وثيقة: توبيخ قطري سعودي للدول الخمس الكبرى بسبب سوريا

السبت 26 ديسمبر 2015 04:12 ص

كشفت نسخة من محضر الاجتماع الذي ضم وزراء خارجية عدد من دول الشرق الأوسط ونظرائهم الأوروبيين «أصدقاء سوريا» في مدينة نيويورك الأمريكية الأسبوع الماضي، عن توبيخ السعودية وقطر، للدول الكبرى ومجلس الأمن بسبب الأوضاع في سوريا.

وتضمنت الوثيقة التي نشرها موقع «عربي21»، حديثا لوزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»، والقطري «خالد بن محمد العطية» لنظرائهم الأوروبيين والغربيين، أقرب إلى التوبيخ بسبب المواقف من سوريا، ونظام «بشار الأسد».

وبحسب محضر الاجتماع، فقال «الجبير» إن «الحرب على تنظيم داعش (الدولة الإسلامية) لا يمكن أن تنجح ما دام نظام الأسد قائما في سوريا»، في إشارة واضحة منه إلى فشل السياسات الغربية تجاه سوريا، واستحالة نجاح التحالف الدولي في القضاء على التنظيم الذي أصبحت الإطاحة به هي الأولوية لدى الدول الغربية والقوى العالمية الكبرى.

أما الوزير القطري «خالد بن محمد العطية»، فقال موجها كلامه لدول مجلس الأمن، خلال الاجتماع: «أنتم الخمسة دائمو العضوية تملكون حق الفيتو، وأنتم القوة العسكرية الأكبر، وقرارات مجلس الأمن في يدكم، ومصير الأمم في يدكم، وبصلاحياتكم هذه تستطيعون تطبيق نظرية دايتون وفرض النموذج الصربي في سوريا.. حقا إذا أردتم فأنتم تستطيعون خلق سوريا جديدة».

وتساءل الوزير القطري عن مشروع تقسيم سوريا، ومشروع النظام لبناء دولته العلوية: «هل في اعتقادكم أن الشعب السوري الذي قاتل بقوة لـ5 أعوام ساعيا للحفاظ على قوة واستقلالية بلده سيقبل بهذا؟، وهل العرب أيضا سيقبلون بهذا؟». 

وأكد «العطية»، بحسب الوثيقة، أن «الشعب السوري مستعد لأن يقاتل لـ100 سنة ضد بطش النظام وبطش داعش، وإذا لزم الأمر سيقاتلون بطش مجلس الأمن وقراراته».

وتابع: «الشعب السوري يفهم لغة المصالح، والحل الوحيد بيدكم أنتم الخمسة دائمو العضوية»، وأضاف: «نحن لا نملك القوة العسكرية التي لديكم ولا قوة الفيتو، ولكن ما نملكه هو قوة التأثير على شرفاء سوريا الذين يثقون بنا».

وانتهى «العطية» إلى القول مخاطبا ممثلي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن: «ليس لدي ما أقوله سوى عرض واحد لكم، وهو أن تجلسوا أنتم الدول الخمس مع شرفاء سوريا، تسمعون منهم، سوف يراعون مصالحكم مقابل إعطائهم حريتهم وحقهم في تقرير مصيرهم، ونحن بدورنا سنمهد وننسق لهذا اللقاء».

أما وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، فقال أمام ممثلي الدول الكبرى ووزراء بعض الدول خلال الاجتماع: «ما أراه اليوم أصابني بالقلق والإزعاج، أصبحنا نتحدث عن الأسد كأنه جزء من الحل وليس كأنه المشكلة الأساسية».

وتابع «أوغلو»: «نحن نعيش الأزمة السورية منذ خمسة أعوام، نستيقظ وننام ولا تفارق أذهاننا مأساة الشعب السوري الشقيق.. لا نستطيع أن نجلس هنا اليوم وأن نتحدث عن مستقبل الشعب السوري.. إن حق تقرير مصير الشعب السوري بيدهم هم».

ويعد هذا اللقاء هو الثالث لـ«أصدقاء سوريا»، الذي انعقد عن الدول الكبرى، في 18 ديسمبر/ كانون أول الجاري، في إطار الاستعدادات لتنظيم مفاوضات بين المعارضة والنظام في سوريا، وهو الاجتماع الذي لم يتسرب عنه الكثير لوسائل الإعلام ولم تتمكن أي من وكالات الأنباء من تغطيته كاملا على الرغم من انعقاده في نيويورك.

وعقب الاجتماع، أصدر مجلس الأمن، قرارا بالإجماع يضع خريطة طريق لعملية الانتقال السياسي في سوريا.

وبموجب القرار، يدعو الأمين العام للأمم المتحدة ممثلي النظام والمعارضة للمشاركة بشكل عاجل في مفاوضات رسمية بشأن مسار الانتقال السياسي، على أن تبدأ هذه المفاوضات مطلع يناير/ كانون الثاني المقبل.

ولم يشر القرار إلى مستقبل «بشار الأسد» وبقائه في السلطة، وهي نقطة خلاف واضحة بين واشنطن وموسكو، حيث تريد واشنطن من «الأسد» أن يرحل، بينما تقول موسكو إن الشعب السوري هو الذي يقرر مستقبل «الأسد».

ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاما من حكم عائلة «الأسد»، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ودفع سوريا إلى دوامة من العنف، ما أسفر عن مقتل أكثر من 250 ألف، بحسب إحصائيات أممية.

ودخلت الأزمة منعطفا جديدا، عقب بدء روسيا بمهاجمة مدن وبلدات ومواقع في سوريا، منذ نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وتقول موسكو إن هذا التدخل «يستهدف مراكز تنظيم الدولة الإسلامية» الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن، وعواصم غربية، وقوى المعارضة السورية التي تقول بدورها إن أكثر من 90% من الأهداف التي يضربها الطيران الروسي لا يوجد التنظيم فيها، وإنما تستهدف المعارضة، ومواقع للجيش للحر.

  كلمات مفتاحية

سوريا السعودية قطر مجلس الأمن تقسيم سوريا تركيا بشار الأسد

روسيا: نفذنا 5240 طلعة جوية منذ بدء التدخل العسكري في سوريا

تأييد أممي لقرار سعودي حول حقوق الإنسان في سوريا .. والجزائر تعترض

لجنة أممية تتبنى مشروع قرار سعودي يدين انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا

«الأسد» هو الحل؟ فليتوقف عن مهاجمة المدنيين

«مجلس الأمن الدولي» يدين مهاجمة المدنيين واستخدام البراميل المتفجرة بسوريا

مبعوث «بوتين» للأزمة السورية يغادر القاهرة متجها إلى أبوظبي

لماذا استهدفت روسيا مؤتمر الرياض؟