شن وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، «أنور قرقاش»، هجوما عنيفا على دولتي تركيا وإيران، متهما كلاهما بـ«التدخل السافر» في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وقال «قرقاش» خلال رئاسة بلاده لاجتماع وزراء الخارجية العرب لبحث التوغل التركي في العراق، أمس الخميس: «لا يخفى علينا الظروف الدقيقة التي تحيط بكل الدول العربية»، مشيراً إلى وجود محاولات حثيثة لإثارة الفتن في كل دول المنطقة العربية، والتدخل في الشؤون الداخلية لها، والتلاعب بالثروات الخاصة بها، في الوقت الذي لا يتدخل فيه العرب في شؤون غيرهم من البلاد الأخرى.
وأضاف الوزير الإماراتي في كلمته التي بثها التليفزيون المصري على الهواء مباشرة: «هذا الاجتماع يأتي بناء على طلب من العراق، وبتأييد كل من الكويت والأردن وتونس وموريتانيا ومصر ولبنان، وإن ما يزيد من قلقنا التدخل السافر من جانب تركيا وإيران الذي ترك آثاره السيئة على الاستقرار في العديد من الدول العربية، باعتباره انتهاكاً لسيادتها وسلامتها، على نحو لا يمكن التغاضي عنه ولا التهاون فيه ولا المساومة عليه».
وتابع قائلاً: «سيادتنا وأمننا وسلامتها الإقليمية تمثل خطاً أحمر يستوجب الدفاع عنه بكل ما أوتينا من قوة، ولنا في هذا الصدد ظهير قوي من نصوص ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأمم المتحدة اللذان يجعلان من احترام السيادة الإقليمية حجر الزاوية في العلاقات السليمة فيما بين الدول».
ووجه رسالة إلى الدول الساعية للمساس بالأمن القومي العربي، قائلا لهم: «لا تغترون بمظاهر الضعف القومي الذي يبدو على دولنا هذه الأيام».
وكان الاجتماع الوزاري العربي الطارئ طالب، أمس، تركيا بسحب قواتها من شمال العراق دون قيد أو شرط، ووصف التدخل التركي بأنه «اعتداء على السيادة العراقية وتهديد للأمن القومي العربي».
وفي أوائل ديسمبر/كانون الأول الجاري، نشرت تركيا جنودا لها في منطقة بعشيقة بشمال العراق قائلة إن القوة تأتي في إطار بعثة دولية لتدريب وتجهيز قوات «البيشمركة» (جيش إقليم كردستان العراق) على قتال تنظيم «الدولة الإسلامية».
لكن العراق ندد بالتحرك التركي، وقال إنه لم يوجه الدعوة قط لمثل هذه القوة.
كما تشهد العلاقات بين إيران، ودول عربية منها السعودية والبحرين، «توترا كبيرا»؛ حيث توجه هذه الدول اتهامات لطهران بالتدخل في شؤون بلدان عربية منها اليمن والعراق وسوريا، وتحاول بث الفتنة بين طوائف هذه الدول.
