أعرب الكاتب المصري الموالى للنظام «محمد حسنين هيكل» خلال حديثه في برنامج «مصر أين.. ومصر إلى أين؟»، المذاع على فضائية «سي بي سي» الخاصة عن استيائه من دول الخليج لأنها وبحسب زعمه «لم توظف القوة المالية بشكل جيد لخدمة الدور الدولي والإقليمي للمنطقة».

واتهم دول التحالف العربي بتدمير اليمن قائلا: إن «الغارات الجوية دمرت ما استطاع الشعب اليمني إنجازه في 100 عام، وما قامت به الدول العربية في اليمن خاضوه بالوكالة عن أمريكا».

انتهز «هيكل» المعروف بموالته لإيران، اللقاء ليمدح دولة إيران حيث وصفها بأنها «دولة كبرى تحررت من أوامر الغرب»، مشيرا إلى أنه «من الخطأ أن يكون الخلاف المذهبي له علاقة بتوجهات مصر الاستراتيجية، وأن معاداة العرب لإيران جاء بعد خروجها من طوع الغرب».

وكان «هيكل» قد أكد قبل أيام فى حوار له على الفضائية ذاتها»  أنه «لمصلحة دول الخليج بالدرجة الأولى أن يكون هناك طرف عربي قادر على أن يتحدث في طهران وأن تكون طهران قادرة على أن تتحدث معه»، لافتا إلى أن «سياسيات دول الخليج مرهونة بأشياء كثيرة، وتعد الولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة لدول الخليج مسألة مهمة جدا، ولكن لابد أن تعرف دول الخليج وخاصة السعودية كيف تتعايش مع إيران»، على حد قوله.

وأبدى الكاتب المعروف بتأييده لـ«السيسي» تعاطفه مع الأخير زاعما أنه لا ينام في اليوم إلا ساعتين فقط من كثرة الهموم والمشكلات فقال: «الله يكون في عونه، وأنا أستغرب كيف يستطيع أن ينام؟»، مضيفا «لقد قال لي  إنه لا ينام إلا ساعتين في اليوم من كثرة الهموم والمشكلات»، موضحا أن هناك حالة من القبول وليس الرضا بين الجماهير بالوضع الحالي، لأنهم يدركون أن البدائل مزعجة جدا».

وشدد، على أنه يتوجب على «السيسي»، أن يجعل مصر تعمل بكل طاقاتها، وحشد قوى الوطن بناء على رؤية محددة، مشيرا إلى أن هناك نوايا طيبة ولكنها لا تكفي.

وحذر «هيكل»، «السيسي» من إعطاء الشعب آمالا زائفة، أو خطة غير واضحة، قائلا: «أتمنى أن يضع الرئيس خريطة للأمل خلال عام 2016، على أن يوضح فيها كيف سيصنع هذا الأمل الحقيقي في الداخل والخارج، وإذا نجح في هذا الأمر سيصنع نموذجا لمكافح».

وأثنى «هيكل» على مشروع قناة السويس الجديدة، معتبرا المشروع نموذجا جيدا لخلق الأمل، وأن عليه القيام بمشروعات أخرى مشابهة.

وأكد أن الخطاب العام في البلد مرتبك ومختلط بشكل غير طبيعي، قائلا: «ما يحدث من تعدي حدود التلاسن إلى التخوين وسيادة خطاب الجهل؛ بسبب الفراغ في الرؤى السياسية والقصور في توصيف شكل المستقبل».

وأكد على ضرورة أن يحتوي خطاب الرئيس أمام مجلس النواب المرتقب على «خريطة عمل واضحة لما هو آت» في المستقبل و أن يتضمن دعوة واضحة لمشاركة كل القوى في الحياة السياسية، وفي طرح الرؤى والبدائل للقضايا الخطيرة التي تواجه الوطن داخليا وخارجيا.

وحول أزمة «سد النهضة الأثيوبي»، قال إنه «لابد أن تعي أثيوبيا بأن قضية سد النهضة تخص العالم العربي وليس مصر فقط».

وتابع أن «كل دول حوض النيل يجب أن تكون مصر جادة وصديقة لها باستمرار لأن حياتها تأتى من هناك»، مشيرا إلى أن لمصر ماض سيء وتاريخ من الاغتيالات فى أثيوبيا، لافتا إلى أنه حدثت جهود بالفعل لمد جسور تواصل».

وكان الكاتب المصري «محمد حسنين هيكل» قد انتقد غارات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، داعيا «السيسي» إلى زيارة سوريا، وإقامة علاقات مع إيران.

وقال «هيكل»، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي: «أعتقد أن هناك تقصيرا ولننسى بشار الأسد الآن، فنحن أمامنا سوريا، وكنت أتمنى أن يكون دورنا أكثر نشاطا».

ودعا «هيكل»، «السيسى» إلى زيارة دمشق، معتبرا أنه «ليس بالضرورة أنه عندما يذهب الرئيس لبلد أن يعنى هذه أنه يدعم موقفها، لكن ممكن أن يكون ذلك بهدف تقديم نصيحة»، وقال إن «خروج بشار الأسد لن يأتي بالاقتلاع، ولا بد أن يأتي بالاقتناع».