نفير فلسطيني ضد اقتحامات مرتقبة للأقصي.. وإسرائيل تستعد للرشقة "1111"

الأربعاء 4 مايو 2022 08:27 م

في الوقت التي تتجه فيه السلطات الإسرائيلية لفتح المسجد الأقصى، الخميس، أمام جماعات اليمين المتطرف، لأول مرة منذ أسبوعين، لإحياء ما يسمى بـ"يوم الاستقلال" في إسرائيل (النكبة الفلسطينية)، حذرت فصائل فلسطينية من أن زيارات اليهود "ستقابل برد"، قبل أن تدعو لنفير عام وواسع لمنع الاقتحام.

ودعت الجماعات اليمينية الإسرائيلية المتطرفة ممثلة في جماعة "نشطاء لأجل الهيكل" إلى اقتحام حرم المسجد الأقصى في القدس، والاحتفال بالاستقلال من خلال التلويح بالعلم الإسرائيلي، وترديد نشيد الدولة العبرية الوطني صباح ومساء الخميس.

وفي وقت لم تعلق الشرطة الإسرائيلية على هذه الدعوات، قالت في بيان: "لا يوجد أي تغيير وغير متوقع أي تغيير للنظم المتبعة منذ سنوات عديدة في الحرم القدسي الشريف والأماكن المقدسة بشكل عام، سواء في سياق صلوات المسلمين في المكان أو زيارات الإسرائيليين أو السياح الأجانب، وفقا لقواعد الزيارة وساعات الزيارة المعتادة".

ويُخشى من أن تؤدي التوترات بالمسجد الأقصى، الخميس، إلى تفجر الأوضاع مجددا في الأراضي الفلسطينية، خاصة في ظل دعوات فلسطينية للنفير العام، وشد الرحال إلى المسجد الأقصى، وتهديد فصائل المقاومة في غزة بالتصعيد.

فقد اعتبرت حركة "حماس"، الأربعاء، في بيان، أن "سماح الاحتلال للمستوطنين باقتحام الأقصى غدا لعب بالنار وجر للمنطقة إلى تصعيد يتحمل الاحتلال مسؤوليته".

وجددت الحركة دعوتها جماهير الشعب الفلسطيني إلى الاحتشاد في الأقصى والاستنفار في القدس "دفاعا عن هويتنا وديننا وقبلتنا الأولى".

وأمام ذلك، نشر جيش الاحتلال بطاريات "القبة الحديدية" في القدس، تحسبا لاطلاق صواريخ من فصائل المقاومة في قطاع غزة.

وذكرت مصادر عبرية أن الجيش الإسرائيلي يستعد كذلك لاحتمالية وقوع عمليات في الداخل الفلسطيني، في أعقاب السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى.

وأوضحت قناة "كان" (رسمية)، أنه "من المتوقع أن يصل المئات من المستوطنين إلى المسجد الأقصى، وتستعد شرطة منطقة القدس لاندلاع مواجهات بعد تهديد من قبل حركة حماس ".

وأضافت أنه "سيتم نشر الآلاف من عناصر الشرطة الإسرائيلية في جميع المدن الليلة وغدا لتأمين أحداث يوم الاستقلال".

من جهتها، طالبت الخارجية الفلسطينية، مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته في وقف التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين ومقدساتهم.

وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان، إن مجلس الأمن عليه أن يتخذ "ما يلزم من الإجراءات الكفيلة بالضغط على الحكومة الإسرائيلية، لوقف عدوانها وتصعيدها ضد الفلسطينيين وإجبارها على الالتزام بالقانون الدولي".

وأدانت الخارجية الفلسطينية أفعال جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، خاصة دعوات الجماعات الاستيطانية لاقتحام الأقصى ورفع العلم الإسرائيلي داخله، وأداء صلوات تلمودية في باحاته.

كما أدانت الخارجية الفلسطينية تجريف الجيش الإسرائيلي مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين واقتلاع مئات أشجار الزيتون والاعتداء على رعاة الأغنام كما حصل في منطقة مسافر يطا وقريتي دوما وكفر مالك، والشروع في بناء كنيس يهودي في وادي الربابة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى في القدس.

وحمّلت الحكومة الإسرائيلية برئاسة "نفتالي بينيت" المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا التصعيد المتواصل.

بدوره، حذر المجلس الوطني الفلسطيني من اعتزام المستوطنين اقتحام الأقصى ورفع العلم الإسرائيلي وترديد نشيدهم الوطني.

وأدان المجلس في بيان له "استمرار الاعتداءات وقطع الأسلاك عن سماعات المسجد الأقصى، والتضييق على الأخوة المسيحيين ووضع العراقيل للحيلولة دون إتمام صلواتهم".

وأكد أن دعوات المستوطنين المتكررة لاستباحة الأقصى "تأتي في سياق المخطط الاحتلالي الممنهج لمحاولة فرض الرواية الإسرائيلية المرتكزة على الأساطير الدينية التي تدعي بأن هذه الأرض هي ملك لليهود، في محاولة لقلب الصورة الحقيقية الاستعمارية للمشروع الصهيوني".

فيما قالت حركة "الجهاد الإسلامي" إن دعوات المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى بتحريض إسرائيلي علني "لا يمكن السكوت عنه وينذر بتصعيد خطير".

وأكدت الحركة في تصريح صحفي، أن قادة المستوطنين والمسئولين في حكومة "بينيت" يحرضون على اقتحام الأقصى"، مضيفة أن "التحدي كبير مع حكومة بينيت".

وأضافت أن الأيام المقبلة "في مدينة القدس حاسمة، والجميع يقف على مفترق طرق".

وحمّلت الحركة "الاحتلال المسؤولية الكاملة عن إشعال الأوضاع في المدينة ومقدساتها"، مؤكدة أن "الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة سيبقون مدافعين عن المقدسات، ولن نسمح للمستوطنين باستباحة الأقصى وفرض سياسة الأمر الواقع".

ودعت إلى شد الرحال والرباط في الأقصى على امتداد الأيام المقبلة لإفشال سياسة الاقتحام والتهويد.

من جانبها، دعت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، لتصعيد المواجهة الشاملة مع الاحتلال الإسرائيلي ردًا على اقتحام الأقصى، مُؤكدةً أنّه سيُواجه بتفجير الغضب الفلسطيني والعربي في وجه الاحتلال.

وقالت الجبهة، في بيان صحفي، إنّ "اقتحام الأماكن المقدسة وإجراءات تقسيمها يأتي في سياق الإصرار على قهر الفلسطينيين والتنكيل بهم، ويُعبّر عن تمادي الاحتلال في عدوانه الوحشي على الشعب الفلسطيني، وتحدٍ وقح لإرادة الشعوب العربيّة، وهذا إلى جانب جرائم التهجير والاستيطان في القدس".

وأضافت: "هذه الجرائم تُظهّر سياسات الاحتلال الذي يعتاش على المجازر والممارسات الوحشيّة، وأنّ كنس الاحتلال واستعادة سيادة شعب فلسطين على أرض عاصمته القدس وسماءها ومقدساتها وانتزاعه لأرضه وحقوقه الكاملة، هي الضمانة الوحيدة لوقف العدوان وحفظ حقوق الفلسطينيين في مدينتهم المعرّضة لأبشع جرائم التهجير".

ولفتت الجبهة إلى أنّ "المقاومة إذ ترفع جاهزيتها وتكرّر تحذيرها للمحتل، لا تستند لجهوزيّة مقاتليها للدفاع الفدائي عن حقوق شعبهم فحسب، لكن وبالأساس إلى إرادة واستعداد كل فلسطيني في مواجهة هذه الوحشيّة والغطرسة الاحتلاليّة المتمادية، وإلى موقف الجماهير العربيّة التي ندعوها لمواجهة هذا التصعيد تجسيدًا لمواقفها الملتصقة بقضية فلسطين والرافضة للاحتلال".

الامر ذاته، عبرت عنه دعت حركة "فتح"، حين دعت إلى النفير العام وشد الرحال إلى القدس، الخميس، لمواجهة اقتحامات مزمعة للمستوطنين للأقصى.

وقالت "فتح"، في بيان صحفي، إنها "دعت كوادرها وأبناء شعبنا الفلسطيني إلى النفير العام في كافة مناطق التماس، وشد الرحال إلى القدس والأقصى".

وأكدت الحركة أنها "ستواصل التصدي للعدوان الإسرائيلي على مدينة القدس وجنين وكافة محافظات الوطن، بكل السبل المتاحة، والتي كفلها القانون الدولي في مواجهة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني".

وأهابت الحركة بـ"أبناء الشعب الفلسطيني شد الرحال إلى الأقصى والاعتكاف به، ورفع علم فلسطين في باحاته؛ رفضا لاقتحامات المستوطنين المتكررة".

بدورها، قالت هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس الشريف، في بيان: "نهيب بكم وخصوصا أهلنا في الداخل وأبناء العاصمة الصناديد وكل من يستطيع أن يشد الرحال إلى المسجد الأقصى ألا يتوانى من التواجد خصوصا في الفترة الصباحية وصلاة الظهر والعصر".

فيما قال قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية "محمود الهباش"، في بيان، إن "تهديد المستوطنين برفع علم إسرائيل وغناء النشيد الوطني الإسرائيلي" في باحات الأقصى في ذكرى نكبة فلسطين، هو اعتداء صارخ على مقدسات المسلمين ودينهم، ونكبة جديدة بحق مقدساتنا وديننا ووطننا".

وحذر من "إشعال الحرب الدينية في المدينة المقدسة؛ بسبب محاولات فرض معادلات جديدة على أرض الواقع، مثل التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى".

وطالب "الهباش" أبناء الشعب الفلسطيني بالتواجد المكثف داخل باحات الحرم القدسي الشريف.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعلت وسوم كان من أبرزها "لن يمر الاقتحام"؛ حيث استنكر مغردون نية الاحتلال السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى.

وأشار البعض إلى تهديد رئيس حركة حماس في غزة "يحيى السنوار"، الذي طالب الفصائل الفلسطينية وأجنحتها العسكرية بأن تستعد جيدا، مهددا بإطلاق "1111" قذيفة صاروخية في الرشقة الأولى على إسرائيل، عند بدء المواجهة المقبلة.

من جانبها، جددت الأمم المتحدة، الأربعاء، دعوتها إلى الحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس، وحثت على عدم القيام بأي أفعال استفزازية.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده "ستيفان دوجاريك" المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك، عشية دعوات جماعات متطرفة إلى اقتحام المسجد الأقصى بالقدس.

وقال "دوجاريك": "موقفنا إزاء الأماكن المقدسة بالقدس، هو أن يبقى الوضع الراهن كما هو دون تغيير (..) ونحث الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي) على عدم القيام بأي أفعال استفزازية".

وأضاف: "لا شك لدي في أن المنسق الأممي الخاص لعملية السلام بالشرق الأوسط (تور وينسلاند) باق على اتصال بكل الأطراف المعنية في هذا الصدد".

وشهد المسجد الأقصى خلال شهر رمضان توترات شديدة مع اقتحامات إسرائيلية متعددة لباحاته؛ خلفت عشرات الجرحى والمعتقلين الفلسطينيين.

وتحتفل إسرائيل في الخامس من مايو/أيار من كل عام بذكرى تأسيسها عام 1948 التي تمثلت في نكبة الشعب الفلسطيني إثر الحرب التي أدت لتهجير الفلسطينيين وطردهم من قبل العصابات الصهيونية المسلحة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الأقصى إسرائيل القدس فلسطين غزة القبة الحديدية

مستوطنون يقتحمون الأقصى بحماية شرطة الاحتلال.. والمرابطون يتصدون

فصائل فلسطين تشيد ببطولات المرابطين في الأقصى