نجحت محافظة جدة الأربعاء في تجاوز حال الأمطار الغزيرة التي هطلت عليها الثلاثاء، بعد أن وزعت الآليات في جميع النقاط الحرجة ومواقع تجمع المياه وسحبها من الشوارع مما ساهم في انسيابية الحركة المرورية.

ولم يتم تسجيل حالات غرق أو تجمع للمياه رغم استمرار هطولها ساعات عدة، فيما تشهد مناطق المملكة انخفاضا ملموسا في درجات الحرارة، بدءا من اليوم الخميس نتيجة لتدفق كتلة من الهواء البادر على أجوائها، خصوصا في المناطق الشمالية والشمالية الغربية.

واتخذ عدد من الجهات الحكومية في محافظة جدة عدداً من الاحتياطات والإجراءات اللازمة، تفادياً لتكرار الحوادث المطرية التي تعرّضت لها جدة في فترات سابقة، حيث أصدرت وزارة التعليم قراراً بتعليق الاختبارات الأربعاء في جميع المدارس والجامعات والكليات والمعاهد التعليمية، فيما نشرت أمانة جدة معداتها في مختلف الشوارع والأحياء منذ وقت باكر، خصوصا تلك التي يتوقع تعرضها للخطر، في حين نشط حساب الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة والمديرية العامة للدفاع المدني ومركز الطوارئ والأزمات التابع لإمارة منطقة مكة المكرمة في إصدار التنبيهات والتحذيرات بشكل مستمر خلال اليومين الماضيين والتي تهدف في مجملها إلى أخذ الحيطة والتوعية بكيفية التعامل مع التقلبات الجوية وهطول الأمطار.

وأوضح المتحدث باسم أمانة جدة «محمد البقمي»، في تصريحات لصحيفة الحياة اللندنية أن الأمانة عملت على نشر فرق متخصصة في سحب المياه في المواقع الحرجة والمعرّضة للخطر بنسبة أكبر من غيرها، مشيراً إلى أن العمليات جاءت على نطاق ١٤ بلدية فرعية تابعة للأمانة.

وقال في تصريحات صحفية «باشرت الفرق الميدانية أعمالها في سحب المياه بعد هطول أمطار متوسطة على محافظة جدة، وذلك لضمان حرية التنقل في المحاور والطرق الرئيسة، حيث لم نرصد حالات إغلاق للطرق والشوارع على مستوى المحافظة»، مشيرا إلى أن الأمانة استخدمت في عمليات سحب تجمعات المياه من الشوارع والطرقات 240 صهريجاً، و102 مكنسة آلية، إضافة إلى 858 مضخة بمقاسات مختلفة تبدأ من 3 إلى 254 بوصة.

بدوره، أفاد المتحدث باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة «حسين القحطاني» بأن الحال المطرية تشمل مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة وحائل والقصيم، في حين تشمل التقلبات الجوية الأجزاء الشمالية من منطقتي الرياض والشرقية، مع نشاط في الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار، تحد من مدى الرؤية الأفقية عليها.

وأضاف: أن «الفرصة مهيأة لتكون السحب الرعدية على مرتفعات الباحة وعسير وجازان، في حين يطرأ انخفاض في درجات الحرارة مصحوبة بنشاط في الرياح السطحية على مناطق شمال غربي وغرب المملكة، ثم تصل إلى وسط المملكة بعد انتهاء الأمطار، وتبقى فرصة تكون الضباب خلال الليل والصباح الباكر على شمال ووسط المملكة والمرتفعات الجنوبية الغربية».

يشار إلى أن المملكة العربية السعودية تعاني من أزمة سيول مستمرة مع كل تدهور مناخي على مدار الأعوام الماضية، وأبرزها في مكة وجازان وجدة.