أثارت صور ومقطع فيديو تمثال "أبوالهول" الأثري في مصر، وهو "مغمض العينين"، موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، دفعت وزارة الآثار وخبراء للتعليق.

ووفقا لموقع "مصراوي" (محلي)، نشر حساب على "فيسبوك" الصورة المزعومة، وقال ناشرها إنها التقطت للتمثال "النائم"، السبت.

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، بواقعة عيون "أبوالهول"، مشيرين إلى أن هذه الحادثة النادرة قد تكون مؤشرًا لــ"عواقب سيئة"، أو لعنة من "الفرعون" الجالس وسط الأهرامات، منذ آلاف السنين.

بينما زعم آخرون بأن إغماض "أبوالهول" لعينيه، ينذر بحدوث كارثة في العالم، وإشارة من العالم القديم بحصول حدث مهم.

وأرجع البعض، وبعد مقارنة صوره وهو مغمض العينين بصور قديمة وعيناه مفتوحتان، على أن "لعنة الفراعنة قد حلت".

في المقابل، التقط البعض مقاطع مصورة بالقرب من التمثال لتأكيد عدم صحة المنشورات الكاذبة.

ونقلت صحف محلية، عن مصادر مطلعة بوزارة السياحة والآثار المصرية، قولها إن الصور المنشورة "مفبركة"، وأن كل ما يتردد في هذا الصدد "مجرد ترهات لا أساس لها من الصحة".

وأضافت المصادر أن الهدف من الصور المفبركة "إثارة البلبلة".

فيما أكد كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار "مجدي شلبي"، أن من نشر تلك الصور قام باستخدام برنامج "فوتوشوب" أو قام بتصوير "أبوالهول" بزاوية تصوير معينة، أظهرته نائماً ليس أكثر.

فيما لفت الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات "أحمد عامر"، إلى أن "هذه الصور لا أساس لها من الصحة، وهي مجرد شائعات".

وأضاف: "لم تتغير ملامح أبوالهول منذ آلاف السنين، ولم يتأثر بأي شيء".

فيما كشف مصدر آخر عن أن الصور المتداولة ليست لتمثال "أبوالهول"، بل هي مستنسخ صنع منذ عدة سنوات في الصين، وهي الصورة التي تظهر بها العين غائرة جدا، داعياً الأفراد للذهاب إلى منطقة أهرامات الجيزة وزيارة "أبوالهول" للتأكد من أن جميع الصور المتداولة "فوتوشوب"، وغرضها إثارة الشائعات.

على صعيد آخر، كشف خبراء قانونيون، أن تلك الواقعة وما تم تداوله فيها، تضع مرتكبها تحت طائلة القانون، بل تعرضه لعقوبة جنائية، حال ثبوت ارتكابها بسوء قصد عمدي.

ولفتوا إلى أن نص قانون العقوبات في هذا الشأن، بأنه "يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة وبغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تزيد على 20 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من نشر بسوء قصد أخبارا أو بيانات أو شائعات كاذبة أو أوراقا مصطنعة أو مزورة أو منسوبة كذبا إلى الغير، إذا كان من شأن ذلك تكدير السلم العام أو إثارة الفزع بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة".

وانتشرت التعليقات الطريفة على الواقعة التي لم تكن الأولى في نوعها لأحد أشهر تماثيل مصر والعالم.

ففي 2020، قال عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر "علي جمعة"، إن التمثال يجسد النبي "إدريس".

وعلق على تلك التصريحات، عالم الآثار المصري الشهير "زاهي حواس"، قائلا: "هذه معلومات لا تمت للعلم بصلة، بل رددها الكثيرون من مهووسي الآثار دون دراسة".

ويعد تمثال أبو الهول من أشهر وأقدم التماثيل التاريخية في مصر، ويرجع إلى نحو 2500 قبل الميلاد.

ويقول عنه كبير الأثريين بوزارة الآثار والسياحة "مجدي شاكر"، إنه "أقدم أثر تاريخي" على الأرض، وهو منحوت من نوع حجري ضعيف، لذا يعاد ترميمه أكثر من مرة، وهو ما تم إثباته في التاريخ المصري الفرعوني.

ويؤكد "شاكر" أنها ليست المرة الأولى التي يُثير فيها "أبوالهول" الجدل حوله، لذا يعتبر "تمثال لغز" منذ الحرب العالمية الثانية، بعد صدور كتاب "وصف مصر"، والذي أثار الجدل آنذلك والشغف، لما ناقشه من غموض حول الحضارة المصرية، وما تحمله بين طيات سطور تاريخها.

من الحقائق المثبتة عن "أبوالهول"، حسب "شاكر"، أن به 17 نفقًا، كما أن "أفلاطون" قال إن هناك مدينة مفقودة تقع في أعماق "أبوالهول"، والمعروفة بمدينة "أطلانتس"، لذا سيبقى "أبوالهول" لغزا حير للعلماء والتاريخيين؛ لأنه "قرين" باسم مصر.

وحسب "شاكر"، فإنه بالرغم من أن ما تم تداوله خلال الساعات الماضية ليس له أي صلة بالواقع، "إلا أن ما حدث يعد بمثابة دعاية إيجابية للسياحة المصرية في بلادنا، من باب الإبهار للغرب، لاسيما أنهم يصدقون ويؤمنون بما تحمله الحضارة المصرية من غرائب".

يتابع "شاكر" ويؤكد على "أننا لسنا في زمن المعجزات، ولا في عصر الأنبياء، بالرغم من أننا في القرن الـ 21، إلا أننا ما زلنا نصدق ما ينشر، لكن قد تكون غرابة الحضارة المصرية وأسرارها المكنونة هي العامل الجاذب والمحرك في تصديق المصريين لما تم تداوله".