احتفت وسائل إعلام إيرانية بالهجوم الذي شنته صحيفة «الأهرام» المصرية المملوكة للدولة، على السعودية أمس الجمعة، بعد يوم واحد من زيارة وزير الخارجية المصري «سامح شكري» للمملكة ولقائه كبار المسؤولين السعوديين وعلى رأسهم الملك «سلمان بن عبد العزيز». 

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية، «إرنا» على نشرتيها باللغتين العربية والفارسية فقرات مطولة من مقال «محمد عبدالهادي علام» رئيس تحرير «الأهرام» الذي شن خلاله هجوما عنيفا على السعودية وسياستها بالمنطقة، بحسب موقع «بوابة القاهرة».

وأبرزت الوكالة إشادة «الأهرام» بإيران ودبلوماسيتها ونجاحها في توقيع ”اتفاق تاريخي“ مع الدول الكبرى بشأن برنامجها النووي، الذي رحبت به السعودية ولكن بحذر، وهو ما أدى لقيام وزير الدفاع الأمريكي «أشتون كارتر» بزيارة للمنطقة عقب الاتفاق شملت عدة دول من بينها السعودية.

كما أبرزت انتقاد «علام» لما وصفه بـ«تخطيط السعودية لمواجهة إيران عن طرق إذكاء نار الفتنة بين السنة والشيعة واحتوائها لجماعات سنية متطرفة».

فيما قالت وسائل إعلام إيرانية أخرى، إن هجوم «الأهرام» وانتقادها للسعودية مؤشر على فشل زيارة «شكري» للرياض ووجود خلافات كبيرة بين الجانبين.

 وكان «علام» انتقد في مقالته التي نشرها أمس الجمعه، ما أسماها «خطوات التقارب مع جماعة الإخوان المسلمين» من جانب المملكة العربية السعودية، ملمحا لاستضافة العاهل السعودي، لرئيس المكتب السياسي في حركة «حماس» «خالد مشعل»، واستضافة المملكة لرئيس هيئة علماء اليمن الشيخ «عبد المجيد الزنداني»، المحسوب على «الإخوان»، أيضا.

وقال «علام» في مقالته: «برزت دعوات لتقوية شوكة جماعات مثل الإخوان المسلمين وتنظيمها الدولي الإرهابي في مصر واليمن وسوريا وليبيا والترويج لسياسة التحالف معها لوقف المطامع الخارجية وكأن تلك الجماعات ليست شريكة في الفوضى وحصاد الدم المروع في المنطقة» ، بحد تعبيره.

وأضاف أنه «توجه مستغرب يستبعد المشاركة الحتمية في ضرورة بناء مجتمعات مدنية حديثة ويعلي من شأن الطائفية البغيضة التي ترفضها مصر وتحارب من أجل احتواء آثارها المدمرة»، لافتا إلى أن «الظن بأن مواجهة داء الإرهاب وجماعات التطرف من خلال دعم جماعات متشددة هو من قبيل الجهل وقصر النظر والاستعباط السياسي ولو اعتقد البعض أن مثل تلك السياسات سوف تحميه فهو واهم فمثل تلك السياسة عمرها قصير فى حماية الأنظمة ولا تخدم حماية الأمن القومي لدول المنطقة».

وتابع  «علام» زاعما أن «عملية إعادة حركة حماس، التي باعت مصر من أجل سوريا وإيران ثم باعت إيران وسوريا من أجل حماية مشروعها والدعم الأمريكي الصهيوني لمشروع الفوضى الإقليمية، واستقبال قادتها في عواصم عربية لن يخدم الدول التي فتحت لهم أبوابها لأن الحركة اعتادت الانقلاب وخدمة أهدافها وليس أهداف القضية الفلسطينية التي تمثل حماس خنجرا فى ظهرها اليوم ولا يمكن الوثوق في توجهاتها».

وتحدث مراقبون عن حدوث تغيير في سياسات المملكة تجاه النظام من مصر عقب وصول الملك «سلمان» إلى الحكم في يناير/كانون الثاني الماضي.

وكانت السعودية مع الكويت والإمارات من أكبر الداعمين ماديا للنظام في مصر بعد الإطاحة في يوليو/تموز 2013 بـ«محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في مصر، لكن هذا الدعم تلقص بشدة في العام الأخير. 

في الوقت نفسه أشاد «علام» صراحة بموقف الإمارات، قائلا «في المقابل، تقف دولة الإمارات صلبة وقوية فى موقفها المبدئي الرافض لتلك الرؤية المتقلبة في التعامل مع الجماعة (الإخوان)وتساند الموقف الرسمي والشعبي المصري بلا تردد أو خشية من أحد. والسؤال فى تلك الحالة: ما الذي حدث حتى تعود تلك الدول إلى سيرتها الأولى« وهل هناك ضغوط من الولايات المتحدة من أجل إعادة الجماعة إلى الواجهة« وما الذي يدفعها إلى تبني سياسات تخالف ما جرى فى العامين الماضيين؟».