سددت شركة المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا» الإماراتية شبه الحكومية والتي تدير أحد أكبر المناطق الحرة في الشرق الأوسط، اليوم الإثنين، قرضا إسلاميا بملياري درهم (544.6 مليون دولار) لعدد من البنوك قبل نحو أربع سنوات ونصف السنة من تاريخ استحقاقه.
وقال «سلطان أحمد بن سليم» رئيس مجلس إدارة المناطق الاقتصادية العالمية «الشركة الأم لجافزا» إن «سداد المنطقة الحرة لجبل علي القرض قبل الموعد المحدد يعد إنجازا بالغ الأهمية في تاريخ المنطقة الحرة، ويعزز التزامها الحقيقي تجاه المساهمين وحكومة دبي لتخفيض ديون مجموعة دبي العالمية»، لافتا إلى أن «استمرار الأداء القوي للعمليات التشغيلية في المنطقة الحرة مكنها من رفع عائداتها ودفع ديونها قبل تاريخ الاستحقاق»، وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية «وام».
وأضاف أن التحسن المستمر في أداء «جافزا» يعكس مدى التقدم المحقق في استقطاب الشركات العالمية من خلال تميز الخدمات التي تقدمها المنطقة الحرة لجبل علي للمستثمرين والشركات من كافة أنحاء العالم.
وتابع قائلا «تواكب جافزا تحول دبي إلى المدينة الأذكى عالميا وتعمل على تطوير واستخدام أحدث التطبيقات الذكية لتقنية المعلومات لتوفير أفضل المستويات العالمية من الخدمات والتسهيلات للمتعاملين».
وأوضح أن قدرة «جافزا» على السداد المبكر لهذا القرض «تظهر متانة الوضع المالي للشركة وتميزها في الأداء التشغيلي ما يجعل المنطقة الحرة لجبل على تواصل التقدم لتعزز مكانتها المتميزة بين المناطق الحرة عالميا وإقليميا وتدعم دور دبي كمركز عالمي وإقليمي للتجارة والاستثمار الدولي»، مشيرا إلى أن «جافزا أصبحت مقصدا مفضلا لأهم الشركات العالمية التي تتنافس للاستفادة من الميزات التي تقدمها المنطقة للانطلاق منها إلى الأسواق العالمية في أوروبا وآسيا وأفريقيا».
وأعرب عن شكر المنطقة الحرة لجبل علي لجميع البنوك التي وضعت ثقتها في المنطقة الحرة عبر إقراضها 4 مليارات و400 مليون درهم في وقت كان السوق يعاني من ظروف صعبة منتصف عام 2012، موضحا أنه «بعد سداد هذا القرض يتبقى تمويل واحد فقط للصكوك يستحق دفعه في يونيو 2019 بقيمة 650 مليون دولار».
وتم ترتيب صفقة القرض الإسلامي لجافزا الذي تبلغ قيمته ملياري درهم في يونيو/حزيران 2012 لإعادة تمويل جزء من صكوك بقيمة ملياري دولار أصدرتها الشركة في 2007.
وكان هذا القرض قد جاء في إطار حزمة جنبت جافزا تخلفا محتملا عن السداد في 2012، ويظهر السداد المبكر للقرض تباينا بين الكيانات شبه الحكومية في دبي منذ أسوأ أزمة ديون سيادية تشهدها الإمارة في نهاية العقد السابق وأوائل العقد الحالي.
وتقع «جافزا» جنوب إمارة دبي، بين ميناء جبل علي – أحد أكبر عشرة موانئ بحرية في العالم – ومطار آل مكتوم الدولي – أكبر مطار شحن في العالم- وهي المنطقة الحرة الوحيدة التي تقع بين كيانين لوجستيين كبيرين، وتتيح لعملائها أسرع وصول ممكن إلى سوق تضم 2 مليار مستهلك في جنوبي وغربي آسيا، ودول الكومنولث المستقلة، وإفريقيا وغيرها من البلدان.
وخلال العام الماضي، شهدت المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا» نمواً في عدد الشركات الجديدة بنسبة 17%، مقارنة بعام 2013، حيث انضم إليها 679 شركة جديدة، ومن أبرز الشركات التركية العاملة في جافزا، «اكسا باور جنريشن»، «انكو انترناشونال»، «كالي كيليت»، و«بانفيت للأغذية».
وبلغ إجمالي تجارة شركات «جافزا» في العام الماضي نحو 100 مليار دولار، مستحوذة بذلك على ربع تجارة دبي، وما يقرب من نصف صادرات الإمارة، فيما تصل مساهمة المنطقة الحرة من الناتج الإجمالي لدبي إلى أكثر من 20.6%.
