ألغى البرلمان الباكستاني، الأحد، مشروع قرار التصويت على حجب الثقة عن رئيس الحكومة "عمران خان"، في خطوة مفاجئة استندت إلى المادة (5) من الدستور.

واعتبر نائب رئيس البرلمان رئيس الجلسة "قاسم خان سوري"، أن مشروع طرح الثقة كان نتيجة تآمر من شأنه الإضرار بالمصلحة الوطنية العليا، وبالتالي أعلن رفضه مستندا على المادة (5) من الدستور التي تمنع التصويت على أي مشروع قرار لا تتمتع دوافعه بالمصداقية.

فيما قال "خان" إنه نصح الرئيس الباكستاني بحل البرلمان، وهو ما وافق عليه الأخير، قبل أن يدعو "خان" الباكستانيين إلى الاستعداد لانتخابات جديدة، دون أن يحدد موعدها.

كما أعلن "خان" حل الحكومة، فيما قال وزير الإعلام الباكستاني إن "خان" سيواصل تأدية مهامه بعد قرار حل الحكومة.

وكانت المعارضة طالبت بجلسة برلمانية لحجب الثقة عن "خان"، بعد أن اتهمته بعدم قدرته على معالجة ملفي الاقتصاد والسياسة الخارجية.

وقدم تحالف المعارضة، بقيادة حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز، مقترح سحب الثقة ضد "خان"، في 8 مارس/آذار الماضي، بدعوى أن رئيس الوزراء فقد ثقة أغلب نواب البرلمان.

وكان حزب "خان" (حركة إنصاف باكستان) الذي لديه 155 عضوا في البرلمان المكون من 342 عضوا، قد شكّل حكومة ائتلافية بدعم من 5 أحزاب متحالفة في 2018.

وخسر "خان"، نجم لعبة الكريكيت الذي يواجه ضغوطا متزايدة نتيجة تعامله مع الاقتصاد المتعثر، الأغلبية في البرلمان بعد أن انضم 3 من الحلفاء الـ5 (الحركة القومية المتحدة وحزب عوامي بلوشستان والحزب الوطني الجمهوري) إلى صفوف المعارضة.

وأعلن نحو 20 من نواب الائتلاف الحاكم دعمهم للمعارضة، التي تدعي الآن أنها تتمتع بأغلبية في الجمعية الوطنية (البرلمان)، ودعت رئيس الوزراء إلى التنحي.

وبحسب الأرقام، فإن حزب حركة الإنصاف والحزبين المتحالفين معه (الرابطة الإسلامية الباكستانية والتحالف الديمقراطي الكبير) يدعمها 162 عضوا في الجمعية الوطنية، بينما تزعم المعارضة أنها تحظى بدعم 199 نائبا.

وكانت المعارضة التي لديها بالفعل 163 مقعدا في مجلس النواب، تحتاج إلى 10 أصوات إضافية فقط، للتمكن من الإطاحة بـ"خان" وحكومته.

وتلقي المعارضة باللوم على "خان" في سوء إدارة الاقتصاد والسياسة الخارجية، وهو ما ينفيه رئيس الوزراء.

وبالتزامن، خرج العشرات إلى شوارع مدينة كراتشي ثاني أكبر المدن الباكستانية، تلبيةً لدعوة "خان".

وكان رئيس الوزراء الباكستاني، اتهم الولايات المتحدة، بدعم محاولة عزله لتغيير النظام، وقال إن محاولة تغيير النظام في باكستان هي تدخل سافر من واشنطن في السياسة الداخلية للبلاد.

ودعا "خان" الشعب الباكستاني إلى الاحتجاج، في كل المدن، رفضا لما وصفها بالمؤامرة ضد حكومته.

وقد أغلقت شرطة العاصمة إسلام آباد الطريق الرئيسي المؤدي، إلى مبنى البرلمان ومقرات الحكم، منعا لوقوع اضطرابات.

يذكر أن البيت الأبيض، نفى مزاعم عن تورط الولايات المتحدة في محاولات عزل رئيس الوزراء الباكستاني، وذلك على لسان مديرة الاتصالات في البيت الأبيض "كيت بيدينجفيلد".