بتوجيهات فرنسية بريطانية.. السفير السعودي يعود إلى لبنان قريبا

الأربعاء 23 مارس 2022 06:43 م

كشفت مصادر دبلوماسية عربية رفيعة أن السعودية تتجه لإعادة سفيرها "وليد البخاري" إلى بيروت خلال أيام قليلة.

وأوضحت المصادر أن التوجه الجديد للمملكة يأتي بعد اجتماع سعودي فرنسي في الرياض جرى خلاله الاتفاق على عودة السعودية للبنان، وكذلك بعد اجتماع ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" مؤخرا، مع رئيس وزراء بريطانيا "بوريس جونسون"، حيث جرت مناقشة الأمر نفسه.

وأشارت المصادر الدبلوماسية العربية في حديثها لموقع "عربي بوست" إلى أن السعودية أبدت تفهمها لعدم قدرة لبنان على تطبيق بعض بنود المبادرة الكويتية، وخاصة ما يتعلق بالقرار 1559 القاضي بسحب سلاح حزب الله، والذي يعتبر أكبر من قدرة اللبنانيين على تنفيذه.

بالمقابل، فإن الإمارات التي تشاورت مع السعودية، قررت تعيين سفير جديد لها في بيروت خلفاً لسفيرها السابق، وإعادة العلاقات مع لبنان خلال الأسابيع القادمة.

فيما أبلغت الكويت رئيس الحكومة "نجيب ميقاتي" عبر وزير خارجيتها استعدادها لإعادة سفيرها في حال جرى التوصل إلى اتفاق بين الجانبين يضمن وقف لبنان أي أعمال عدائية تجاه دول الخليج.

وأشارت المصادر إلى عقد لقاء دبلوماسي رفيع بين مسؤولين فرنسيين وسعوديين في الرياض منذ أيام، حيث ضم الوفد السعودي الوزير "نزار العلولا" والسفير السعودي في بيروت "وليد البخاري"، أما الوفد الفرنسي فترأسه المستشار "باتريك دوريل" والسفير "إيمانويل بون".

وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع بحث نقاطا أساسية متعلقة بالانتخابات البرلمانية، وضرورة إعادة الحضور السياسي السعودي في الساحة اللبنانية وتحديداً السنية، بالإضافة لضرورة العمل على تقديم المساعدات الغذائية والصحية والتعليمية لمؤسسات لبنانية غير رسمية.

وكشفت أن رئيس الوزراء البريطاني طلب من ولي العهد السعودي ضرورة العودة للبنان لإحداث نوع من التوازن السياسي في ظل اختلال هذا التوازن.

وأوضحت أن اجتماعاً جديداً لخليّة الأزمة المشتركة الفرنسية-السعودية سيُعقد في الأيام المقبلة لتنسيق المزيد من الخطوات الانتخابية والسياسية، مع اقتراب عودة السفير السعودي إلى لبنان التي أصبحت جدّيّة وقريبة، وقد تكون بحلول شهر رمضان.

وتمهيداً للعودة الخليجية القريبة لبيروت تشير مصادر حكومية لبنانية إلى أن مبعوثين، الأول قطري والثاني إماراتي، زارا بيروت منتصف الأسبوع المنصرم، وأجريا لقاءات سياسية وأمنية بهدف التحضير لعودة السعودية ودول الخليج إلى لبنان، وفق المصادر.

وأوضحت المصادر أن الموفدين التقيا كل على حدة قيادات من حزب الله لتهدئة الأوضاع والأجواء، مشيراً إلى أن الحزب أعطى إشارات إيجابية حول العلاقة مع السعوديين، وأبدى حرصه على إعادة العلاقة بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي في ظل تقدم الحوار بين السعودية وإيران.

ونقل الموقع عن المستشار السابق لرئيس الحكومة اللبنانية "خلدون الشريف"، أن إرهاصات عودة دول الخليج والسعودية إلى لبنان تنطلق من مجموعة عوامل رئيسية، أهمها أن حزب الله قد أبلغ جهات دولية فاعلة، أنّه وحلفاءه لا يرغبون في الاستحواذ على الغالبية المطلقة في البرلمان، ما يعتبر خطوة على طريق تطمين الدول العربية وتحديداً السعودية.

بالمقابل، يشير "الشريف" إلى أنّ فرنسا تسعى إلى تشكيل خلية أزمة تتصل بلبنان تضم المملكة العربية السعودية ومصر.

وأشار إلى أن التواصل بين وإيران وحزب الله في آن معاً لإخراج لبنان من عنق الزجاجة يعني اقتراب الإعداد لصفقة تعيد التوازن إلى لبنان، موضحاً أن الأمريكيين لا يمانعون ولا يعترضون ولا يعارضون الحركة الفرنسية الناشطة لإيجاد حل جذري للأزمة.

وتفجر خلاف بين لبنان والسعودية ودول خليجية أخرى، في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2021، بسبب تصريحات بشأن حرب اليمن أدلى بها "جورج قرداحي" قبل تعيينه وزيرا للإعلام وقادته إلى الاستقالة.

وفي ذلك اليوم، سحبت الرياض سفيرها لدى بيروت وطلبت من سفير لبنان المغادرة، وهو ما فعلته لاحقا كل من الإمارات والبحرين والكويت واليمن.

وقدّمت الكويت، في يناير/كانون الثاني الماضي، إلى لبنان مبادرة خليجية لـ"إعادة الثقة به"، تتضمن مطالب خليجية من بيروت بينها عدم التدخل في الشؤون الخليجية والعربية عامة.

وتقول عواصم خليجية، بينها الرياض، إن إيران تسيطر على مؤسسات الدولة اللبنانية، عبر حليفتها جماعة "حزب الله"، وهو ما تنفي طهران والجماعة صحته.

وتتهم تلك العواصم إيران بامتلاك أجندة شيعية توسعية في المنطقة، والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينما تقول طهران إنها تلتزم بعلاقات حُسن الجوار.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

لبنان السعودية الأزمة الخليجية الخليج السفير السعودي فرنسا بريطانيا فرنسا بريطانيا

عبداللهيان يبدأ زيارة رسمية إلى بيروت