ترحيب عراقي وعربي ودولي بدعوة الصدر للتهدئة في العراق

الثلاثاء 30 أغسطس 2022 02:46 م

رحبت أطراف عراقية، الثلاثاء، بإنهاء زعيم التيار الصدري "مقتدى الصدر" للمظاهرات التي أدت للأحداث الدامية التي شهدها العراق، خلال الساعات الماضية، وأسفرت عن سقوط 30 قتيلا على الأقل وإصابة المئات في اشتباكات مسلحة ببغداد، فيما علقت دول عربية على التطورات.

فقد رحب كل من رئيس الوزراء العراقي "مصطفى الكاظمي"، ورئيس مجلس النواب "محمد الحلبوسي"، الثلاثاء، بدعوة زعيم التيار الصدري للمتظاهرين بالتهدئة والانسحاب من المنطقة الخضراء وسط بغداد.

وقال "الكاظمي"، في تغريدة له عبر "تويتر"، إن "دعوة السيد مقتدى الصدر إلى إيقاف العنف تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي".

وأضاف أن كلمة "الصدر"، "تُحمِّل الجميع مسؤولية أخلاقية ووطنية بحماية مقدرات العراق والتوقف عن لغة التصعيد السياسي والأمني والشروع في الحوار".

من جانبه، قال "الحلبوسي" في تغريدة على "تويتر": "شكراً لكم سماحة السيد مقتدى الصدر، فموقفكم بحجم العراق الذي يستحق منا الكثير".

كما رحّب رئيس "تحالف عزم"، "مثنى السامرائي"، بموقف "الصدر"، وقال في تغريدة: "شكراً لسماحة السيد مقتدى الصدر على موقفه التاريخي في إطفاء نار الفتنة وحماية الوطن والشعب من خطرها".

وعربيا، أجرى العاهل الأردني الملك "عبدالله الثاني"، الثلاثاء، اتصالا هاتفيا بالرئيس العراقي "برهم صالح"، أعرب خلاله عن دعم الأردن لأمن واستقرار الشعب العراقي.

جاء ذلك في بيان للمكتب الإعلامي لرئيس جمهورية العراق، الذي أضاف أن الملك الأردني أعرب عن "أمله في تجاوز الأزمة السياسية عبر الحوار والتلاقي، وبما يحقق الأمن والاستقرار والرخاء للعراقيين".

من جانبه، أعرب الرئيس العراقي عن شكره وتقديره إلى الملك "عبدالله"، لحرصه ومتابعته الأوضاع في البلاد، لافتا إلى "الجهود القائمة لدعم مسارات الحوار بين القوى السياسية، وصولا إلى حلول تضمن سلامة العراق والعراقيين"، مؤكدا على "عمق العلاقات الطيبة" التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، وأهمية تعزيزها في شتى المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة.

من ناحيتها، قالت الخارجية السعودية إنها تتابع الأحداث الجارية في العراق، داعية جميع الأطراف والقوى السياسية إلى الوقوف صفا واحدا.

وقالت الخارجية في بيان: "نتابع ببالغ القلق والاهتمام تطورات الأحداث الجارية في جمهورية العراق الشقيقة"، معربة عن أسفها لما آلت إليه التطورات من سقوط عدد من الضحايا وإصابة آخرين.

ودعت "جميع الأطراف والقوى السياسية في العراق إلى الوقوف صفا واحدا للحفاظ على مقدرات ومكتسبات العراق وشعبه الشقيق"، مؤكدة أنها تدعم "كافة الجهود الرامية إلى تجنيب العراق وشعبه الشقيق ويلات الانقسام والصراع الداخلي"، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".

وحثت الخارجية جميع الأطراف والقوى السياسية في العراق على "اللجوء للحلول السلمية لمعالجة مطالب الشعب العراقي، بما يضمن الأمن والاستقرار والازدهار للبلاد وشعبها".

بدورها، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي" ترحيبها بـ"الإعلان المعتدل الأخير للسيد مقتدى الصدر".

وقالت البعثة في بيان إن "ضبط النفس والهدوء ضروريان لكي يسود العقل".

وفي وقت سابق، الثلاثاء، اعتذر زعيم التيار الصدري، رجل الدين الشيعي، "مقتدى الصدر"، من العراقيين، وانتقد ما وصفها بـ"ثورة" أنصاره لأنها خرجت عن سلميتها، ممهلا إياهم 60 دقيقة للانسحاب من أمام مبنى البرلمان وإلا فـ"سيتبرأ منهم".

جاء ذلك في كلمة متلفزة لـ"الصدر"، أذاعها بعد اشتباكات عنيفة شهدتها مدن عراقية عدة، وسقط فيها عشرات القتلى ومئات الجرحى.

وقال "الصدر": "أتوجه بالشكر للقوات الأمنية وأفراد الحشد الشعبي وقائد القوات المسلحة"، وأؤكد أن أفراد الحشد الشعبي "لا علاقة لهم بما يجري"، لكن "من الممكن أن يكون هناك دور لبعض قادة الحشد في الأحداث الأخيرة".

وأضاف: "أنا الآن أنتقد ثورة التيار الصدري لأنها خرجت عن سلميتها واختارت العنف"، مشيرا إلى أن "دم الشعب العراقي حرام"، حسب قوله.

وتابع "الصدر" بنبرة غاضبة: "إذا لم ينسحب التيار حتى من الاعتصام من أمام البرلمان خلال ساعة فأنا أتبرأ منه"، مشيرا إلى أنه لن يقبل حتى بالاحتجاج السلمي بعد ما جرى.

وشرع أنصار التيار الصدري بالانسحاب من محيط المنطقة الخضراء بعد كلمة زعيمهم، حسبما أوردته قناة "الجزيرة".

وكان العشرات من أنصار "الصدر" قد اقتحموا المنطقة الخضراء في بغداد، بعد وقت قصير من إعلانه اعتزال السياسة، واستخدمت الشرطة خراطيم المياه ضد المتظاهرين، حيث يقع المبنى الحكومي والسفارات الأجنبية.

وتطورت الأحداث إلى اشتباكات مسلحة في المنطقة الخضراء ببغداد، أسفرت عن مقتل 30 شخصا وإصابة 700 آخرين، بينهم 110 من أفراد القوات الأمنية، حسبما نقلته "الجزيرة" عن مصدر طبي عراقي.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مقتدى الصدر العراق التيار الصدري ترحيب تهدئة بغداد

قرار مفاجئ.. مقتدى الصدر يعلن اعتزاله العمل السياسي نهائيا

اعتزالات الصدر في 9 سنوات.. خروج من الباب وعودة من الشباك

الرئيس العراقي يعلن تأييده لانتخابات مبكرة.. والإطار التنسيقي يرفض

مستقبل غامض ينتظر العراق رغم تراجع الصدر