زيارة وزير الخارجية المصري فشلت في إنهاء التوتر بين القاهرة والرياض

الاثنين 27 يوليو 2015 07:07 ص

العلاقات المصرية السعودية إلى أين؟ وهل نجحت زيارة وزير الخارجية المصري «سامح شكري» الأسبوع الماضي للمملكة في إنهاء التوتر شبه العلني الذي تعرفه بسبب خلافات حول ملفات إقليمية مثل إيران واليمن وسوريا وحماس؟ وكيف تؤثر التطورات الاقليمية على تلك العلاقات الاستراتيجية القديمة؟ 

أسئلة مازالت تثير حالة من الجدل في الوسط السياسي المصري والعربي حتى بعد أن التقى «سامح شكري» خلال زيارته خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبد العزيز آل سعود»، وحسب البيان الرسمي «تم خلال اللقاء استعراض آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات كافة إلى جانب استعراض مجمل الأحداث التي تشهدها الساحات العربية والإسلامية والدولية»، كما التقى ولي العهد الأمير «محمد بن نايف»، وولي ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان»، بحضور وزير الخارجية.

وقال مصدر دبلوماسي مصري مفضلا عدم ذكر اسمه «اكتسبت تلك الزيارة طبيعة استكشافية بشأن حقيقة الموقف السعودي خاصة أنها جاءت بعد أيام من زيارة من وفد حماس بقيادة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، فيما سعت القاهرة كذلك إلى تأمين دعم سعودي لاتصالات دبلوماسية مع كافة الأطراف اليمنية سعيا للوصول إلى تسوية سلمية للصراع العسكري هناك».

وكان «شكري» قال إن هذه الزيارة «تأتي بتكليف من الرئيس في إطار حرصه الدائم على تدعيم أواصر العلاقة الاستراتيجية وعلاقة الأخوة والتكامل والتضامن، والتي هي علاقات تفوق العلاقات الطبيعية بين الدول لما يشعر به الشعبان الشقيقان من ترابط وإخاء ومصير مشترك يعمل كل منهما على تدعيمه للاستمرار في السير قدما بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين».

وأضاف المصدر: «كانت هناك دائمة ثوابت لا يمكن تجاوزها في العلاقات السعودية المصرية، مع وجود هامش يسمح بتقلصات او خلافات، وقد كرست التطورات الاقليمية هذا الوضع القائم فعلا، واذا كانت السعودية مهتمة بإقامة محور سني إقليمي، فإن التعقيدات السياسية الأخيرة في تركيا، التي أطاحت عمليا بسلطات الرئيس رجب طيب أردوغان، تؤكد حقيقة أنه لا بديل عن مصر، وفي المقابل صدرت تصريحات غير مسبوقة من القاهرة في أعقاب الاتفاق النووي الإيراني مفادها أنها مستعدة للانفتاح على إيران في قضايا مثل محاربة الإرهاب والتطرف والتكفير والطائفية، وتمثل هذا عمليا في دعوة شيخ الأزهر لاجتماع بين علماء من السنة والشيعة توحيدا للصف الإسلامي، وفي طهران يحبون تلك المبادرات، والرسالة هنا ان مصر ترفض أن تكون رأس حربة في حرب أو تقسيم طائفي للمنطقة، لكنها تبقى مستعدة للدفاع عن المصالح العربية بكافة السبل ومنها الحوار».

خلاف ملحوظ

من جانبه قال الدكتور «سعيد اللاوندي»، خبير العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، لـ«القدس العربي»، «أعتقد أن العلاقات بين مصر والسعودية ستجمد في إطار الوضع الحالي، وذلك بالرغم من الرتوش التجميلية التي حدثت من خلال المؤتمر الصحفي بين عادل الجبير وسامح شكري، إلا أن هناك خلافا لاحظه الجميع بين القاهرة والرياض فيما يتعلق باليمن وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير عندما استقبل الملك سلمان خالد مشعل، وذلك لأن مصر تعتبر حماس جزءا من جماعة الإخوان».

وأضاف «اللاوندي» أن «هناك تورطات لحركة حماس أيضا في سيناء. ولكن السعودية تعيش موقفا متناقضا وهو أنها ضد الإخوان في مصر، ومع الإخوان في سوريا، وأنا أعتقد أن المؤتمر التجميلي الذي حدث في الرياض لم يحسن الصورة تماما بالرغم من أن الجميع في السعودية رأوا أن الجبير أكد أن خالد مشعل زار السعودية لأداء مناسك العمرة وأنه ذهب إلى الملك سلمان لأنه مفتوح للجميع، ولكن كل ما قيل مجرد حجج ضعيفة جدا وهذا لا يخفي وجود خلاف كبير بين مصر والسعودية». 

وكان وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، قال في المؤتمر الصحفي مع «شكري» الخميس الماضي «إن زيارة وفد حركة حماس مؤخرًا إلى المملكة العربية السعودية لم تكن رسمية»، مضيفا أنه «لم تكن هناك زيارة رسمية من حماس للمملكة العربية السعودية، كل ما في الأمر أن هناك مجموعة من قيادات حماس ممثلة في خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي للحركة)، وبعض زملائه حضروا إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، وهذا حق لأي مسلم لا يستطيع أحد أن يمنعه منه».

وأضاف الجبير «وخلال تواجدهم (وفد حماس) في مكة، أدوا صلاة العيد، وقاموا بتهنئة المقام الكريم (الملك سلمان بن عبد العزيز) بعيد الفطر المبارك»، ونفى «الجبير»، عقد أي اجتماعات رسمية على هامش اللقاء بين حماس ومسؤولين بالمملكة، واصفًا ما نشرته وسائل الإعلام عن الزيارة بـ«غير الدقيق، وشابه كثير من المبالغة».

وأضاف «الجبير»«موقف المملكة من حماس لم يتغير، وموقفها من السلطة الفلسطينية لم يتغير، وموقفها من مصر وجهودها للحفاظ على الأمن الداخلي لم يتغير أيضا».

  كلمات مفتاحية

السعودية مصر العلاقات المصرية السعودية سامح شكري ملفات اقليمية إيران اليمن سوريا حماس

صحفي مصري: أزمة مكتومة بين القاهرة والرياض وستخرج للعلن رغم النفي

إعلامي مصري: لن نسمح بتدخل السعودية في شأننا الداخلي و«حماس» ستظل «إرهابية»

وسائل إعلام إيرانية تحتفي بهجوم «الأهرام» المصرية على السعودية

«هيكل» و«حماس» ينقلان علاقة السعودية بمصر من «فتور» إلى «جفوة»

«دويتشه فيله»: هل نيران «هيكل» دليل تأزم علاقات مصر والسعودية؟

رئيس تحرير الأهرام المصرية ينتقد سياسة المملكة تجاه «الإخوان» ويشيد بالإمارات

الملك «سلمان» يستقبل وزير الخارجية المصري

مباحثات مصرية عمانية في القاهرة لبحث أزمة اليمن

هل يدير الخليج ظهره اقتصاديا لـ«السيسي»؟

«مجتهد»: «محمد بن سلمان» يزور القاهرة اليوم بدعوة خاصة من «السيسي»

«السيسي» مغازلا الرياض: مصر والسعودية جناحا الأمن القومي العربي

«السيسي» و«بن سلمان» يتفقان على تطوير التعاون العسكري والسياسي والاقتصادي

هل تكسر زيارة «بن سلمان» للقاهرة «فتور» العلاقات السعودية المصرية؟

الأمير «محمد بن سلمان» في القاهرة .. هدنة ملاكمة ومصالح متبادلة

«كيري»: مصر مركز العالم العربي وتدفع ثمنا كبيرا في مكافحة التطرف

«شكري»: التنسيق مع السعودية على أعلى مستوى .. والحديث عن خلاف «مجرد شائعات»