هل ينوي «حزب الله» الرد على (إسرائيل) بعد اغتيال «سمير القنطار»؟

الأربعاء 23 ديسمبر 2015 09:12 ص

تم اغتيال الناشط البارز في حزب الله «سمير القنطار» في سوريا في 21 ديسمبر/كانون الأول الحالي في غارة جوية إسرائيلية مزعومة ضد منزله في ضواحي دمشق. وامتنع الجيش الإسرائيلي عن تأكيد مسؤوليته عن الضربة بينما تعهد حزب الله بالرد. كل من (إسرائيل) وحزب الله يسعيان إلى تجنب حرب شاملة ومن المرجح أن يكونا قادرين على القيام بذلك. ومع ذلك، فإن عملية الاغتيال تسلط الضوء على النزاع الدائر منذ فترة طويلة بين الجانبين ومخاطر التصعيد المحتمل.

على الرغم من (إسرائيل) لم تؤكد مزاعم حزب الله حول مسؤوليتها عن الهجوم الجوي، فقد كانت القوات الإسرائيلية هي المسؤولة على الأرجح عن عملية القتل. زعمت جماعة متمردة سورية تابعة للجيش السوري الحر مسؤوليتها عن تنفيذ الهجوم، ولكن الضربة التي شملت مشاركة 4 صواريخ بعيدة المدى استهدفت مبنى سكني وأسفرت عن الحد الأدنى من الأضرار الجانبية، تتجاوز بشكل كبير قدرة المتمردين. كما إن (إسرائيل) لديها الدوافع لاغتيال القنطار أيضا. وفقا لمصادر استخباراتية غربية فإنه كان يخطط لهجوم «إرهابي» كبير ضد (إسرائيل) في مرتفعات الجولان.

و«القنطار» هو ناشط درزي لبناني، والذي قضى 30 عاما في السجون الإسرائيلية لدوره في تنفيذ عملية خطف وقتل في بلدة قريبة من لبنان خلال هجوم لجبهة التحرير الفلسطينية في عام 1979. وقد تم إطلاق سراحه في عملية تبادل للأسرى عام 2008، وانضم إلى حزب الله بعد فترة وجيزة. أصبح «القنطار» أحد أبرز أعضاء حزب الله الذين يقاتلون نيابة عن حكومة الرئيس السوري «بشار الأسد» في سوريا، وكذا المسؤول عن البنية التحتية للهجوم على (إسرائيل) في مرتفعات الجولان. في الآونة الأخيرة، أصبح القنطار مسؤولا عن التعامل مع قوات الدفاع الوطني، وهي قوات الخدمة العسكرية التطوعية التي تنظمها الحكومة السورية ويشرف الحرس الثوري الإيراني على تدريبها. كما يتم الإشراف عليها من قبل قائد فيلق القدس اللواء «قاسم سليماني». الهدف الآخر للضربات الإسرائيلية، «فرحان الشعلان»، يرتبط أيضا مع قوات الدفاع الوطني السورية.

وأدان زعيم حزب الله «حسن نصر الله» وموالين للحكومة السورية (إسرائيل) بسبب الهجوم، ووعد «نصر الله» بالرد على الأمر في الوقت المناسب. قامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة)، وهي فرع سوري منشق عن جماعة فلسطينية تحمل نفس الاسم، بإطلاق ثلاثة صواريخ كاتيوشا. رد الجيش الإسرائيلي على الفور بإطلاق قذائف مدفعية على جنوب لبنان. تدعم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) الحكومة السورية إلى جانب حزب الله، ولكن أهدافها الرئيسية تتمحور حول مهاجمة (إسرائيل). وبالتالي فإنه من المحتمل أنها كانت تدعم الاستعدادات التي يشرف عليها القنطار في مرتفعات الجولان. وكانت هذه الخطط هي الدافع الأساسي لإسرائيل في استهداف القنطار، رغم عضويته في حزب الله وارتباطه بقوات الدفاع الوطني السورية.

اغتيال «القنطار» قد يحفز رد فعل من الجماعات الفلسطينية المسلحة الأخرى، ولكن حزب الله حريص على تجنب فتح جبهة ثانية مع (إسرائيل) جنبا إلى جنب مع التزامه الثقيل في سوريا. كان هدف حزب الله منذ فترة طويلة هو حرمان (إسرائيل) من قدرتها على ضرب المجموعة. في الواقع، سعى حزب الله لتحديد مستوى الردع الذي يدفع (إسرائيل) إلى التفكير مليا في تكاليف أي الانتقام المحتمل. هناك دلائل على أن حزب الله نجح جزئيا في تحقيق هذا الهدف. على الرغم من أن (إسرائيل) قد واصلت غاراتها في سوريا، فقد تجنبت في معظمها استهداف مخزونات حزب الله في لبنان أو زيادة معدل هجماتها ضد التنظيم في سوريا.

مع هذا الهجوم الحديث، فقد تعهد حزب الله بالانتقام، وهناك احتمال على أن التنظيم سوف يسعى إلى الرد من أجل الحفاظ على توازن الردع. على الرغم من تعهده بالانتقام، فإن التنظيم سوف يعاير بدقة خطوته القادمة لتجنب التسبب في صراع أوسع نطاقا مع (إسرائيل). بدلا من المخاطرة بهجوم مضاد شامل ضد (إسرائيل)، فإنه من المرجح أن يلجأ التنظيم إلى تبني عملية محدودة. هذا يمكن أن يكون مماثلا لحادثة مزارع شبعا في يناير/كانون الثاني، حين حاول مسلحون دورية إسرائيلية بالصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، مما أسفر عن مقتل اثنين منهم في هذه العملية. كان هذا الهجوم ردا على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف أعضاء من حزب الله وضباط إيرانيين في القنيطرة قبل ذلك بعشرة أيام.

من جانبها، يبدو أن (إسرائيل) أيضا تريد تجنب التصعيد. والدليل على ذلك أن (إسرائيل) لم تتعمد توجيه ضربات إلى حزب الله بينما كان يتقدم ببطء في سوريا. وحتى مع ذلك، فإن (إسرائيل) تبدو على استعداد للانتقام عن طريق تحريك بطارية إضافية من القبة الحديدية إلى الشمال وشن هجمات مضادة ضد أهداف للمتشددين بالتزامن مع ضربات مدفعية وغارات جوية. في خضم كل هذه الحركات والعمليات الحسابية، يظل خطر وقوع هجمات تخرج عن نطاق السيطرة وتؤدي إلى صراع أوسع، حتى لو كان كلا الجانبين يعمل على تجنبه.

 

  كلمات مفتاحية

حزب الله (إسرائيل) سمير القنطار

تصـفية سـمير القنطار .. محسوبة

«حزب الله» يشيع «سمير القنطار» في معقله جنوب بيروت

باحث فلسطيني: اغتيال «القنطار» في سوريا جاء بالتنسيق بين روسيا و(إسرائيل)

نشطاء «تويتر» عن مقتل «القنطار»: ماذا فعل الشعب السوري لتقاتله؟

«حزب الله» يؤكد مقتل «سمير القنطار» في سوريا و(إسرائيل) ترحب

عن روسيا و(إسرائيل) وسمير القنطار

«حزب الله»: (إسرائيل) اخطأت بقتل «القنطار» وسنرد عليها مهما كانت التبعات

موقع استخباراتي إسرائيلي يرجح وقوف «سليماني» وراء اغتيال «مصطفى بدر الدين»