«نيويورك تايمز»: شكوك كبيرة حول التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب

السبت 19 ديسمبر 2015 11:12 ص

واحدة من أبرز نقاط الضعف في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد «الدولة الإسلامية» هي عدم وجود قوى إقليمية تشارك معها في محاربة المسلحين، وعلى الأخص في ميدان المعركة. خطط المملكة العربية السعودية لتنظيم تحالف عسكري مكون من 34 دولة إسلامية لمكافحة الإرهاب (ارتفع لاحقا إلى 35) يمكن أن يكون تقدما في الأمر، على الرغم من أن هناك العديد من الأسباب للتشكك في مدى فاعلية هذه الخطط.

يوم أمس الجمعة، قام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لأول مرة، بتمرير قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار وإجراء محادثات سياسية للمساعدة على إنهاء الحرب الأهلية في سوريا، ولكن ما إذا كان ذلك يمكن أن يمهد الطريق لوضع حد للصراع هو أيضا موضع شك كبير.

أما بالنسبة للائتلاف، فلا يزال من غير الواضح حقيقة الدور الذي ينتظر أن يقوم به على أرض الواقع. وقال ولى ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان»، وزير الدفاع عديم الخبرة في المملكة، إن جهود قوات التحالف لن تقتصر على محاربة «الدولة الإسلامية»، وأن مركز قيادة العمليات المشتركة الذي سيجري إنشاؤه في الرياض سوف يهدف إلى «تنسيق ودعم العمليات العسكرية» التي ستجري بمكافحة الإرهاب في جميع أنحاء العالم الإسلامي. ما يعنيه ذلك بالتحديد لا يزال غير واضح، ولكنه قد يكون بمثابة ترخيص للبحث عن أعداء في كل مكان.

في الواقع، فمن الصعب أن نرى المملكة العربية السعودية، وهي الدولة التي يقودها السنة، كشريك جدي ضد «الدولة الإسلامية» إلا إذا توقفت عن تمويل المدارس ورجال الدين الذين ينشرون بعض السرديات المتطرفة التي تعزز أيديولوجية «الدولة الإسلامية». وعلى الرغم من أن «الدولة الإسلامية» قد تعهدت بتدمير المملكة العربية السعودية، فإن القادة السعوديين حتى الآن لا يزالون أكثر قلقا حول المعارضة التي يقودها الشيعة وإيران، والتي يعتبرونها أكبر خصومهم.

كما أنه ليس من الواضح حتى الآن ما هي الدول التي سوف تشارك في الائتلاف. عندما أعلن نائب ولي العهد مبادرته يوم الثلاثاء الماضي فإنه قد حدد بعض الدول، مثل باكستان وماليزيا، كأعضاء، على الرغم من أنهم قالوا أنهم لم يكونوا على علم بتلك الخطط. وعلى الرغم من ذلك، فقد تم استبعاد العديد من البلدان الإسلامية وبخاصة إيران، والعراق ذات الأغلبية الشيعية والتي تنظر إليها المملكة العربية السعودية كدمية إيرانية. كما غابت أيضا عمان، جارة المملكة العربية السعودية التي توسطت في وقف هش لإطلاق النار في اليمن بدأ هذا الأسبوع. إضافة إلى الجزائر وهي أكبر دولة إسلامية في أفريقيا. كما إن أندونسيا، أكبر بلد ذي أغلبية مسلمة لم تكن على القائمة، ولا حتى أفغانستان التي كنت محورا لجهود مكافحة الإرهاب الغربية لأكثر من عقد من الزمان.

بعض أعضاء الائتلاف، مثل المملكة العربية السعودية وتركيا ومصر، لديهم جيوش كبيرة، ولكن آخرين ليسوا كذلك. وعلى الرغم من أن العديد من هذه البلدان، هي بطرق مختلفة، مشاركة بشكل فردي في مكافحة الإرهاب، إلا أن هناك انقسامات خطيرة فيما بينها، بما في ذلك خلافات حول هوية الجماعات التي يعتبرونها إرهابية.

حقيقة ما إذا كان أعضاء هذا التحالف سوف يكونون قادرين على توحيد أهدافهم، وبقدر ما تكتيكاتهم، لا تزال غير معروفة. إضافة إلى مسألة كيفية عمل هذه المجموعة بالتنسيق مع قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة.

وقال «عادل الجبير»، وزير الخارجية السعودي، للصحفيين في باريس يوم الثلاثاء أنه «لا شيء مستبعد من على الطاولة» ضمن جهود مكافحة الإرهاب التي تقودها السعودية، بما في ذلك وسائل الإعلام والحملات الإعلامية لمواجهة الفكر المتطرف وإمكانية أن ترسل دول الخليج قوات خاصة إلى سوريا. يمكن للعرب السنة أن يكون فاعلين إذا قاموا بمساعدة الدول الضعيفة في شمال أفريقيا التي تقاتل المتطرفين، مثل تونس ومالي، وتمويل الجنود وخبراء الأمن.

المملكة العربية السعودية، وهي واحدة من الترسانات الحديثة في المنطقة، لم تلتزم بجدية بمحاربة «الدولة الإسلامية». هذا الاقتراح يأتي، في جزء منه على الأقل، كمحاولة للاستجابة إلى ضغوط من الرئيس «أوباما» الذي قال أنه والدول السنية الأخرى لم تفعل سوى القليل جدا لهزيمة القوة التي تهددها أكثر من أي شيء آخر. لا ينبغي أن تستغرق وقتا طويلا لمعرفة ما إذا كان الاقتراح هو أمر واقعي أم أنه مجرد محاولة لصرف الانتباه عن التدخل العسكري الكارثي للمملكة العربية السعودية في اليمن.

  كلمات مفتاحية

التحالف الإسلامي السعودية الدولة الإسلامية مكافحة الإرهاب محمد بن سلمان سوريا أوباما

تل أبيب: «التحالف الإسلامي» إنجاز عالمي للسعودية بعد خيبة أملها من أمريكا

واشنطن: الرياض لم تخطرنا مسبقا بـ«التحالف الإسلامي»

«الغارديان»: التحالف الإسلامي «صوري» ويهدف إلى تعزيز صورة «بن سلمان» في الغرب

باكستان: مندهشون من ورود اسمنا في «التحالف الإسلامي» وننتظر التفاصيل لتحديد مدى المشاركة

مسؤول في «حماس» يدعو «التحالف الإسلامي» إلى مواجهة إرهاب (إسرائيل)

«هيكل» يهاجم «التحالف الإسلامي» بقيادة السعودية ويعتبره «متخبطا وبلا رؤية»

«عسيري» يشترط رفع يد إيران عن الدول العربية قبل الانضمام لـ«التحالف الإسلامي»

مسؤول عراقي: التحالف الإسلامي الذي شكلته السعودية «طائفي ويخدم إسرائيل»

فلسطين لم تعد محايدة بين المحاور..!

«الدولة الإسلامية» يهدد بمهاجمة السعودية ردا على تأسيس «التحالف الإسلامي»

تحليل أكثر تواضعا لـ«سقف» توقعات التحالف الإسلامي

التحالف الإسلامي .. تحديات مشروع جامع!

أكاديمي وخبير مصري مهاجما السعودية: «التحالف الإسلامي» طائفي وغير متجانس

«هافينغتون بوست»: التحالف الإسلامي .. إعلان الاستقلال السعودي