الغنوشي يدعو التونسيين لرفض تدمير مكتسبات ثورتهم

السبت 9 أبريل 2022 01:40 م

جدد رئيس البرلمان التونسي زعيم حركة النهضة "راشد الغنوشي"، دعوته للتونسيين أن "يرفضوا تدمير مكتسباتهم"، محذرا من "شيطنة العقد الأخير في تونس أمر مروع"، في إشارة إلى سنوات ما بعد الثورة.

وفي مقابلة، خص بها مجلة "جون أفريك" الفرنسية، وصف "الغنوشي" قرار الرئيس التونسي "قيس سعيد" حل البرلمان بـ"الغريب"، وقال: "بين 25 يوليو/تموز 2021 ومارس/آذار 2022، أشار سعيد عدة مرات إلى أنه لا يمكنه حل المجلس".

وأضاف: "حتى إنه أعاد تأكيد ذلك قبل يومين من فعل العكس تمامًا.. قراره هو رد فعل غير موزون على الجلسة العامة التي عقدها البرلمانيون"، وفق "الغنوشي".

وأضاف: "الأمر الأكثر عبثية هو أن سعيد فعّل في 25 يوليو/تموز 2021، المادة (80) من الدستور باسم الخطر الوشيك.. ولكن هذه المادة نفسها تنص على أنه، في هذه الحالة، يعتبر مجلس نواب الشعب في جلسة عامة دائمة".

ومع ذلك، خلال هذه السنوات، تم وضع الدستور، وتم إجراء 6 انتخابات، لم يشك أحد في شفافيتها، حتى حصلت تونس على جائزة نوبل، بالإضافة إلى امتيازات أخرى تتويجًا لإرادتها في إرساء الديمقراطية.

وأضاف قائلا: "لقد رسم قيس سعيد خطاً تحت كل هذا من خلال تدمير كل السلطات الديمقراطية التي أقيمت لمدة عشر سنوات، باتهام العدالة بالخنوع مع أنها كانت مستقلة.. وانتهى به الأمر إلى استبدال المجلس الأعلى للقضاء بآخر يبدو أنه غير نشط".

وتابع "الغنوشي": "عدنا في تونس إلى وضع مشابه لما كان عليه الحال قبل الثورة ويتم تطبيق نفس القوانين التي سبق أن استُخدمت لإدانتنا في أعوام 1981 و1987 و1992. لكن محكمة أمن الدولة لم تعد موجودة غير أن القوانين التي تساوي الخصوم بالإرهابيين ما تزال قائمة. ومع ذلك، فقد تم انتخابنا من قبل الشعب، خلال اقتراع تم التحقق من صحته ودون أي استئناف بعد إلغاء النتائج".

وشدد رئيس حركة النهضة، على ضرورة العودة إلى الدستور والحكم الرشيد الذي يحترم حقوق الإنسان ويحل المشاكل عن طريق الانتخابات، قائلاً إنه للرئيس كل الحق في أن يروج لمشروع ما، عليه فقط أن يقترحه خلال اقتراع مفتوح للجميع، مذكّراً بأن "قيس سعيد" أدى اليمين على الدستور وبالتالي عليه احترام هذا الالتزام.

وتابع: "نحن نعتبر أن البرلمان، وفقًا للمادة 80، يعتبر في حالة انعقاد دائم.. لم يتم أخذ هذا الجزء من المادة 80 في الاعتبار من قبل الرئيس في 25 يوليو/تموز 2021"، موضحا في الوقت نفسه أن الوضع الاقتصادي والسياسي صعب للغاية.

وحث "الغنوشي"، التونسيين على أن يتجاهلوا خطاب الكراهية، وأن يتصرفوا سلميا لاستعادة التوازن الذي هو ملكهم.

كما حثهم على "رفض تدمير منجزاتهم"، والدفاع عن السلطات الدستورية ومؤسسات الدولة، ودعم الحوار الوطني دون أي إقصاء.

وختم حديثه بالقول: "يجب العودة إلى الدستور، حتى نحمي أنفسنا من الديكتاتورية".

يشار إلى أنه في 30 مارس/آذار الماضي، عقد مجلس نواب الشعب (البرلمان) جلسة عامة افتراضية، صوّت خلالها على إلغاء قرارات الرئيس التّونسي "الاستثنائية".

وبعد ساعات من جلسة البرلمان، أعلن "سعيّد" حل البرلمان بدعوى "الحفاظ على الدولة ومؤسساتها"، معتبراً أن اجتماع البرلمان وما صدر عنه "محاولة انقلابية فاشلة".

وتشهد تونس، منذ 25 يوليو/تموز 2021، أزمة سياسية حين بدأ "سعيد" باتخاذ إجراءات استثنائية، منها تجميد اختصاصات البرلمان (قبل أن يقوم بحله الأربعاء الماضي) وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية وحل المجلس الأعلى للقضاء.

وترفض عدة قوى سياسية واجتماعية إجراءات "سعيد" الاستثنائية وتعتبرها "انقلابًا على الدستور"، بينما تؤيدها قوى أخرى ترى فيها "تصحيحا لمسار ثورة 2011" التي أطاحت بالرئيس "زين العابدين بن علي".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تونس راشد الغنوشي انقلاب تونس قيس سعيد

تونس.. استدعاء مجموعة جديدة من النواب للتحقيق في جلسة إلغاء المراسيم الرئاسية

رئاسة النواب التونسي ترفض قرار حل البرلمان

تونسيون يتظاهرون ضد سعيد ويتهمونه بإعادة الدكتاتورية.. والمرزوقي يعلق

بعد محاولة الاعتداء عليه.. النهضة تؤكد استمرار الغنوشي بصلاة التراويح بالمساجد

الغنوشي: الإسلاميون لم يحكموا تونس.. وقيس سعيد خطر على البلاد