كشفت صحيفة عبرية، الإثنين، عن تفاصيل النص الذي اقترحه الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي، مؤكدة أنه "لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد 4 جولات لإرساء الثقة بين إيران والولايات المتحدة".

ولفتت صحيفة "هارتس" إلى أن مسودة الاتفاق النووي الإيراني حددت 165 يوما كإطار زمني قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

ونقلت عن مصادرها القول إن "المرحلة الأولى تبدأ قبل ساعات من التوقيع؛ حيث من المفترض أن يتم الانتهاء من صفقة لإطلاق سراح سجناء أمريكيين من إيران، مقابل تخفيف أولي للعقوبات".

وأضافت المصادر أنه "في الوقت نفسه، سيُطلب من إيران تجميد جميع انتهاكاتها للاتفاقية حتى الآن، لكنها ستكون قادرة على الاحتفاظ بمخزون اليورانيوم الذي تراكم لديها حتى الآن".

وتتواصل المرحلة الأولى بما يُعرف باسم "اليوم صفر"، وهو اليوم الذي يتم فيه توقيع الاتفاقية، حسب المصادر.

أما فيما يخص المرحلة الثانية، قالت "هارتس" إنه "سيتم وضع الصفقة على طاولة الكونجرس لمدة أقصاها 5 أيام من تاريخ التوقيع، ولمدة 30 يومًا من تلك اللحظة؛ حيث سيتمكن أعضاء الكونجرس من الاطلاع على المعاهدة ودراستها".

وأضافت: "طوال هذه الفترة، لن تكون هناك إمكانية لتخفيف العقوبات التي تنطوي على تشريعات"، متابعة: "سيتعين على مجلس الكونجرس الموافقة على الاتفاقية بأغلبية بسيطة".

وفي حال فشل الكونجرس في تمرير الاتفاقية، فيمكن للرئيس الأمريكي "جو بايدن" استخدام حق النقض ضد القرار، وتمرير المعاهدة على الرغم من المعارضة، بدعم من ثلثي أعضاء الكونجرس.

وبخصوص المرحلة الثالثة، قالت مصادر الصحيفة، إنها "ستدخل حيز التنفيذ بعد 60 يوما من موافقة الكونجرس"، مؤكدة أنه هذه المرحلة، سيبلغ ممثل وزارة الخارجية الأمريكية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن قرار العودة إلى المعاهدة.

وبخصوص المرحلة الرابعة والأخيرة، قالت"هارتس" إنه "بعد 60 يومًا أخرى، يأتي التنفيذ الكامل للمعاهدة، وسيصدر الأمريكيون والإيرانيون إعلانا مشتركا بالتزامهم بالعملية، وسترفع الولايات المتحدة العقوبات الإضافية المفروضة على شركات إضافية".

وتابعت المصادر: "بعد 165 يومًا من توقيع الاتفاقية، ستدخل المرحلة النهائية أيضًا حيز التنفيذ: وستعود الولايات المتحدة رسميًا إلى الاتفاقية، وسترفع العقوبات القاسية المتبقية، وتسمح بالتجارة مع إيران، وفي نفس اليوم، ستقوم إيران بإزالة فائض البنية التحتية للتخصيب".

والأحد، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى العالمية "تمضي بمسار إيجابي"، فيما صرح البيت الأبيض بأن التوصل إلى اتفاق بشأن الملف "أقرب مما كان عليه الوضع قبل أسبوعين".

وكانت وكالة "نور نيوز" المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ذكرت أن دراسة طهران رد واشنطن بشكل تفصيلي، ما زالت مستمرة ومن المتوقع أن تستمر لنهاية الأسبوع.

وفي مقابل التفاؤل الإيراني والأمريكي بشأن قرب التوصل إلى صفقة لإحياء الاتفاق النووي المبرم في العام 2015، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية "يائير لابيد"، الأحد، إن تل أبيب تدير منذ عام تقريبا مواجهة سياسية متعددة المنظومات، هدفها منع التوقيع على الاتفاق النووي الجديد مع إيران.

وأضاف أن إسرائيل لا تعارض الاتفاق مع إيران، لكن بالإمكان إجبارها على توقيع اتفاق أفضل بكثير، وفق تعبيره.

وجاء تصريح المسؤول الإسرائيلي في وقت يتوجه فيه رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) "ديفيد برنيع" إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، وذلك للمشاركة في اجتماع مغلق وخاص تعقده لجنة الخدمات السرية التابعة لمجلس الشيوخ، وسيعرض خلاله التحفظات والمعارضة الإسرائيلية للاتفاق النووي الإيراني المرتقب.

ويعد "برنيع" من أشد المعارضين في إسرائيل للاتفاق.

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بأن رئيس الموساد صرح بأن التهديد بالتحرك عسكريا ضد إيران، هو الأمر الوحيد الذي سيقود إلى اتفاق جيد معها، حسب تعبيره.

وأعلنت طهران مطلع الأسبوع الماضي تقديم "رد خطي" على النص الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي تضمن "مقترحات نهائية" من قبلها، أما واشنطن فسلمت الأوروبيين ردها الأربعاء الماضي غداة تأكيد مسؤول أمريكي أن إيران قدمت "تنازلات" خلال المباحثات.

ومنذ شهور يتفاوض دبلوماسيون من إيران والولايات المتحدة و5 دول أخرى (فرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا) في العاصمة النمساوية فيينا بشأن صفقة إعادة القيود على برنامج طهران النووي، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية التي أعاد فرضها الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، بعد انسحاب بلاده من الاتفاق في مايو/أيار 2018.