رفض رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط المقال "مصطفى صنع الله"، الأربعاء، قرار حكومة الوحدة الوطنية بتنحيته من منصبه، مشددا على أنه "باق في المؤسسة".
جاء ذلك في كلمة مرئية بثتها صفحة المؤسسة في "فيسبوك"، مساء اليوم، وذلك بعد وصوله إلى مقر المؤسسة في العاصمة طرابلس إثر عودته من أداء مناسك الحج.
والثلاثاء، قررت حكومة الوحدة الوطنية الليبية تعيين "فرحات بن قدارة" مكان "صنع الله" في رئاسة المؤسسة الوطنية للنفط، مما يثير المخاوف من جر المؤسسة المسؤولة عن إنتاج النفط إلى المواجهة السياسية الطاحنة في البلاد.
كما شكل رئيس وزراء حكومة الوحدة "عبد الحميد الدبيبة" لجنة لإدارة عملية الانتقال إلى مجلس الإدارة الجديد، بحسب بيان نُشر على موقع وزارة النفط.
وبهذا الصدد، وصف "صنع الله"، حكومة الوحدة برئاسة "عبد الحميد الدبيبة"، بمنتهية الولاية واتهمها بالتلاعب بالمؤسسة.
وقال: إن "المؤسسة الوطنية للنفط ملك للشعب الليبي وليس لعائلة الدبيبة، وأن المؤسسة أكبر من حكومة الدبيبة"، حسب وصفه.
وأشار "صنع الله" إلى أن الدبيبة يريد التفريط بالمؤسسة الوطنية للنفط وتسليمها للإمارات، لافتاً إلى أن هناك صفقات قامت بها الحكومة منتهية الولاية في الإمارات.
وأضاف أن الإمارات متحالفة مع "الدبيبة" الذي يعتقد أنه يمكنه استخدام المؤسسة كمطية له، وفق قوله.
واعتبر "صنع الله" أن "الدبيبة" كلف "فرحات بن قدراة" رئيسا للمؤسسة لإرضاء الإمارات ولضمان البقاء في رئاسة الحكومة.
وحذَّر المسؤول الليبي من المساس أو الاقتراب من مقر المؤسسة الوطنية للنفط، مضيفا "أنا باق في المؤسسة ولا أحد يستطيع التعدي على مقرها".
ومساء الأربعاء، نشرت المؤسسة الوطنية للنفط عبر صفحتها في "فيسبوك"، صورا لـ"صنع الله" تظهر استقباله من موظفي المؤسسة.
كما وصف بيان للمؤسسة النفطية "صنع الله" بعد عودته من أداء مناسك الحج بأنه الرئيس ولم يشر إلى قرار إقالته.
والسيطرة على إيرادات ليبيا النفطية من خلال مؤسسة النفط والبنك المركزي هي الجائزة الرئيسية للفصائل المتناحرة منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأدت إلى فوضى وعنف على مدى سنوات في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا.
وفي مارس/ آذار، عين البرلمان الذي يتخذ من الشرق مقرا له حكومة بقيادة "فتحي باشاغا" بدلا من حكومة "الدبيبة"، لكن الأخير رفض التنحي عن السلطة.
ويعني الصراع على السلطة، والأسئلة حول شرعية جميع المؤسسات السياسية الليبية، أن أي قرارات وطنية كبرى مثل استبدال مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط قد تؤدي إلى ردود فعل واسعة النطاق.
وفي بيان منفصل، قالت المؤسسة الوطنية للنفط أمس الثلاثاء إنها ستستأنف صادرات الخام من ميناءين وتأمل في استئناف الإنتاج من حقول مغلقة قريبا.
لكن الجماعات المشاركة في عمليات الإغلاق رفضت هذا البيان يوم الأربعاء في رسالة مصورة.
وكانت الجماعات قد طالبت في السابق "الدبيبة" بالاستقالة لصالح "باشاغا"، ويقول دبلوماسيون إنهم متحالفون مع "خليفة حفتر" قائد قوات شرق ليبيا.
ويتوقع محللون أن تعيين "بن قدارة" لإدارة المؤسسة الوطنية للنفط، قد يكون محاولة من جانب "الدبيبة" لترسيخ وضعه في طرابلس، نظرا إلى أن "بن قدارة" كان قبل عام 2011 محافظا للبنك المركزي وهو حليف معروف لـ"حفتر"