بعث رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» رسالة إلى نظيره العراقي «حيدر العبادي» أكد خلالها أن تركيا لن تقدم على أي خطوة من شأنها أن تنتهك سيادة العراق ووحدة أراضيه، باعتبارها أكثر بلد يولي حساسية لسيادة العراق ووحدة أراضيه ويؤمن بضرورة احترام جميع البلدان له، بحسب ما أفادت مصادر في رئاسة الوزراء التركية.
وأضاف «داود أوغلو» أنه لن يتم نقل أي قوات جديدة إلى بعشيقة قرب مدينة الموصل مركز محافظة نينوى حتى تنتهي مخاوف الحكومة العراقية، مؤكداً أن تركيا ستواصل بكل عزم كافة أشكال دعمها للعراق في مكافحته لتنظيم الدولة الإسلامية، معرباً عن رغبة بلاده في تعميق التعاون مع الحكومة العراقية بهذا الصدد من خلال التنسيق والاستشارة.
وأكد «داود أوغلو» في الرسالة على ضرورة عدم السماح لجهات منزعجة من التعاون بين تركيا والعراق، وتريد انتهاءه، من الوصول إلى مبتغاها.
ولم يصل رئيس الوزراء التركي إلى حد الموافقة على طلب العبادي بسحب القوات التركية.
وأمس الأول الجمعة، قالت مصادر مطلعة في ناحية بعشيقة أن تركيا أرسلت قرابة 150 جنديا إلى المنطقة المذكورة، عن طريق البر، لاستبدال وحدتها العسكرية في معسكر بالناحية.
وقال رئيس الوزراء التركي السبت، إن المعسكر تأسس لغرض تدريب المتطوعين المحليين ضد الإرهاب.
وأضاف خلال اجتماع نقابي في أنقرة «المعسكر ليس جديداً، وبدأ نشاطاته بطلب من محافظة نينوى، وبالتنسيق مع وزارة الدفاع العراقية، حيث تدرب فيه ما يزيد على ألفي متطوع منذ عام تقريباً، وساهموا في تحرير بعض مناطق الموصل من داعش».
وشدد على أن إرسال عسكريين أتراك إلى الموصل أتى في إطار تبديل روتيني، كاشفا عن زيارة مرتقبة سيقوم بها وزير الدفاع العراقي إلى تركيا خلال الأيام القليلة المقبلة.
وفي وقت سابق، قال «العبادي» إن بلاده ستلجأ لمجلس الأمن الدولي ما لم تنسحب القوات التركية التي أُرسلت إلى شمال العراق خلال 48 ساعة.
وأضاف «العبادي» أن نشر المئات من الجنود الأتراك تم دون موافقة أو علم الحكومة العراقية وقال إن ذلك يمثل خرقا للسيادة الوطنية.
ومن جانبه، قال وزير الدفاع العراقي «خالد العبيدي» إنه أبلغ نظيره التركي إن إرسال الجنود الأتراك تم دون إبلاغ بغداد أو التنسيق معها وإنه يجب سحبهم.
وأضاف «العبيدي» أن وزير الدفاع التركي أوضح له أن نشر القوات ضروري لحماية المستشارين العسكريين الأتراك الذين يتولون تدريب القوات العراقية استعدادا لحملة لاستعادة الموصل.
لكن «العبيدي» قال إن حجم القوة التركية أكبر مما تتطلبه هذه المهمة. وقال "مهما كان حجم القوة الداخلة إلى العراق فهو أمر مرفوض...كان يمكن إجراء مثل هذا التنسيق مسبقا ومن دون الحاجة إلى خلق ظروف تسهم في تأزيم الموقف بين البلدين».
وتأجل مرارا هجوم مضاد متوقع بشكل كبير للقوات العراقية لاستعادة الموصل من تنظيم «الدولة الإسلامية» بسبب انشغالها بالقتال في مناطق أخرى.
وحث العراق المجتمع الدولي على تزويده بمزيد من الأسلحة والتدريب في معركته ضد التنظيم لكنه يرفض معظم أشكال التدخل الأجنبي لشكه في نوايا القوى الأجنبية.
ويوجد عدد صغير من المدربين الأتراك بالفعل في المعسكر لتدريب قوة الحشد الوطني المؤلفة أساسا من رجال شرطة عراقيين سنة سابقين ومتطوعين من الموصل.
وقال مسؤولون دفاعيون في واشنطن إن الولايات المتحدة على دراية بنشر تركيا مئات من الجنود الأتراك في شمال العراق ولكن الخطوة ليست جزءا من أنشطة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.