«بارزاني» يؤكد: القوات التركية جاءت إلى العراق بعد اتفاق مسبق مع بغداد

الثلاثاء 8 ديسمبر 2015 11:12 ص

قال رئيس إقليم كردستان العراق، «مسعود بارزاني»: إن «معلوماتنا تشير إلى أن تركيا والعراق اتفقتا سابقا بخصوص العسكريين الأتراك المتمركزين في محيط الموصل، من أجل تدريب العسكريين المتطوعين الذين سيشاركون في عملية تحرير الموصل، وتقديم الدعم اللازم».

وأوضح أن العملية التي يجري الحديث عنها (إرسال عسكريين أتراك) جرت وفق الاتفاق بين الأطراف، مضيفا: «برأيي جرى تضخيم هذه المسألة كثيرا».

من جهته، قال «نعمان قورتولموش» نائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث الرسمي باسم الحكومة، معلقا على إرسال بلاده قوات إلى محافظة نينوى شمال العراق: «تركيا دولة تحترم وحدة الأراضي العراقية، لذا فإن وجود قوات لها في شمال العراق ليس عملا ضد الحكومة المركزية، بل من أجل دعمها والتضامن معها بشكل فعال، في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية».

وأشار إلى أن تركيا تعد عنصرا فعالا وجزءا من قوات التحالف الدولي لمحاربة «الدولة الإسلامية»، في كل من سوريا والعراق، لافتا إلى أن أهم أسباب وجود قوات تركية في معسكر بعشيقة (قرب الموصل مركز نينوى)، هو تقديم الدعم.

وأوضح المتحدث باسم الحكومة، أن العنصر المهم الآخر هو أن القوات التركية الموجودة في تلك المنطقة، مكلفة بتدريب قوات «البيشمركة»، و«الحشد الشعبي» من أجل استعادة الموصل، بدعوة من محافظ نينوى عقب تشكيل الحكومة الجديدة في العراق آنذاك.

وأضاف «قورتولموش»، أن وجود القوات التركية في شمالي العراق لا يعد شيئا جديدا، بل يعود إلى 27 سبتمبر/أيلول 2014، كما أن القوات التركية تتولى مهام تدريبية في معسكر بعشيقة، اعتبارا من مارس/آذار الماضي، وفي إطار ذلك تم تدريب نحو 2400 عنصرا من «الحشد الشعبي».

وأفادت مصادر في رئاسة الوزراء التركية، أن رئيس الوزراء «أحمد داود أوغلو» بعث رسالة إلى رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي»، أكد خلالها أن تركيا لن تقدم على أي خطوة من شأنها أن تنتهك سيادة العراق ووحدة أراضيه، باعتبارها أكثر بلد يولي حساسية لسيادة العراق ووحدة أراضيه ويؤمن بضرورة احترام جميع البلدان له.

وذكر «داود أوغلو» أنه لن يتم نقل أي قوات جديدة إلى بعشيقة حتى تنتهي مخاوف الحكومة العراقية، مؤكدا أن تركيا ستواصل بكل عزم كافة أشكال دعمها للعراق في مكافحته لتنظيم «الدولة الإسلامية»، معربا عن رغبة بلاده في تعميق التعاون مع الحكومة العراقية بهذا الصدد من خلال التنسيق والاستشارة.

وأكد «داود أوغلو» في الرسالة ضرورة عدم السماح لجهات منزعجة من التعاون بين تركيا والعراق، وتريد انتهاءه، من الوصول إلى مبتغاها.

الأزمة نحو التصعيد

وبدأت الأزمة الناجمة عن إرسال جنود أتراك لشمال العراق تتجه نحو التصعيد والتدويل خاصة بعد تقديم طلب روسي إلى «مجلس الأمن الدولي» بمناقشة المسألة، وإعلان تركيا أنها لا تنوي سحب الجنود الذين أرسلتهم لحماية مدربين عسكريين أتراك يتواجدون بالأراضي العراقية.

وقال مصدر صحفي بـ«الأمم المتحدة» إن روسيا طلبت من «مجلس الأمن الدولي» بحث الغارات الجوية التي تنفذها تركيا في سوريا والعراق، وأكدت مصادر دبلوماسية غربية أن المجلس سيناقش هذه المسألة اليوم الثلاثاء خارج جدول أعماله.

وأوضح المصدر أن الدول الغربية ستركز جهودها على التهدئة بين موسكو وأنقرة، لاعتقادها أن المستفيد الأول من التوتر الحالي المتصاعد في المنطقة هو تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقد اتهم العراق تركيا بانتهاك سيادته بنشر قوات في معسكر قرب خط الجبهة في الموصل شمالي البلاد الأسبوع الماضي، وهددت بغداد بإحالة المسألة إلى «مجلس الأمن الدولي» ما لم تسحب تركيا قواتها في أجل ينتهي اليوم الثلاثاء.

وكان رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» قال أول أمس الأحد إن بغداد قد تلجأ لـ«مجلس الأمن» إذا لم تنسحب القوات التركية التي أرسلت إلى شمال العراق خلال 48 ساعة، واصفا نشرها بأنه انتهاك للسيادة الوطنية بعد أن تمت من دون إخطار بغداد أو التنسيق معها.

لكن تركيا قالت -في المقابل- إنها لن تسحب مئات الجنود الذين أرسلتهم من أجل حماية مدربين عسكريين أتراك يتواجدون في الأراضي العراقية بطلب من سلطات بغداد، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مسؤولين أتراك قولهم «نتوقع أن تبقى هذه القوات».

في هذه الأثناء، قال وزير الخارجية العراقي «إبراهيم الجعفري» إن المهلة النهائية المحددة لأنقرة لسحب جنودها من شمال العراق لا تنطبق على المستشارين العسكريين.

وأضاف، خلال مؤتمر صحفي في بغداد مع نظيره الألماني «فرانك فالتر شتاينماير»، إن الحكومة العراقية قبلت مبدأ وجود مستشارين عسكريين من عدة بلدان داخل العراق، نافيا في المقابل قبول بغداد دخول قوات برية إلى الأراضي العراقية.

من جانبه، قال «شتاينماير» إن العراق بلد ذو سيادة، وأي وجود أجنبي على أرضه يتطلب التنسيق مع الحكومة العراقية، ورحب بإجراء اتصالات بين بغداد وأنقرة للتأكد من عدم وجود تجاوز بشأن دخول القوات التركية لشمال العراق.

وأضاف «نحن نعلم أن هناك تدريبا عسكريا تركيا في الماضي أيضا، ولكن نرحب بأن تكون هناك الآن اتصالات مباشرة بين الحكومتين العراقية والتركية في هذا الشأن، ونأمل أن نتفادى المزيد من التوترات في منطقة الشرق الأوسط المليئة بالصراعات».

يذكر أن تركيا أرسلت الخميس الماضي نحو 150 جنديا إلى معسكر بمنطقة بعشيقة بشمال العراق، مشيرة إلى أن ذلك يأتي في سياق تناوب دوري ضمن برنامج تدريب قائم بالفعل لمساعدة العراقيين على استعادة الموصل من تنظيم «الدولة الإسلامية»، لكن سلطات بغداد طالبات بانسحاب الجنود معتبرة أن العملية تمت دون تنسيق.

  كلمات مفتاحية

العراق تركيا إقليم كردستان مسعود بارزاني حيدر العبادي أحمد داود أوغلو إبراهيم الجعفري مجلس الأمن

تركيا تدافع عن نشر قوات برية في الموصل.. وروسيا تتوجه لمجلس الأمن

محافظ نينوى السابق: قوات تركيا ستلعب دور الإسناد في معركة استعادة الموصل

«داود أوغلو»: لن ننقل قوات إضافية للعراق وسنواصل دعمه

«العبادي»: جميع الخيارات مطروحة إذا لم تسحب تركيا قواتها خلال 48 ساعة

مسؤول عراقي سابق: دخول قوات تركية إلى «نينوى» كان بطلب «العبادي»

«داود أوغلو»: ليس لدينا أطماع في العراق ويجب ألا تُفهم مساعدتنا بشكل خاطئ

قوات تركية تدخل الموصل لتدريب البيشمركة وبغداد تطالبها بالانسحاب

تركيا تقترح عقد مباحثات مع العراق لبحث عدد جنودها في معسكر «بعشيقة»

حالة العرب.. لا قرار ولا مشروع!

قوات تركية تغادر مخيم «بعشيقة» إلى منطقة أخرى شمالي العراق

سيادة العراق الإيرانية

إصابة 4 جنود أتراك في هجوم لـ«الدولة الإسلامية» شمالي العراق

اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث التواجد العسكري التركي بالعراق

مجلس الأمن يبحث اليوم شكوى العراق من تواجد قوات تركية على اراضيه

«داود أوغلو»: دعمنا للعراق بالتدريب والتسليح سيستمر حتى «تحرير» الموصل

انطلاق «وزاري» عربي طارئ يبحث «التدخل» التركي في العراق

العرب يطالبون تركيا بسحب قواتها من شمال العراق دون شروط

وزير الشؤون الخارجية الإماراتي يشن هجوما عنيفا على تركيا وإيران

ردا على إدانتها تركيا.. مغردون: «الجامعة العربية لا تمثلني»

القوات التركية تقتل 17 عنصرا من «الدولة الإسلامية» هاجموا معسكر بعشيقة

الشك يخيم على مستقبل الموصل في ظل الخلاف على وجود القوات التركية

«دواد أوغلو»: قواتنا في العراق تتولى مهمة تدريب العرب والأكراد والتركمان

«ستراتفور»: المناورات السياسية حول الأكراد .. من تركيا إلى كردستان العراق