قال المغرد السعودي الشهير «مجتهد»، إن الأمير «محمد بن سلمان» ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع، يزور القاهرة اليوم الخميس، بدعوة خاصة من الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي».
وفي تغريدتين عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أضاف «مجتهد»، أن «محمد بن سلمان» سيكون «ضيف الشرف في نشاط للقوات المسلحة المصرية لم تصلني تفاصيله».
وأشار إلى أنه «للإعداد للزيارة التي لن تزيد عن يوم وصل إلى مصر وفد سعودي من 35 شخصا مع مئات الحقائب والصناديق التي تشتمل على هدايا قيمة للمسؤولين المصريين».
وكان بيان صدر عن الديوان الملكي، مساء أمس الأربعاء، قد أكد الزيارة التي أعلن عنها «مجتهد» أول أمس، وجاء فيها أن الأمير «محمد بن سلمان»، يغادر الخميس إلى جمهورية مصر العربية، «في زيارة عمل، يلتقي خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وعدد من المسؤولين في مصر، لبحث العلاقات، وأوجه التعاون بين البلدين الشقيقين».
وتعد الزيارة هي الأولى للأمير السعودي، إلى مصر بعد تعيينه وليا لولي العهد، في أبريل/نيسان الماضي، والثانية منذ تعيينه وزيرا للدفاع في يناير/كانون الثاني الماضي.
وسبق أن زار «بن سلمان» مصر في 14 أبريل/ نيسان الماضي، وهو في منصب وزير الدفاع، حيث التقى «السيسي» وتم إجراء مباحثات حول تعزيز التنسيق العسكري.
وتأتي زيارة اليوم بعد أسبوع واحد من زيارة وزير الخارجية المصري «سامح شكري» إلى المملكة، حيث أكد، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي «عادل الجبير»، على «توافق وجهات النظر بين الرياض والقاهرة فيما يخص مختلف القضايا العربية، وخاصة دعم الشرعية في اليمن».
وأضاف إن زيارته تأتي في إطار حرص «السيسي» على «تدعيم أواصر العلاقة الاستراتيجية وعلاقة الأخوة والتكامل والتضامن والتي هي علاقات تفوق العلاقات الطبيعية بين الدول لما يشعر به الشعبين الشقيقين من ترابط وإخاء ومصير مشترك».
كما تأتي زيارة اليوم أيضا في ظل تقارير إعلامية تزايدت في الآونة الأخيرة تتحدث عن «فتور» في العلاقات بين السعودية ونظام «السيسي».
وكانت مجلة «روز اليوسف»، الحكومية المصرية، رأت قبل أيام أن «السعودية باعت مصر»، معتبرة أن «عودة العلاقات المصرية - الإيرانية باتت أكثر من ضرورة» في ظل هذا الوضع.
وخلصت المجلة إلى أن «السعودية باتت تعتبر الإخوان حليفا محتملا في المعركة ضد التوسع الإقليمي لإيران، وإما أن تصبح مصر على نفس الخط مع المملكة بجانب الإخوان وقطر وتركيا، رغما عنها، وإلا فلتذهب العلاقات (مع مصر) إلى الجحيم».
مقال «روز اليوسف»، لا يعد أمرا عاديا، خاصة في ظل ما يتردد بشأن علاقة المجلة بالأجهزة المخابراتية المصرية التي لا تستطيع المجلة تجاوز الخط المرسوم لها من قبلها في سياستها التحريرية، والحديث عن دولة عربية بحجم السعودية، دون التنسيق مع هذه الأجهزة، وأخذ رضاها، وإلا صادرتها فورا، ومنعت ظهورها بالأسواق.
والغريب أن هذا التصعيد من جانب المجلة تجاه السعودية يأتي بعد أقل من 48 ساعة فقط من لقاء وزيري خارجية مصر والسعودية في المملكة، حيث قللا من شأن ما تردد حول وجود أزمة في العلاقات بين البلدين، ومن شأن زيارة «مشعل» إلى السعودية مؤخرا.
وما يعد لافتا أيضا هو تلويح الكتاب المصريين بورقة العلاقات مع إيران للضغط على السعودية؛ وهو ما طرحه كاتب مقال روز اليوسف، وطرحه قبله الكاتب الصحفي المصري «محمد حسنين هيكل» عندما قال في حوار مع جريدة «السفير» اللبنانية، نٌشر الشهر الجاري: «المعركة في مصر حول ما إذا كان ينبغي الانفتاح على إيران أم لا، وهناك محاولات مع (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي كي لا يحصل التقارب مع طهران».
وهاجم «هيكل» في حواره المملكة، معتبرا الملك «سلمان» بأنه «ليس حاضرا بما يكفي»، وأن «جيل الصغار متكبرون ويأخذهم غرور القوة»، مضيفا أن «النظام السعودي غير قابل للبقاء»، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من الجانب السعودي، حيث يعد الكتاب السعوديين كلامه تعبيرا عن سياسة المسؤولين في مصر.