من هي الملكة نور التي تقف أمام الملك الأردني دفاعا عن نجلها؟

الجمعة 20 مايو 2022 07:58 ص

"بعض الأشياء الأغرب حقا من الخيال يُجرى تداولها الآن"؛ هكذا علقت الملكة "نور"، أرملة العاهل الأردني الراحل الملك "الحسين بن طلال"، ووالدة الأمير "حمزة بن الحسين" على قرارات العاهل الأردني بتقييد إقامة حركة واتصالات نجلها.

جاء ذلك في تغريدة لها عبر حسابها بموقع "تويتر"، دون أن تشير صراحة إلى قرار الملك "عبدالله الثاني"، أو تصريحاته التي قالها في رسالته للشعب الأردني عن الأمير "حمزة".

وأصدر العاهل الأردني الملك "عبدالله الثاني"، الخميس، أمرا ملكيا بتقييد اتصالات وإقامة وتحركات أخيه الأمير "حمزة"، ولي العهد السابق، "بعد استنفاد محاولات التعامل معه" منذ قضية "الفتنة"، واصفا إياه بـ"الأمير الهدام"، بحسب بيان نشره الديوان الملكي الأردني.

فمن هي الملكة "نور"، ولماذا تعيش خارج المملكة، وكيف ترى نجلها الأمير "حمزة" وما يجري معه؟

سلطت التطورات الأخيرة في الأردن الأضواء مجدداً على الملكة "نور الحسين"، الأمريكية الجنسية، وهي الزوجة الرابعة والأخيرة للعاهل الأردني الراحل الملك "حسين".

تزوجت وهي في السابعة والعشرين من العمر، ولكنها صارت أرملة ملكية بعد عقدين، وهي في السابعة والأربعين.

وبعد أكثر من 20 عاماً أخرى من رحيل الملك "حسين"، عادت الملكة، وهي أمريكية المولد، واسمها الأصلي "ليزا نجيب الحلبي"، إلى المشهد من جديد، في خضم التطورات الأخيرة في الأردن، تحيط بنجلها الأكبر الأمير "حمزة".

تشير كل المصادر إلى أنها كانت تأمل يوماً ما أن يخلف والده الملك "حسين"، صاحب الشخصية الكاريزمية، على عرش المملكة الهاشمية.

والملكة "نور"، بأناقتها وهي في التاسعة والستين من العمر، تبدو شخصية غامضة نوعاً ما بعد فترة طويلة من ترملها قضتها بين أمريكا وبريطانيا، وهي تعني ما تقول، وتنغمس في القضايا الإنسانية، ولم تتزوج مرة أخرى.

وبالعودة إلى عام 1978، كانت "ليزا الحلبي" تتمتع بنوع من الملكية الشخصية، فقد كانت ثرية وذات تعليم راق، وأرستقراطية أمريكية تعود لجد لبناني سوري من المهاجرين.

وكان الرئيس الأمريكي الراحل "جون كنيدي" عين والدها "نجيب الحلبي"، رئيساً لهيئة الطيران الفيدرالية آنذاك، ثم صار الأب رئيساً لشركة "بان أمريكان للطيران".

ولكن "ليزا" كانت تتحدث عن حياة طفولة بالمنزل بعيدة عن العاطفية، وصعبة، ثم وقع الطلاق بين والديها في نهاية المطاف.

وجلب كل هذا لها رباطة جأش تميل أحياناً إلى الصلابة.

وكانت "ليزا" ضمن أول دفعة يسمح فيها للفتيات بالدراسة في جامعة برينستون، في عام 1969.

وكان الملك آنذاك أرمل، تزوج قبلها ثلاث مرات وكان يكبرها بـ16 عاماً.

وتوفيت زوجته الثالثة، الملكة "علياء"، في حادث تحطم مروحية في عام 1977.

وكتبت الملكة "نور" في سيرتها الذاتية التي صدرت في عام 2003، تحت عنوان "قفزة إلى الإيمان": "لن أنكر أن فكرة أن أصبح الزوجة الرابعة له، أو لأي شخص آخر، كانت مقلقلة بالنسبة لي".

ولكن نجم عن هذا الزواج شراكة اتسمت بالمساواة، خاصة بحسب المعايير الإقليمية والملكية.

واستمرت هذه الشراكة حتى وفاة الملك "حسين" (7 فبراير/شباط 1999)، أي أطول مما استمرت الزيجات الثلاثة السابقة للملك مجتمعة.

وشعر معظم الأردنيين بالشك في بادئ الأمر تجاه هذه المرأة أجنبية المولد والنشأة، والتي تحولت من المسيحية إلى الإسلام، ولكنها كانت مصممة على كسب ود أبناء وطنها الجديد.

وتمكنت من إتقان اللغة العربية، والتقاليد والإيماءات الخاصة بالثقافة المُحافِظة في الأردن.

وسعت الملكة "نور"، في نفس الوقت، إلى انتهاج إصلاحات تقدمية، شملت التمكين الاقتصادي للمرأة البدوية، وأثارت دهشة واستنكار الأردنيين وهي تجلس خلف الملك على دراجته النارية، عارية الشعر.

ولكنها كانت ملتزمة بالتقاليد، وأثناء تشييع جنازة زوجها في عام 1999، ظهرت الملكة وقد تخلت عن مساحيق التجميل، وارتدت ملابس ناصعة البياض، وكانت تميل برأسها بشكل متكرر للمعزين، وكأنها هي التي تعزيهم.

وفي الخارج، ساعد سحر الملكة "نور"، مثلها في ذلك مثل "جاكي كنيدي"، في تعزيز صورة الأردن، وساهمت بشخصيتها في تشكيل صورته كجزيرة للاعتدال والاستقرار النسبي، وأيضاً كحليف مهم لواشنطن.

ورغم وصف المقربين من الملكة "نور" لها على أنها ذات طبيعة تحليلية هادئة، وذات قدرة على تتبع أهدافها بشكل منظم، ربما فوجئت هي نفسها ذات يوم بأزمة مرض الملك الذي أودى بحياته، وما يعنيه ذلك فيما يتعلق بتسلسل الخلافة على العرش.

وخلال الأيام الأخيرة من حياته، قام الملك "حسين" بتنحية شقيقه الأمير "الحسن بن طلال" من ولاية العهد، وأسندها للأمير "عبدالله بن الحسين"، نجل الملك من زوجته الثانية (ذات الأصل البريطاني) الأميرة "منى".

وفي خطوة نظر إليها على نطاق واسع على أنها هدية للملكة "نور الحسين"، قام الملك بتعيين نجلهما الأمير "حمزة" تالياً في ولاية العهد بعد "عبدالله".

وحسب تقرير سابق لصحيفة "لوس أنجليس تايمز"، فإنه ليس هناك شك في أن الملكة "نور" قامت بتربية "حمزة" لتأهله لأن يكون ملكاً.

ويعتقد مراقبون تابعوا تطورات الأوضاع في المنطقة لفترة طويلة، أن الملكة "نور" ربما لم تتوقع أن يصبح الملك "عبدالله" محبوباً وفعالاً خلال السنوات الأولى من حكمه، كما حدث بالفعل.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الملكة نور الأمير حمزة الأردن

الملكة نور تدافع عن الأمير حمزة: تعرض لحملة تضليل إعلامي

تصعيد جديد من الملكة نور ضد ملك الأردن.. ماذا قالت؟

مواقع التواصل الاجتماعي على خط الأزمة.. قضية الأمير حمزة تثير الجدل في الأردن

الأردن.. الملكة نور تعلق مجددا على قرار تقييد تحركات الأمير حمزة