أظهرت بيانات شركة "فورتيكسا" للتحليلات النفطية، الأربعاء، أن دول الشرق الأوسط رفعت صادرات روسيا النفطية لأعلى مستوى لها منذ عام 2016.

وأوردت البيانات أن تدفقات النفط الروسية ارتفعت، منذ فبراير/شباط الماضي، وبشكل شهريّ، إلى الشرق الأوسط، بالتزامن مع بدء الحرب في أوكرانيا، وبلغت في يونيو/حزيران الماضي 155 ألف برميل يومياً، ذهب أكثر من ثلثها إلى مركز تجارة وتخزين النفط في الفجيرة الإماراتية، حسبما أوردته وكالة "بلومبرج".

وأوضحت الوكالة الأمريكية أن صادرات النفط الروسية، التي تتجنبها دول كثيرة في أوروبا، سرعان ما تسلك سبيلها نحو وجهة جديدة، هي الشرق الأوسط.

ورغم أن شحنات المنتجات البترولية الروسية إلى الشرق الأوسط ليست جديدة، فإنّ التدفقات الأخيرة تبرز تأثير الحرب في تغيير مسار التجارة القائم منذ فترة طويلة، وخلق فرص جديدة للتجار.

فقد حظرت الولايات المتحدة بالفعل الوقود الروسي، في الوقت الذي يفرض فيه عديد من الشركات الأوروبية من تلقاء أنفسها العقوبات على موسكو. ومن المقرر أن يحظر الاتحاد الأوروبي وبريطانيا الواردات المنقولة بحراً من روسيا.

وتفيد بيانات "فورتيكسا" بأن صادرات الوقود الروسي إلى الشرق الأوسط في طريقها لتخطي الرقم القياسي لشهر يونيو/حزيران، إذ تجاوزت 220 ألف برميل يومياً في الفترة من 1 إلى 11 يوليو/تموز الجاري.

ومع ذلك، تظل الصادرات إلى الشرق الأوسط جزءاً يسيراً من إجمالي صادرات المنتجات النفطية الروسية، كما أنها أبعد ما يكون عن تعويض الانخفاض في واردات أوروبا من روسيا، التي انخفضت بأكثر من نصف مليون برميل يومياً بين شهرَي فبراير/شباط ويونيو/حزيران الماضيين.

ومعظم واردات الشرق الأوسط من روسيا عبارة عن زيت الوقود، وهي عبارة عن بقايا ناتجة عن عمليات التكرير، وغالباً ما تُستخدم في توليد الطاقة والشحن.

وتُظهِر بيانات "فورتيكسا" أن هذه الواردات تشمل أيضاً البنزين ووقود الطائرات والديزل، فضلاً عن المنتجات الأقل شهرة.

ومن جانبه، توقع "جوناثان ليتش"، محلل سوق النفط في شركة "تيرنر ميسون"، أن "يزداد تدفق الوقود الروسي، لا سيما الديزل"، مع الاقتراب من نهاية العام، مضيفاً أنه من المحتمل أن تؤمّن روسيا شحنات المنتجات البترولية.

وأضاف: "بالنظر إلى المستقبل فإن تجارة وقود الديزل غير الخاضعة للعقوبات ستشمل شحنات روسية متجهة إلى منطقة الخليج العربي لتفريغها هناك، ومن ثم تنقل سفينة أخرى الديزل المنتج في الشرق الأوسط إلى أوروبا.. لكن ستكون مناطق رمادية، إذ يُحتمل أن يجري نقل المنتج الروسي نفسه بهذه الآلية".

وحسب "كوين ويسلز"، محلل منتجات النفط البارز في "إنيرجي أسبكتس"، فإنه "ليس من السهل تتبع ما يحدث للوقود القادم من روسيا بمجرد تفريغه في الفجيرة، فبعدما يصبح في الخزان يمكن خلطه بزيت آخر، ما يجعل من الصعب تتبع جزيئات النفط روسية الأصل".

ويرى "ويسلز" أنه من المحتمل أن تستمر التدفقات الروسية إلى الشرق الأوسط في الوقت الحالي، لكنه رجّح أن تتباطأ في نهاية المطاف بسبب القيود المستقبلية المتعلقة بتأمين الشحن، إذ ستعتمد روسيا بعد ذلك في الغالب على أسطولها الخاص لنقل الشحنات.