سيطرت الموضوعات الاقتصادية على "ترند" موقع "تويتر" في مصر، بعد يوم عصيب عاشته البلاد، الإثنين، بدأ بإعلان البنك المركزي رفع سعر الفائدة، وانخفاض مفاجئ للجنيه مقابل الدولار، ليصل سعر الدولار إلى 18.25 جنيه، بعد أن كان في حدود 15 جنيها.
وما بين وسوم "#الدولار" و"#الجنيه_المصري" و"الطبقة_المتوسطة"، و"الأيام_الجايه"، و"#إرحل_يا_سيسي" تنوعت التغريدات بين غضب من التطورات المفاجئة التي ستؤدي إلى موجة غلاء جديدة طاحنة قبل أيام من حلول شهر رمضان، ومحاولات لاستشراف المستقبل في ظل هذه التطورات.
وتحدث محللون عما وصفوه بـ"كارثة مقبلة"، مشيرين إلى أن المنافذ الإعلامية التابعة للسلطات في البلاد تجهز الشعب حاليا لتحمل تبعات قرار تعويم جديد ومرتقب للجنيه، بعد خفض قيمته.
وأشار المحلل الاقتصادي المصري "عمرو خليفة" إلى أن التعويم الأخير للجنيه عام 2016 أدى إلى رفع نسبه الفقر في البلاد من 27 إلى 32%، مضيفا أنه في حالة تعويم جديد للجنيه، يجب أن يضاف إلى توقعات سيناريو المعاناة، الآثار الرجعية لجائحة كورونا، واضطرابات سوق القمح العالمي، بعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لاسيما أن مصر أكبر دولة مستوردة للقمح عالميا.
أخطر مؤشر لحجم الكارثة القادمة؟
— Amr Khalifa (@Cairo67Unedited) March 21, 2022
كل قنوات البروبوجاندا الذى جهزها النظام بقيادة الآفاق الأكبر عمرو أديب للحظة تجهز الشعب المصرى لتعويم جديد.
التعويم الاخير أدى إلى رفع نسبه الفقر من ٢٧% ل ٣٢% و هذه المرة ضيف الآثار الرجعيه لكورونا و سوق قمح عالمى متأثر بالحرب لدولة تستورد 80%
بدوره، اعتبر الكاتب الأردني "ياسر أبو هلالة" أن الحرب في أوكرانيا يبدو أنها ستسقط "السيسي" قبل "زيلنسكي"، متحدثا عن غضب "الأكثرية الفقيرة"، على حد تعبيره، في مصر.
قرار مفاجئ في مصر برفع سعر الفائدة، يبدو إن ذلك مرتبط بتمهيد عمرو أديب لخفض سعر صرف الجنيه. الحرب في أوكرانيا قد يسقط فيها #السيسي قبل زيلنسكي بسبب " المجاعة " التي حذرت منها التقارير الدولية. الأبراج والكباري ترضي الأغنياء لكنها لا تطعم الأكثرية الفقيرة. pic.twitter.com/egbh97w0vs
— ياسر أبوهلالة (@abuhilalah) March 21, 2022
ورصد الباحث المصري "عمرو مجدي" تغيرا لحظيا في خطاب "السيسي" بالمنابر الإعلامية خلال الساعات القليلة الماضية، معتبرا أن هذا التغير يهدف لتهيئة الناس لتقبل المزيد من القرارات الصعبة.
يستخدم الرئيس #السيسي المنابر الإعلامية وفقا للحالة والمستجدات، فإذا كان الناس سيستيقظون غدا على خبر انخفاض الجنيه ومزيد من ارتفاع الأسعار فلا بأس من تعديل الخطاب قليلا: "نحن نبذل كل الجهد .. لكن كل الجهد لا يكفي." ثريد 👇 pic.twitter.com/KIJgWg3meX
— Amr Magdi (@ganobi) March 21, 2022
وعلّق الكاتب التونسي "محمد الهاشمي الحامدي" على الأمر، قائلا إنه "آن الأوان للجيش في مصر أن يعود إلى ثكناته ويتركوا إدارة السياسة والاقتصاد للمتخصصين والساسة"، مشيرا إلى أن الهند يبلغ عدد سكانها مليار و380 مليون إنسان، ولا يحكمها الجيش.
السيسي يعترف بفشل سياساته الإقتصادية. يقول: ادعوا لنا ، احنا ظروفنا صعبة قوي!!!
— محمد الهاشمي الحامدي (@MALHACHIMI) March 21, 2022
أقول له ولقادة الجيش المصري: ألم يأنِ لكم أن تركزوا على أمور الجيش وتتركوا السياسة للأحزاب والنخب المصرية؟
الهند فيها مليار و380 مليون إنسان. سادس اقتصاد في العالم. لا يحكمها الجيش.#مصر #السيسي
١٠٠ عام من “الإصلاح الاقتصادي يؤتي بثماره”
— 🇵🇸☭ عمو حسام (@3arabawy) March 21, 2022
والإثنين أيضا، أعلن رئيس الوزراء المصري "مصطفى مدبولي" عن أسعار جديدة للخبز غير المدعوم، في ظل ارتفاع أسعار القمح.
ووفقا للقرار، فقد تحدد سعر رغيف الخبز البلدي عند 50 قرشا للرغيف زنة 45 جراما و75 قرشا للرغيف 65 جراما وجنيه للرغيف 90 جراما، وسعر رغيف "الفينو" 50 قرشا و75 قرشا وجنيه للأرغفة أوزان 40 و60 و80 جراما.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية في مصر حتى من قبل غزو روسيا لأوكرانيا، لكن الآن أصبح الخبز، الغذاء الأساسي المؤثر سياسيا، والذي يعتمد عليه أغلب المصريين بشدة، أغلى سعرا بعد أن تعطلت إمدادات القمح من منطقة البحر الأسود.
وينتظر المصريون، خلال الساعات المقبلة، موجة تضخم جديدة واسعة بعد انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار.