لم تمض بضع ساعات على إعلان تشكيل التحالف الإسلامي، المكون من 35 دولة على رأسها المملكة العربية السعودية، حتى أطلت، على استحياء، بعض التعليقات لكبار الصحفيين المصريين، تلمح إلى معارضة التحالف، مشيرة إلى خلافات بين الدول المتحالفة مثل مصر وقطر وتركيا، وتلمح إلى ما يوصف بأنه دعم أنقرة والدوحة للإرهاب وتنظيم «الدولة الإسلامية».

وعلى خلاف الموقف الرسمي لمصر التي أعلنت مشاركتها ضمن التحالف، أعلن الكاتب المصري الشهير «محمد حسنين هيكل» معارضته للتحالف الإسلامي الذي أعلنت عنه السعودية، ويضم مصر ضمن 34 دولة، معتبرا أن بعض الدول المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري «من أهم الداعمين لتنظيم داعش الإرهابي»، في إشارة محتملة إلى تركيا، التي اتهمتها روسيا بشراء النفط من تنظيم «الدولة الإسلامية»، ونقلت عنها وسائل الإعلام المصرية هذه الاتهامات.

وألمح «هيكل» في تغريدة له على موقع «تويتر» إلى أن السعودية اتجهت لتشكيل التحالف الإسلامي «بعد فشل عاصفة الحزم»، معتبرا أن السعوديين قد لجؤوا إلي هذا الحل «للخروج من المأزق»، بحسب رأيه.

وسخر من تشكيل هذا التحالف الإسلامي في تغريده أخرى له بالقول «فلسطين قريبة»، كما ألمح في سلسلة تغريدات لأن هذا التحالف «بلا رؤية» و«لا تنسيق» أو «آليات محددة».

وتساءل «هيكل» عن كيفية التنسيق بين الدول في التحالف الإسلامي، كما تساءل عن الخطة الاستراتيجية والآليات الموضوعة لتنفيذ أجندته، معتبرا ما يحدث يعبر عن «تخبط» بحسب رأيه.

وألمح «هيكل» إلى أنه كان يتمني أن يكون التحالف «عربيا» فقط، كون الجغرافيا واحدة، منتقدا غياب «الكفاءة الموحدة بين الدول المتحالفة».

وفي تغريده أخرى له، تساءل «هيكل» عن «المعايير التي تم من خلالها إنشاء التحالف الإسلامي العسكري؟ وما هي آليته، ومن هو عدوه»، معتبرا أن هذا التحالف الجديد «لم يأت بأرضية مشتركة، ولم يبن على هدف واضح».

كذلك انتقد الحقوقي «حافظ أبو سعده»، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الانسان، والقريب من السلطة، التحالف الإسلامي، داعيا الدول أعضاء التحالف لإعلان أن التنظيمات المسلحة في سيناء هي تنظيمات إرهابية وإيقاف كافة أشكال الدعم لها، قائلا إن «قطر لا تعتبرهم إرهابيين».

الرئاسة: تحالف السعودية غير القوة المشتركة

على صعيد أخر، قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، «علاء يوسف»، إن هناك اختلافاً بين تشكيل القوة العربية المشتركة والتحالف العسكري الإسلامي الجديد، حيث يستهدف الأخير «مكافحة الإرهاب فقط»، بينما تهدف القوة العربية المشتركة إلى التعامل مع الأزمات والتحديات التي تواجه الأمن القومي العربي.

وكان نشطاء مصريون قد تساءلوا عن الفارق بين التحالف الاسلامي والقوة العربية المشتركة، وأين ذهبت القوة المشتركة التي سبق أن أعلنت مصر مشاركتها فيها، وجدوى إعلان تحالف إسلامي جديد.

وقال المتحدث باسم الخارجية، «أحمد أبو زيد»، إن مصر تدعم أي جهود تستهدف مكافحة التطرف والإرهاب، على الصعيدين الإسلامي والعربي.

وأضاف «أبو زيد»، في تصريح لموقع «أصوات مصرية» أن مشاركة مصر في التحالف الإسلامي ضد الإرهاب هو بمثابة توحيد لجهود وآليات مواجهة التطرف والوقوف أمام تمدد الإرهاب في المنطقة.

وأعلنت المملكة العربية السعودية، الإثنين، عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب يضم 35 دولة من بينهما مصر وتركيا، ويكون مقره العاصمة السعودية الرياض.

وتضم قائمة الدول الأعضاء كل من السعودية، ومصر، والبحرين، وبنجلاديش، وبنين، وتشاد، وجزر القمر، وساحل العاج، وجيبوتي، والجابون، وغينيا، والأردن، والكويت، ولبنان، وليبيا، وماليزيا، والمالديف، ومالي، والمغرب، وموريتانيا، والنيجر، ونيجيريا، وباكستان، وفلسطين، وقطر، والسنغال، وسيراليون، والصومال، والسودان، وتوغو، وتونس، وتركيا، والإمارات العربية، واليمن، كما انضمت أوغندا إلى التحالف مؤخرا.

وقال ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع «محمد بن سلمان»، إن التحالف الجديد سينسق الجهود ضد المتطرفين في العراق، وسوريا، وليبيا، ومصر، وأفغانستان، بهدف مواجهة التحديات الأمنية الجسيمة التي تواجه تلك الدول ومكافحة انتشار حركات التشدد الإسلامي في المنطقة.

وكان رؤساء أركان الجيوش العربية قد اتفقوا، في مايو/أيار الماضي، على تشكيل قوة عربية مشتركة منوط بها القيام بعمليات التدخل السريع للقضاء على الإرهاب بما يتوافق مع ميثاق الجامعة العربية والأمم المتحدة، لكن لم يعلن عن تشكيلها بشكل رسمي حتى الآن.