عبّر مصريون عن غضبهم مما وصفوه بالتدمير الذي يجري حاليا بحق واحدة من أقدم الحدائق التاريخية، الواقعة في محافظة الإسكندرية، والتي من المفترض أن يتم المحافظة عليها باعتبارها كنزا أثريا.
وتداول ناشطون وصحفيون عبر مواقع التواصل، مقطعا قالوا إنه لعمليات هدم تجري في "حديقة أنطونيادس" بالإسكندرية، وأشاروا إلى تقطيع أشجارها وعمليات تجريف تجري بداخلها، مشيرين إلى أن الجيش تسلم المكان قبل نحو أسبوعين.
الجيش تسلم حدائق أنطونيادس، والنزهة وفق مدى مصر ،وزاهي حواس يصف قطع الاشجار وتغيير معالمها بالجريمة لما تمثله من قيمة تاريخية ومخالف للقانون .والفقير لله لايعرف مال الجيش وتلك المشروعات .بيكفي تخريب عودوا الى معسكراتكم ،وقليلا من الخجل ياسادة هذا ليس عملكم.
— صلاح بديوي (@bedewi1_s) August 29, 2022
عندى سؤال حديقة انطونيادس اقدم حديقه فى التاريخ بها اشجار نادره ومتنوعه ليه بيهدموها ويجرفوها عملت لهم ايه دى لو فى اوروبا كانوا احتفوا بها وسوقوها للعالم وعملوا منها تحفه
— bassam allam (@bassamallam10) August 28, 2022
حدائق أنطونيادس تلفظ أنفاسها الأخيرة فيما الجرافات تمضي مبتهجة على إيقاع عويل القبح الأسمنتي المتسارع ❗️
— د. داليا سُعودِي Dalia Séoudy (@DaliaTSeoudy) August 28, 2022
وتندر البعض حول إقدام رئيس البلاد "عبدالفتاح السيسي" على محو الحديقة وتدميرها، بينما تستعد مصر لاستضافة قمة المناخ في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
مصر هتستضيف قمة المناخ ٢٧ كمان كم شهر
— Osama Gaweesh (@osgaweesh) August 29, 2022
نظام السيسي هجم على حديقة #أنطونيادس التاريخية الخضراء وقرر يسويها بالأرض
وطبعا الهدف هو التطوير الرهيب وإقامة كوبري صديق للبيئة والذهاب بمصر إلى الجمهورية الجديدة
ارفعوا ايديكم عن البلد والشجر والناس
حرام عليكم pic.twitter.com/5UnwnIIWmi
من جانبها، نفت مديرة الحديقة "بدرية حسن" أنباء قطع الأشجار أو تدمير المكان، زاعمة أن ما يجري هو "عملية تطوير شاملة للحديقة ضمن خطة موضوعة مسبقا".
وقالت إن ما يتم في الأشجار هو عمليات تقليم وتهذيب من أجل نموها مجددا، مضيفة أنه يجري بناء أسوار جديدة للحديقة بسبب تهالك الأسوار القديمة، والحفاظ على التماثيل والنباتات النادرة ومحتويات الحديقة التاريخية.
وحدائق أنطونيادس، يرجع بعض المؤرخون تاريخ إنشائها إلى الفترة "البطلمية" في مصر، وهي أقدم حدائق مدينة الإسكندرية، وتعتبر من بين أقدم الحدائق التي أنشأها الإنسان علي مستوى العالم.
وفي القرن التاسع عشر، كانت الحديقة ملكا لأحد الأثرياء اليونانين، وكانت تعرف باسمه "حدائق باستيريه"، حتى تملكها "محمد علي" وأقام قصرا له بها.
وتوجد بالحديقة مجموعة مميزة من التماثيل الرخامية النادرة الكاملة الحجم لشخصيات أسطورية وتاريخية، منها تماثيل "فينوس" آلهة الجمال، وهي تحمل مرآة كبيرة تعكس أشعة الشمس في الصباح تجاه نوافذ القصر الجنوبية، وأيضا تماثيل تمثل الفصول الأربعة، إضافة لأسود مصنوعة من المرمر.
وفي فترة التسعينيات، كانت الحديقة تستضيف حفلات "ليالي التليفزيون"، وحفلات العيد القومي للإسكندرية.
يذكر أن غضبا مشابها ثار في منتصف 2019، بسبب بدء السلطات حملة لإزالة أشجار وتدمير منطقة المنتزه التاريخية بالإسكندرية أيضا، وهي المنطقة التي تم إنشاؤها على البحر عام 1850 في عهد الخديوي "عباس الثاني".
وبالفعل، مضت السلطات في عمليات تجريف المنطقة التي تضم مئات الأشجار والمرزوعات النادرة والمباني الفخمة الأثرية، ليتم تشييد مبان إسمنتية مكانها.