اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، المسجد الأقصى، لتأمين اقتحام المستوطنين للمسجد عبر مجموعات متتالية.

وأقدمت قوات الاحتلال على إفراغ المسجد الأقصى من المرابطين، إلى خارج أبوابه، ولم تسمح حتى للنساء من البقاء بداخله، فيما نجح العديد منهن بالبقاء داخل مصلى قبة الصخرة، والعشرات من المصلين داخل المصلى القبلي.

كما منعت القوات الصحفيين والناشطين من البقاء داخل الأقصى وتصوير ما يجري، قبل أن تعاود السماح لبعضهم وكذلك لبعض النساء وكبار السن بالدخول، بعد احتجاز هوياتهم الشخصية.

وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، في بيان، بأن 1180مستوطنا اقتحموا الأقصى الأربعاء، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسًا تلمودية في باحاته، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال.

واقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى قبل نصف ساعة من موعد فتح باب المغاربة لاقتحامات المستوطنين، وأخلت كافة ساحات المسجد من المصلين لتأمين مسار اقتحامات المستوطنين.

وفي المقابل، قامت مجموعة من المرابطين بالبقاء داخل المسجد القبلي لمنع اقتحامه. وتحاول هذه المجموعة طوال الوقت الدق على أبواب ونوافذ المسجد، في محاولة لإرباك وإزعاج المستوطنين وجنود الاحتلال المنتشرين داخل باحات المسجد الأقصى.

وإزاء ذلك، أطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز داخل المسجد القبلي بالأقصى، لإسكات أصوات الطرق، كما اعتلى أفراد من شرطة الاحتلال سطح المسجد القبلي.

وبثت منصات فلسطينية مقاطع مصورة تظهر مرابطات فلسطينيات يواجهن قوات الاحتلال والمستوطنين خلال عملية الاقتحام صباح اليوم، بالدعاء والتكبير.

 

 

وبعد ذلك، اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية، وأدّوا طقوسًا تلمودية في باحاته لإحياء طقوس عيد الفصح اليهودى تحت حماية قوات الشرطة الإسرائيلية.

وهذا اليوم الرابع على التوالي الذي يتم فيه اقتحام الأقصى بهدف السماح للمستوطنين باقتحامه لأداء صلوات تلمودية بحجة "عيد الفصح اليهودي".

وسبق أن دعت جماعات استيطانية إلى تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد بمناسبة عيد الفصح "اليهودي" الذي بدأ صباح الجمعة ويستمر أسبوعا.

 

 

وقال خطيب المسجد الأقصى، الشيخ "عكرمة صبري"، الأربعاء، إنه يخشى من مواصلة الاحتلال انتهاك حرمة المسجد عبر إدخال اليهود المتطرفين "قرابين" إلى باحات المسجد.

واعتبر "صبري" أن حكومة الاحتلال تريد أن تلبي رغبة المتطرفين على حساب الأقصى "لأنها حكومة هشة وضعيفة"، وفقا لما أوردته قناة "الجزيرة".

وفي المقابل، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي "​أوفير جندلمان" إن "المزاعم بشأن إدخال قرابين إلى ​المسجد الأقصى​ كاذبة تماما ولا أساس لها".

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد قررت وقف الاقتحامات بدءا من الجمعة، على أن يكون الخميس آخر أيام الاقتحام، وذلك حتى نهاية شهر رمضان المبارك.

وعادة ما تغلق الشرطة الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى أمام غير المسلمين في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، إلا أنه وبحسب المحللين فإن مدة الإغلاق تختلف من سنة إلى أخرى.

ومن جانبها، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبناء الشعب الفلسطيني إلى التصدي لمسيرات المستوطنين المزمعة في بلدة القدس القديمة، وأشادت، في بيان، بصمود الشباب الثائر في مدينة القدس المحتلة "الذين يتصدون لقطعان المستوطنين الذين يحاولون تدنيس باحات المجسد الأقصى والأماكن المقدسة".

واعتبرت الجبهة أنّ دعوات الصهاينة لتنظيم مسيرة أعلام جديدة حول أسوار البلدة القديمة بالقدس، "تفجير للأوضاع، ونية صهيونية مبيته وممنهجة ومبرمج لها من أعلى السقف السياسي الصهيوني لتغيير الوقائع على الأرض في إطار تنفيذ المخططات الصهيونية القائمة على التهويد والاستيطان".

ودعت الجبهة جماهير الشعب الفلسطيني للتصدي لهذه المسيرات الصهيونية ومواصلة حالة الاشتباك المفتوح مع الاحتلال وتوسيع رقعته ليشمل كل مواقع التماس ومستعمرات ومواقع الاحتلال العسكرية.

 

 

وشهدت الأسابيع الأخيرة تصاعدا في التوتر بين الفلسطينيين وإسرائيل، كان آخرها الليلة الماضية بعد إطلاق قذيفة صاروخية من قطاع غزة تجاه الأراضي الإسرائيلية، فيما رد الجيش بقصف أهداف تتبع لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

ومنذ 22 مارس/آذار الماضي، قتل 14 إسرائيليا في هجمات نفذها فلسطينيون في عدة مدن إسرائيلية.

وأصيب الأحد، ما لا يقل عن 19 فلسطينيا و7 إسرائيليين بجروح في عدة حوادث داخل المسجد الأقصى ومحيطه بعد يومين من اندلاع صدامات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين في المسجد أدت إلى إصابة أكثر من 150 فلسطينيا واعتقال أكثر من 300 شخص.

كما تشهد الضفة الغربية المحتلة، توترا بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي، منذ مطلع أبريل/نيسان الجاري، أسفر عن مقتل 18 فلسطينيا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.