دائرة التنظيمات الإرهابية".  

وأشارت إلي أنه في حال توجه مجلسا النواب والشيوخ للاستفسار عن موقف المستويين السياسي والمهني في تل أبيب من الاتفاق، فإنهما سيوضحان "الأثمان العالية التي تبدي إدارة بايدن استعداداً لدفعها لإيران مقابله".

وتوقعت الصحيفة أن يسهم الموقف الإسرائيلي المعارض للاتفاق في إضافة المزيد من العراقيل أمام إمكانية إقراره في الكونجرس، حيث أعادت للأذهان حقيقة أن الاتفاق يواجه بمعارضة قوية داخل الكونجرس، وضمن ذلك من قبل أعضاء في الحزب الديمقراطي.

اتهامات بالفشل

ويأتي تحرك "بينيت"، الأحد، بتوجيه انتقادات علنية للإدارة الأمريكية في وقت تتعالى فيه الأصوات داخل إسرائيل باتهام الحكومة الائتلافية بالفشل بشأن التصدى لإحياء الاتفاق النووي.

وفي هذا الصدد اعتبر الكاتب "أريل كهانا" أن اتهام "بينيت" ووزير خارجيته "يائير لابيد" إدارة "بايدن" بالتخلي عن إسرائيل فيما يتعلق بالاتفاق النووي، هو اعتراف بفشل سياستهما.  

وذكر الكاتب أنه منذ تشكيل الحكومة الائتلافية، دأب "بينيت" و"لابيد" على التفاخر بعلاقتهما الممتازة مع "بايدن" وإدارته، وأنها مبنية على التفاهم وليس المواجهة كما كان يحدث في عهد رئيس الوزراء السابق "بنيامين نتنياهو" 

ووفق الكاتب، زعمت الحكومة الائتلافية أن هذا التفاهم المزعوم من شأنه أن يصب في مصلحة إسرائيل من خلال التغلب على الخلافات فى وجهات النظر بين تل أبيب وواشنطن في عدد من الملفات في مقدمتها الاتفاق النووي مع الإيراني.

وعقّب الكاتب قائلا إن "لحظة الحقيقة كشفت أن كل ما تحدث عنه بينيت ولابيد مجرد ثرثرة فارغة. فسوف يتم توقيع اتفاق نووي خطير للغاية بين واشنطن وإيران".

وأضاف أن كل من "بينيت" و"لابيد" يعتقدان حاليا أن الوضع خطير للغاية لدرجة أنهم أجبروا على استخدام خطاب أقوى مما استخدمه "نتنياهو" في أي وقت مضى. 

وبعبارة أخرى، والحديث للكاتب، فإن "بينيت" و"لابيد" أصبحا يتبنيان السياسة ذاتها التي مارسها "نتنياهو" ذات يوم مع واشنطن، رغم أنها كانت محل انتقاد من كليهما في حينها.

وذكر الكاتب أن ثمة اختلاف وحيد في الموقفين الآن؛ وهو أن عدداً أقل من الأمريكيين يعرفون "بينيت" و"لابيد"، على عكس "نتنياهو".

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

نفتالي بينت إسرائيل رئيس الوزراء الإسرائيلي الحرس الثوري الإيراني

قمة ثلاثية تجمع بن زايد وبينيت والسيسي في شرم الشيخ

إيران ترفض الشرط الأمريكي لرفع العقوبات عن الحرس الثوري

أكسيوس: طهران رفضت شرط واشنطن بشأن رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب