تركيا تدافع عن نشر قوات برية في الموصل.. وروسيا تتوجه لمجلس الأمن

الثلاثاء 8 ديسمبر 2015 06:12 ص

قالت تركيا يوم أمس الإثنين، إنها لن تسحب مئات الجنود الذين وصلوا الأسبوع الماضي إلى قاعدة في شمال العراق على الرغم من توجيه بغداد إنذارا لها بضرورة سحبهم خلال 48 ساعة.

ويعتبر الوصول المفاجئ لكتيبة تركية كبيرة مدججة بالسلاح إلى معسكر قريب من الجبهة الأمامية في شمال العراق، أمرا مثيرا للجدل في الحرب ضد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» التي تشارك فيها معظم القوى الكبرى في العالم.

وتقول أنقرة إن جنودها يتواجدون في العراق في إطار مهمة دولية لتدريب وتجهيز القوات العراقية في قتالها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، لكن الحكومة العراقية تقول إنها لم توجه الدعوة قط لأنقرة لدخول هذه القوات وستحيل الأمر إلى الامم المتحدة إذا لم يتم سحبهم طواعية.

وطلبت واشنطن من أنقرة وبغداد حل الأزمة بينهما، مشيرة إلى أنها لا تدعم أي تواجد عسكري في العراق دون موافقة بغداد.

ويمثل وجود القوات التركية حرجا لرئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» الذي يتعرض لضغوط قوية من المجموعات السياسية الشيعية القوية المدعومة من إيران لطردهم من البلاد.

واشتكت أيضا جماعات شيعية مرتبطة بمجموعات مسلحة تمولها إيران من خطط الولايات المتحدة لنشر قوات خاصة في العراق لتنفيذ غارات وتوجيه القنابل الذكية على أهداف لـ«الدولة الإسلامية»، وقد يصبح من الصعب تنفيذ هذه الخطط نتيجة الضغوط السياسية على «العبادي».

واعتبر محللون سياسيون قيام تركيا، التي تملك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، بنشر جنودها في شمال العراق الأسبوع الماضي محاولة لتأكيد نفوذها في وجه التدخل الروسي والإيراني المتزايد في العراق وسوريا.

وقال «إيدين سيلجين» القنصل العام السابق لتركيا في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق: «يبدو أن تركيا تميل إلى أن تثبت للروس والإيرانيين أن المسرح في سوريا أو العراق لن يكون لهما وحدهما».

واجبنا الحماية

ووصل الجنود الأتراك يوم الخميس مجهزين بدبابات وناقلات جند مدرعة إلى معسكر على أراض يسيطر عليها الأكراد العراقيون قرب مدينة الموصل بشمال العراق التي يسيطر عليها «الدولة الإسلامية»، وتقول أنقرة إنهم هناك للمساعدة في حماية بعثة تدريبية قريبة من خط المواجهة الأمامي.

وقال وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، في مقابلة مع قناة 24 التركية: «من واجبنا توفير الأمن لجنودنا الذين يقومون بالتدريب هناك».

وتابع: «الكل موجود في العراق.. هدفهم جميعا واضح. تقديم المشورة والتدريب والتسليح. وجودنا هناك ليس سرا».

ووصف «العبادي» نشر تركيا لجنودها في العراق بأنه انتهاك للسيادة الوطنية، وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية «سعد الحديثي» إن العراق ما زال ينتظر رد تركيا الرسمي على طلب حكومته.

وقال مسؤول تركي كبير إن اعتراضات بغداد أصابتهم بالدهشة، موضحا: «لم يحدث أي تطور .. من دون إبلاغ الحكومة المركزية به».

وأضاف المسؤول للصحفيين: «الطاقم العسكري المسؤول عن التدريب سيبقى.. ليس لأننا نريدهم هناك بل لوجود طلب من الجانب العراقي.. النقاش لا يزال جاريا مع الحكومة المركزية».

وذكر أن العدد الإجمالي للجنود الأتراك في أرجاء العراق أقل بكثير من ألف جندي مع وصول البعض من تركيا وإرسال آخرين إلى المعسكر من مناطق أخرى في العراق.

واجتاح التنظيم المتشدد الموصل ثاني أكبر مدينة بالعراق ويسكنها نحو مليوني شخص في يونيو/ حزيران 2014. وتأجلت عملية عسكرية للقوات العراقية لاستعادة المدينة مرارا بسبب انشغالها بالقتال في مناطق أخرى.

من جهته قال «بريت مكجورك» مبعوث الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» إلى التحالف الذي يقاتل الدولة الإسلامية في حسابه على تويتر إن واشنطن لا تدعم أي مهام في العراق لا توافق عليها بغداد وهو أمر ينطبق أيضا على المهام الأمريكية هناك.

والمعسكر الذي تشغله القوات التركية تستخدمه قوة تسمى (الحشد الوطني) معظم أعضائها من رجال الشرطة السابقين من العرب السنة ومتطوعين من الموصل.

وتعتبر (الحشد الوطني) قوة موازية للجماعات الشيعية المسلحة التي تزايد نفوذها في مناطق أخرى من العراق بدعم ايراني، وقد أسسها محافظ نينوى السابق «أثيل النجيفي» الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع تركيا، وكان يوجد في المنطقة بالفعل عدد صغير من المدربين الأتراك قبل نشر القوة الأكبر في الآونة الأخيرة.

وأيّد المتحدث باسم حكومة كردستان «سفين دزيي» رواية تركيا للأحداث وقال إن نشر تركيا للقوات يوم الخميس يهدف إلى «زيادة قدرة» قاعدة التدريب قرب بعشيقة ويشمل ناقلات جند مدرعة ودبابات. وقال »زيادة عدد الأفراد تتطلب بعض الحماية».

ورغم أن تركيا تساورها شكوك كبيرة تجاه الأكراد في سوريا، فإن علاقتها بالزعيم الكردي العراقي «مسعود البرزاني» جيدة.

وقال «أرون شتين» الخبير في المجلس الأطلسي، «إن تركيا تحاول عبر العمل من خلال النجيفيين والبرزانيين ترسيخ مجال نفوذ لها في شمال العراق».

روسيا تتوجه لمجلس الأمن

في السياق ذاته، قال دبلوماسيون يوم أمس الإثنين إن روسيا طلبت من مجلس الأمن الدولي عقد مناقشات مغلقة حول تحركات عسكرية تركية في سوريا والعراق في أحدث علامة على زيادة التوترات بين موسكو وأنقرة.

ولم يصدر تعقيب فوري من البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة، لكن دبلوماسيين بالمجلس قالوا إنهم يتوقعون أن تتناول المناقشات الحادث الذي وقع في 24 نوفمبر/تشرين الثاني وأسقطت فيه تركيا طائرة روسية بالقرب من الحدود السورية التركية، وتدهورت العلاقات بين روسيا وتركيا منذ ذلك الحادث.

وقال دبلوماسي لـ«رويترز»: «ليست لدينا تفاصيل لكن روسيا طلبت مناقشة مسألة التحركات التركية في العراق وسوريا»، وردد دبلوماسيون آخرون في المجلس تعليقاته.

وسترأس الولايات المتحدة -رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي- المناقشات.

وقال مسؤولون أتراك إن الطائرة الروسية التي أسقطتها تركيا انتهكت المجال الجوي التركي وتم تحذيرها مرارا، بينما تقول موسكو إن الطائرة كانت فوق سوريا حيث تقوم روسيا بحملة جوية لدعم قوات «بشار الأسد» في سوريا.

  كلمات مفتاحية

تركيا الموصل العراق العبادي روسيا مجلس الأمن سوريا

محافظ نينوى السابق: قوات تركيا ستلعب دور الإسناد في معركة استعادة الموصل

«العبادي»: جميع الخيارات مطروحة إذا لم تسحب تركيا قواتها خلال 48 ساعة

«أردوغان»: من يعادي تركيا سيخسر ولن نتأثر بالعقوبات الروسية

تركيا وروسيا ومستقبل الشرق الإسلامي

«بارزاني» يؤكد: القوات التركية جاءت إلى العراق بعد اتفاق مسبق مع بغداد

«السيستاني» يدعو حكومة العراق إلى عدم التسامح مع أي انتهاك للسيادة

أنقرة تقرر «إعادة تنظيم» قواتها قرب الموصل

«العبادي» يحصل على دعم داخلي لمواجهة تركيا

إصابة 4 جنود أتراك في هجوم لـ«الدولة الإسلامية» شمالي العراق

اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث التواجد العسكري التركي بالعراق

«داود أوغلو»: دعمنا للعراق بالتدريب والتسليح سيستمر حتى «تحرير» الموصل