أصيب 4 جنود أتراك بجروح، أحدهم إصابته خطرة، في هجوم لتنظيم «الدولة الإسلامية» على معسكر للجيش التركي قرب الموصل شمالي العراق، وفق ما أكد مصدر حكومي تركي.
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته: «أصيب 4 جنود في هجوم على معسكر تدريب قرب الموصل، وانطلق المهاجمون من أراض تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية».
وأضاف أنه تم إجلاء العسكريين ويجرى علاجهم وحالاتهم مستقرة.
وقالت قناتا «سي إن إن تورك» و«إن تي في» إن إصابة أحد الجنود الـ4 خطرة.
وبحسب «سي إن إن تورك» فإن الجنود الأتراك ردوا بقصف مدفعي، حيث تم إطلاق ما بين 50 و60 قذيفة هاون في القصف الذي استمر نحو 3 ساعات.
من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» إن رئيس هيئة الأركان أكد له في اتصال هاتفي عقب الحادث أن القوات التركية ردت على الهجوم، ودمرت مواقع لـ«الدولة الإسلامية» في المنطقة، وهذا مهم لإظهار قوة الردع التركية.
وأضاف: «إن تواجدنا هناك (معسكر بعشيقة) يأتي في إطار سيادة ووحدة الأراضي العراقية، ومكافحة الإرهاب، تركيا ستتخذ التدابير اللازمة ضد المخاطر الموجهة نحوها في هذه المنطقة، لغاية بسط القوات العراقية الشرعية ووحدات الأمن العراقية الشرعية سيطرتها، وإن قواتنا المسلحة هناك مخولة تمامًا لاتخاذ خطوة جديدة إذا لزم الأمر».
أفادت مصادر في الرئاسة التركية، أن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، هاتف اليوم الأربعاء، وزير الخارجية «مولود جاويش أوغلو»، ورئيس هيئة الأركان الفريق «خلوصي آكار»، للاطلاع على آخر التطورات الجارية في المنطقة.
من جانب آخر، قال قائد «الحشد الشعبي» ومحافظ نينوى السابق «أثيل النجيفي»، إن 3 من أفراد قوات الحشد، الذين يتلقون التدريب في معسكر بعشيقة بقرب الموصل، قتلوا جراء قصف تنظيم «الدولة الإسلامية» للمعسكر، مؤكدا أن الهجوم استمر نحو 3 ساعات.
وفي سياق متصل، قال البيت الأبيض إنه اطلع على تقارير عن هجمات على قاعدة في شمال العراق تتمركز بها قوات تركية وندد بتلك الهجمات.
وقال مكتب «جو بايدن» نائب الرئيس الأمريكي في بيان «سيكون من المهم بالنسبة للعراق وتركيا الآن أكثر من أي وقت مضى أن يسرعا جهودهما لتهدئة التوتر وضمان أن يبقى الحوار بناء وإعادة التأكيد على دعم أمن وسيادة العراق وتعزيز التعاون بينهما في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية».
ونشرت تركيا قبل عدة أسابيع مئات الجنود ودبابات في بعشيقة قرب الموصل، ثاني أكبر مدن العراق التي احتلها تنظيم «الدولة الإسلامية» منذ يونيو/حزيران العام الماضي، وأثار نشر هذه القوات التركية توترا مع الحكومة العراقية.
وتدرب كتيبة تركية في هذه المنطقة منذ عدة أشهر قوات تابعة لسلطات كردستان العراق ومتطوعين عراقيين راغبين في قتال تنظيم «الدولة الإسلامية»، وتقول أنقرة إن الهدف من هذه التعزيزات التي نشرتها حماية المدربين.
وطلبت حكومة بغداد مرارا سحب القوات التركية هذه، وأرسلت الجمعة الماضي مذكرة احتجاج إلى «مجلس الأمن الدولي».
وانسحب قسم من القوات التركية في بعشيقة باتجاه الشمال، الإثنين الماضي، في إطار إعادة تموضع، بحسب تعبير رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو».
وأكد «داود أغلو» أن عددا من القوات التركية ما يزال حتى اليوم متمركزا في الخط الأول للمواجهة مع تنظيم «الدولة الإسلامية»، مشددا على تصميم بلاده على القيام بدور نشط في الحرب على الإرهاب.