«حزب الله» ينعي «هيكل» ووفد إيراني يشارك في تشييع جثمانه

الخميس 18 فبراير 2016 06:02 ص

شيع أمس الأربعاء، الكاتب الصحفي المصري «محمد حسنين هيكل» من مسجد الحسين (وسط القاهرة) إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة شرقي العاصمة المصرية.

وشارك في التشييع العديد من الشخصيات، وأبرزها الأمين العام لـ«جامعة الدول العربية» الدكتور «نبيل العربي»، والأمين العام السابق «عمرو موسى»، و«مصطفى الفقي» مدير مكتب الرئيس المصري المخلوع «حسني مبارك»، ومحافظ القاهرة «جلال السعيد»، ونقيب الصحفيين «يحيي قلاش»، ووزير الثقافة «حلمي النمنم».

كما شارك وفد من مكتب رعایة مصالح الجمهوریة الإسلامية في إيران في مصر بمراسم التشییع.

وقدم أعضاء مكتب رعایة المصالح الإيرانية في القاهرة خلال هذه المراسم مواساة وتعاطف الحكومة والشعب الإيراني مع أبناء وأسرة «هیكل».

من جانبها، نعت كل من الرئاسة المصرية ونقابة الصحفيين بمصر و«الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب» و«جامعة الدول العربية» و«البرلمان العربي» والرئاسة الفلسطينية و«حزب الله» اللبناني «هيكل»، الذي توفي في وقت سابق أمس الأربعاء، عن عمر ناهز 93 عاما بعد صراع مع المرض.

وقال «نبيل العربي»، الأمين العام لـ«الجامعة العربية»، إن «هيكل له دور بارز من خلال مسؤولياته الحكومية في الدولة المصرية، أو على الصعيد الفكري، وإسهاماته الكبرى في الحياة العربية المعاصرة، التي امتدت لما يقارب ثمانية عقود، وما قام به من جهود متصلة على الصعيدين الإقليمي والدولي للانتصار لقضايا الأمة العربية».

ولفت «أحمد الجروان»، رئيس «البرلمان العربي»، أن هيكل أثرى الإعلام في مصر، والعالم العربي، على مدى أكثر من نصف قرن، وعرف بتحليلاته السياسية القيمة لمختلف الأحداث والقضايا الهامة.

واعتبر الرئيس الفلسطيني، «محمود عباس»، «هيكل»، بأنه مسيرة حافلة بالعطاء، على مدار أكثر من نصف قرن، من العمل الصحفي والإعلامي، والنضال السياسي الوطني والقومي الموصول، من أجل رفعة وطنه وعزة شعبه، ودفاعا عن قضايا أمتنا العادلة بفكره وقلمه وبمواقفه المبدئية.

كما نعى بيان صادر عن «حزب الله» اللبناني «هيكل»، مشيرا أن الراحل كان مدرسة في السياسة الوطنية، والالتزام المهني الرفيع، والإيمان القومي الصادق بقضايا الأمة.

وقال «حزب الله» إن «العلاقة العميقة، التي كانت تربطه (أي هيكل) بالمقاومة وقيادتها، على خط الوحدة، والجهاد والانتصار، سوف تبقى في وجداننا وعقولنا، كما أن أفكاره وكتاباته، ومواقفه وتاريخه السياسي والمهني الرفيع، تبقى نبراسا مضيئا في الحاضر والمستقبل بقدر ما ستبقى محفورة في التاريخ العربي المعاصر».

ووصفت الرئاسة المصرية «هيكل» بأنه كان علما صحفيا قديرا، أثرى الصحافة المصرية والعربية بكتاباته وتحليلاته السياسية، التي تناولت فترات ممتدة من تاريخ مصر والأمة العربية.

ونعته نقابة الصحفيين قائلة في بيان إنه أعطى للإنسانية وللأمة العربية ولمصر جهده وفكره وصلابة موقفه وريادته الفذة في مهنة الصحافة وفي الكتابة الصحفية.

وعمل «هيكل»، الذي ينحدر من إحدى قرى محافظة القليوبية (شمالي القاهرة)، في الصحافة منذ عام 1942، ورأس تحرير عدد من الصحف والمجلات المصرية من أبرزها «آخر ساعة»، و«الأهرام»، واستمر في رئاسة تحرير الأخيرة 17 عاما، وعين الراحل وزيرا للإعلام عام 1970، كما أضيفت له وزارة الخارجية أسبوعين في غياب وزيرها الأصلي آنذاك «محمود رياض».

وصدرت لـ«هيكل» عشرات الكتب التي تجمع بين التوثيق والتأريخ والشهادة، ومن أبرز كتبه وأكثرها مبيعا «خريف الغضب» و«مدافع آية الله».

وخلال رحلة طويلة بين الصحافة والسياسة كان «هيكل» صديقا مقربا لملوك ورؤساء، أبرزهم الرئيس المصري الراحل «جمال عبدالناصر» وملك الأردن الراحل «عبدالله الأول»، وأول رئيس للجزائر بعد الاستقلال «أحمد بن بلة»، وآخر شاه في إيران «محمد رضا بهلوي»، وزعيم الثورة الإيرانية آية الله «الخميني»، كما كان صديقا للرئيس الفرنسي الراحل «فرانسوا ميتران».

وحول الأحداث الجارية، أعرب «هيكل» خلال لقاء تلفزيوني أواخر العام الماضي، عن استيائه من دول الخليج لأنها وبحسب زعمه «لم توظف القوة المالية بشكل جيد لخدمة الدور الدولي والإقليمي للمنطقة».

واتهم دول «التحالف العربي» بتدمير اليمن قائلا: إن «الغارات الجوية دمرت ما استطاع الشعب اليمني إنجازه في 100 عام، وما قامت به الدول العربية في اليمن خاضوه بالوكالة عن أمريكا».

وانتهز «هيكل» المعروف بموالته لإيران، اللقاء ليمدح طهران حيث وصفها بأنها «دولة كبرى تحررت من أوامر الغرب»، مشيرا إلى أنه «من الخطأ أن يكون الخلاف المذهبي له علاقة بتوجهات مصر الاستراتيجية، وأن معاداة العرب لإيران جاءت بعد خروجها من طوع الغرب».

كما انتقد «هيكل» غارات «التحالف العربي» الذي تقوده السعودية في اليمن، داعيا الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» إلى زيارة سوريا، وإقامة علاقات مع إيران.

وحول الأزمة السورية، قال «هيكل»، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي: «أعتقد أن هناك تقصيرا ولننسى بشار الأسد الآن، فنحن أمامنا سوريا، وكنت أتمنى أن يكون دورنا أكثر نشاطا».

ودعا «هيكل»، «السيسى» إلى زيارة دمشق، معتبرا أنه «ليس بالضرورة أنه عندما يذهب الرئيس لبلد أن يعنى هذا أنه يدعم موقفها، لكن ممكن أن يكون ذلك بهدف تقديم نصيحة»، وقال إن «خروج بشار الأسد لن يأتي بالاقتلاع، ولا بد أن يأتي بالاقتناع».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

محمد حسنين هيكل مصر إيران حزب الله الجامعة العربية البرلمان العربي عبدالفتاح السيسي سوريا اليمن

«هيكل»: دول الخليج لم توظف قوتها المالية بشكل جيد والتحالف العربي دمر اليمن

«هيكل» يهاجم «التحالف الإسلامي» بقيادة السعودية ويعتبره «متخبطا وبلا رؤية»

إعلامي سعودي لـ«هيكل»: نشتري لكم السلاح ولولا «رزنا» لسقطت مصر

«هيكل» ينتقد غارات التحالف في اليمن ويدعو «السيسي» لزيارة سوريا

«الفوزان» ينتقد الإعلام السعودي: انشغلتم بالتحرش بدلا من الرد على «المجرم هيكل»

«دويتشه فيله»: هل نيران «هيكل» دليل تأزم علاقات مصر والسعودية؟

«خاشقجي»: «هيكل» ليس خرفا ويوجه المسؤولين المصريين

تصريحات هيكل لصحيفة «السفير» عن السعودية وإيران تثير جدلا واسعا

أمير سعودي ردا على «هيكل»: «حذاء الملك سلمان أشرف وأكرم من تاريخك كله»

«هيكل»: «سلمان» ليس حاضرا والصغار متكبرون والنظام السعودي غير قابل للبقاء

الملك السعودي يعزي في وفاة «هيكل» صاحب الانتقادات المتكررة لسياساته

«هيكل» بعيون سعودية.. لا يختصر بسنواته الأخيرة

في وداع «هيكل»

وفد من «حزب الله» اللبناني يزور القاهرة للعزاء في «هيكل»

وزير الدفاع الإيراني ينعي جنودا قضوا في حادث سير جنوبي البلاد