«دويتشه فيله»: هل نيران «هيكل» دليل تأزم علاقات مصر والسعودية؟

السبت 25 يوليو 2015 07:07 ص

تساءلت إذاعة صوت ألمانيا (دويتشه فيله) عما إذا كانت الانتقادات الحادة التي وجهها الكاتب المصري «أحمد حسنين هيكل»، أحد مستشاري الرئيس «عبد الفتاح السيسي» إلى السعودية خلال حوار صحفي أجراه، مؤخرا، مؤشرا جديدا من عدمه على تأزم العلاقات المصرية السعودية بعد وصول الملك «سلمان بن عبد العزيز» لسدة الحكم في المملكة في يناير/كانون الثاني الماضي.

وقالت الإذاعة في تقرير على موقعها الإلكتروني إن تصريحات «هيكل» ضد السعودية، التي وصفتها بـ«النارية»، أعادت موضوع العلاقات السعودية المصرية مجددا إلى دائرة الضوء مع استمرار الفتور الذي يسود هذه العلاقات منذ بضعة شهور.

«هيكل»، الذي يلقبه معارضوه بـ«عراب الانقلاب العسكري»، قال في مقابلة صحفية مع جريدة «السفير اللبنانية» إن النظام السعودي «غير قابل للبقاء»، وانتقد الملك «سلمان» شخصيا، قائلا إنه «ليس حاضرا بما يكفي»، وتحدث عن «المأزق السعودي في اليمن». في المقابل، كشف «هيكل» خلال الحوار أن مصر تسعى للتقارب مع إيران، وأن ضغوطا تمارس على «السيسي» لثنيه عن تحقيق هذا التقارب.

تصريحات «هيكل»، وفق «دويتشه فيله»، أثارت جدلا من جهة؛ لأنها تأتي من صحفي له وزن في المشهد المصري ويعتبر من أبرز مستشاري «السيسي»، ومن جهة أخرى؛ لأنها جاءت في فترة تشهد فيها العلاقات بين البلدين فتورا منذ تسلم الملك الجديد لمقاليد الحكم، ويرى بعض المراقبين أن هذا الفتور وصل إلى مرحلة الجفاء في الفترة الأخيرة.

مؤشرات عديدة على الأزمة

وقالت الإذاعة إن حوار «هيكل» مع صحيفة «السفير» «ليس أول إشارة على توتر العلاقات السعودية المصرية، بل سبقته مؤشرات عديدة وقرارات وتوجهات سياسية تظهر أن التحالف بين البلدين لم يعد متينا كما كان يبدو في الأمس القريب قبل وفاة الملك السعودي السابق (عبد الله بن عبد العزيز)».

 كما تأتي هذه التصريحات بعد زيارة قام بها رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إلى السعودية، وهي الزيارة التي أثارت استياءَ في مصر؛ إذ قرأ فيها المتابعون تراجعا سعوديا عن اتفاق سابق مع مصر على محاربة الجماعات التي تصنفها القاهرة كـ«جماعات إرهابية»، رغم تأكيد وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، على أن زيارة «مشعل» كانت لأداء مناسك العمرة، وليست زيارة ذات طابع سياسي.

زيارة «مشعل»، وفق «دويتشه فيله»، فسرها مراقبون بكونها رد فعل سعودي على استقبال الحكومة المصرية، مؤخرا، لوفد يمثل الرئيس اليمني السابق «علي عبد الله صالح»، والسماح لجهات مقربة من جماعة الحوثي بتنظيم معرض في مصر يضم صورا لما تقول الجماعة إنهم «ضحايا العدوان السعودي» على اليمن، كما أن السلطات المصرية لم تتدخل لفض مظاهرة نظمت أمام السفارة السعودية، وُرفعت فيها شعارات مناهضة للرياض وللملك «سلمان».

«محمد الخشن»، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، رأى أن تصريحات «هيكل» تعبر عن توجه نظام «السيسي»، وقال لـ «دويتشه فيله»: «أكيد أن ما قاله حسنين هيكل، الذي يعتبر من رموز نظام السيسي، يعد مؤشرا على توتر في العلاقات بين البلدين، بدءا منذ تولي الملك سلمان للحكم واتخاذه توجها جديدا في التعامل مع الملف المصري».

وأضاف أن هذه التصريحات «تعبر عن رغبة نظام السيسي وليس عن الواقع»، معتبرا أن "الحديث عن أن النظام السعودي الحالي في طريقه إلى السقوط أمر غير عقلاني؛ بالعكس فهو متجذر الآن أكثر من أي وقت مضى، إذ يحظى الملك الحالي بتأييد شعبي كبير سواء داخل السعودية أو في منطقة الخليج، وهذا يعطيه قوة أكبر».

لكن الخبير المصري رأى أنه «رغم  استياء السعودية الكبير من السياسة المصرية في عدة نقاط منها عداوتها المبالغ فيها لحماس وموقفها في ليبيا الذي كان متوجها نحو شن الحرب وغيرها من النقاط، إلا أن السعودية في ضوء المعطيات الحالية لا يمكنها أن تذهب أكثر مما ذهبت إليه في الفتور مع مصر؛ بسبب الدعم الأمريكي والإسرائيلي الذي يحظى به النظام المصري الحاكم».

في المقابل، يقدم الخبير السعودي «سعد بن عمر»، رئيس «مركز القرن العربي للدراسات»، رؤية مختلفة لتصريحات «هيكل» ضد السعودية.

ورأى أن تصريحات «هيكل» وما سبقها لا تعبر عن أن العلاقات المصرية السعودية في أزمة كما يروج، وقال: "تصريحات هيكل لا أهمية لها ولا تعبر سوى عن موقفه، هي لا تؤثر أو تمثل السياسة الخارجية المصرية، فهو ليس له منصب حكومي وحديثه عن اليمن ليس دقيقا، فهو لم يزر اليمن منذ عقود طويلة، كما أنه يتحدث بمنطق الستينات ونحن اليوم في عام 2015».

وأضاف: «كلام هيكل ليس جديدا فهو ينتقد السعودية منذ سنة 1967 في كل كتاباته، وهذا أمر طبيعي فهو من بقايا الناصرية المعادية للسعودية"، في إشارة منه إلى أن هيكل كان جزءا من نظام الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، الذي كان يناصب العداء للنظام السعودي.

وبخصوص استقبال المسؤولين السعوديين لوفد من حركة «حماس»، قال «بن عمر»: «السعودية لديها اتصال بحماس منذ أن بدأ الملك السابق محاولة المصالحة بين الأطراف الفلسطينية، وبالتالي فهذه الزيارة أمر طبيعي، كما أن جذب حماس نحو السعودية يبقى أفضل من أن تلجأ حماس لإيران، فهذا فيه خطر حتى على مصالح مصر نفسها».

وأعرب «بن عمر» عن اعتقاده بأن العلاقات المصرية السعودية تحكمها «المصلحة العربية العليا» و «الأمن القومي للمنطقة العربية» وبالتالي ـ والكلام مازال للخبير السعودي ـ «فمهما اختلفت وجهات النظر بخصوص بعض القضايا لا يمكن أن تصل هذه العلاقات إلى الأزمة».

  كلمات مفتاحية

السعودية مصر الملك سلمان عبد العزيز توتر العلاقات أحمد حسنين هيكل

الملك «سلمان» يستقبل وزير الخارجية المصري

«خاشقجي»: «هيكل» ليس خرفا ويوجه المسؤولين المصريين

تصريحات هيكل لصحيفة «السفير» عن السعودية وإيران تثير جدلا واسعا

أمير سعودي ردا على «هيكل»: «حذاء الملك سلمان أشرف وأكرم من تاريخك كله»

«هيكل»: «سلمان» ليس حاضرا والصغار متكبرون والنظام السعودي غير قابل للبقاء

«هيكل» و«حماس» ينقلان علاقة السعودية بمصر من «فتور» إلى «جفوة»

وزير كويتي سابق: «هيكل» سمم «عبدالناصر».. و«السيسي» لا يفهم السياسة

صحفي مصري: أزمة مكتومة بين القاهرة والرياض وستخرج للعلن رغم النفي

زيارة وزير الخارجية المصري فشلت في إنهاء التوتر بين القاهرة والرياض

إعلامي مصري للسعودية: دعم المعارضة المسلحة في سوريا «عبط وهبل»

مجلة حكومية مصرية: السعودية باعتنا والعلاقات مع إيران ضرورة

«مجتهد»: «محمد بن سلمان» يزور القاهرة اليوم بدعوة خاصة من «السيسي»

«السيسي» مغازلا الرياض: مصر والسعودية جناحا الأمن القومي العربي

إعلامي سعودي لـ«هيكل»: نشتري لكم السلاح ولولا «رزنا» لسقطت مصر

«هيكل»: دول الخليج لم توظف قوتها المالية بشكل جيد والتحالف العربي دمر اليمن

«حزب الله» ينعي «هيكل» ووفد إيراني يشارك في تشييع جثمانه

في وداع «هيكل»